قصة "أم مينا الجزارة" المكرمة من الرئيس السيسي اليوم بالمنيا.. رحلة كفاح وصبر (فيديو)

محافظات

أم مينا الجزارة التي
أم مينا الجزارة التي كرمها الرئيس السيسي

“تكريمي اليوم من الرئيس عبدالفتاح السيسي شرف عظيم ليا، ولكل ست مصرية تعبت وربت وصبرت وكافحت لوحدها من أجل تربية أبنائها لتخرج بيهم لبر الأمان، لقد اختارني الله لهذه المسؤولية الكبيرة التي كانت على عاتقي أكثر من عشرين عامًا، ولكن ها أنا اليوم أحصد نتيجة تعبي وثمرة مجهودي، كلمات كثيرة أتمني أن أقولها في حق الرئيس ولكن لم أجد كلمات معبرة بما في داخلي”، هكذا بدأت السيدة “أم مينا” الجزارة، حديثها لـ"الفجر" عن تكريمها من الرئيس اليوم.

 

قصة ابنة المنيا
 

"مريم رؤوف فؤاد"، ابنة قرية البرشا التابعة إداريًا لمركز ومدينة ملوي جنوب محافظة المنيا تقول: “تزوجت وأنا عمري 16 عاما كنت صغيرة جدا ولكن ده متعارف عندنا في معظم قري الأرياف، وبنتحمل المسؤولية بدري، وكانت حياتنا هادئة مستقرة جدا اكرمني الله بطفلين وسرعان ما اصطدمت بالواقع المرير ولم أعلم ما يخفيه لي القدر من معاناة”.

"موت زوجي جعل الحياة المظلمة"

وتضيف: "تغيرت حياتي كليا بعد سماع خبر وفاة زوجي الذي رحل عن عالمنا وأنا لم أكمل العشرين عاما تركني صغيرة جدا ومعي أبنائي فلذات كبدي ترك لي بنت ثلاثة سنوات وولد سنتين فهم لم يستوعبوا حجم فقدان والدهم وأنهم أصبحوا أيتام، وأنا الأرملة  الصغيرة الجميلة في نظر الناس التي لا تستطيع أن تكمل حياتها لوحدها بدون سند وأمان كنت أري نظرات الناس واسمعهم وهم يقولون هذا الكلام الصعب إزاي تعيش بدون راجل لا بد أن تتزوج وترك أولادها لأهل أبوهم يربوهم "علي حد تعبيرها".

كان تحد كبير


وتابعت: "بالفعل كان تحدي كبير بين كلام الناس الذي لا نسلم منه ابدا وبين أن أربي أبنائي واتحمل مسؤوليتهم بمفردي واصرف عليهم حتي لا يحتاجوا لأي حد واعلمهم واكبرهم ورفضت الزواج رفضا تاما بحيث اتفرغ لتربية أبنائي ، ولكن ماذا أفعل وكيف اعمل في هذا الوقت ولكن سرعان ما قررت أن أعمل في مهنة والدي وأجدادي وهي "الجزارة “ وهي مهنة الرجال ولكن عند الحاجة الست بتكون بمية راجل وتعرف تثبت نفسها في أي مجال”.

"الجزارة هي الحل"

وأوضحت: “ارتديت العباءة وأمسكت الساطور والسكاكين وأعلنت للحياة كلها أنا جزارة بدأت العمل من أمام منزلي البسيط ببيع لحمة رأس  والممبار والفشة وأشياء خاصة بالذبيحة عرض عليا أخويا أني أشتغل معاه في محل الجزارة الخاص به بدلا من وقفتي في الشارع وأشتري منه الأشياء الخاصة بالذبيحة وأبيعها عنده في المحل نفسه وافقت وكان أفضل لي بكثير تعلمت أكثر واكتسبت خبرة أكثر وبقي ليا أسم حتي حصل بيني وبين اخي خلافات وطلب مني أترك المحل”.

"أكتسبت ثقة وحب الناس"
 

واختتمت: “بدأت نظرات الناس تتغير لي ويتقبلوا فكرة ان في ست جزارة واكتسبت ثقتهم وحبهم لي وبدأت أقف علي رجلي أكثر وأفهم كل شئ في الشغل فتحت أول محل جزارة خاص بي وبدأت بشراء  بربع ذبيحة ثم النصف حتي أصبحت بشتري ذبيحة كاملة وبفضل هذه المهنة عليا تمكنت من تربية أبنائي وعلمتهم ووصلتهم لبر الأمان منذ أكثر من عشرين سنة وأنا أعمل جزارة حتي الآن فأنا ومازلت لا أتقبل فكرة ان يساعدني أي شخص أكتفيت بنفسي وبأولادي”.