تعرف على السر في اختيار تاريخ 21 مارس للاحتفال بعيد الأم

تقارير وحوارات

 عيد الأم
عيد الأم

يحتفل العالم يوم 21 مارس 2023 بيوم الأم، وكما هو دارج في بعض الدول "عيد الأم"، هو احتفال ظهر حديثًا في مطلع القرن العشرين، تحتفل به بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة لبيان تأثير الأمهات على المجتمع، ظهر ذلك برغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يجعلوا يومًا في السنة ليذكّروا الأبناء بأمهاتهم.

الحضارات القديمة

عيد الأم

قد يعتقد البعض أن عيد الأم مناسبة مستحدثة معاصرة، إلا أن الباحثين اكتشفوا أن هذا الاحتفال كان موجودا عند حضارات ما قبل التاريخ، وأن قدماء المصريين كانوا أول من احتفل بعيد الأم كعيد مقدس، واعتبروا تمثال إيزيس التي تحمل ابنها حورس رمزًا لهذه المناسبة، وكان هذا الاحتفال مرتبطًا بفيضان النيل، أصل الحياة والخصب والنماء، كما تهب الأم الحياة لأبنائها.

التاريخ الحديث

بدأ الاحتفال بعيد الأم في العالم العربي ابتداءً من مصر ثم انتشر لباقي البلاد العربية في خمسينيات القرن الماضي، وترجع بداية فكرة الاحتفال بعيد الأم للكاتب الصحفي على أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم، حيث طرح على أمين في مقال له فكرة الاحتفال بعيد الأم، قائلا: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم"، ونجعله عيدًا قوميُا في بلادنا وبلاد الشرق، وفي مثل هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرًا أو ربنا يخليك، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل، ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلًا منها؟ ولكن أي يوم في السنة نجعله عيد الأم؟".

ولاقى المقال إعجاب الكثيرين، واستجاب الكثير من القراء لهذه الدعوة، وتم اختيار يوم 21 مارس أول أيام فصل الربيع، ليصبح رمزًا للجمال وتفتح الزهور وللعطاء والحياة، وكان أول احتفال عام 1956.

أول الاحتفالات

عيد الأم

وكان أول احتفال لعيد الأم في أمريكا عام 1908، عندما قامت أنا جارفيس ذكرى لوالدتها، وأطلقت بعدها حملة لاعتراف الولايات المتحدة بعدي الأم، ليصبح فيما بعد تقليدًا تحتفل به الشعوب في مناطق مختلفة حول العالم، وفي اليابان يحتفل به يوم الأحد الثاني من شهر مايو، حيث يقيم الأطفال معرضًا للصور للأمهات، وتقوم الهند بالاحتفال لمدة 10 أيام ويطلقون "درجا بوجا"، وهو اسم أحد الآلهة التي تبعد عنهم الشر.

وتحتفل كندا في الأحد الأول من شهر مايو، كما تحتفل إسبانيا في بداية شهر مايو، حيث يرتبط لديهم بالاحتفال بتكريم السيدة العذراء، أما النرويج فيحتفلون في 2 فبراير، وفي الأرجنتين يوم 3 أكتوبر، وفي جنوب إفريقيا يوم 1 مايو.

أهمية الاحتفال بعيد الأم

هناك أهمية كبيرة عائدة من الاحتفال بعيد الأم، حيث تقول الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الاحتفال بعيد الأم يعيد الإنسانية والرحمة والشفقة والعواطف الجميلة والنبيلة بداخل الأمهات والأبناء، والبعد عن عالم الجرائم الغريبة المنفردة التي ظهرت في الفترة الأخيرة، موضحة أن هذا الاحتفال يؤكد  أهمية الأم ودورها الكبير في الحياة.

الأم هي أساس الحياة، وهي السبب الرئيسي في نجاح كل شخص في حياته، وهي التي بيدها أن تلون الوطن مرة أخرى باللون الجميل، وتوضح أستاذة علم الاجتماع، أن ذلك يكون من خلال تربية أبناء صالحين نافعين لوطنهم، مطورين ومنتجين للقضاء على الفساد، منوهة بأننا في حاجة كبيرة لأن يرى العالم كله أن المجتمع المصري مازال بخير ولديه جيل قوي ونظيف.