ما هي العبادات المستحبة في شهر شعبان؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

منحنا الله من فضله أياما مباركة في شهر شعبان، الذي اختصه بليلة البراءة “ليلة النصف من شعبان”، وشمله بالنفحات التي على المؤمن اغتنامها أحسن ما يكون، فهو شهر تُرفع فيه الأعمال، وعلى المسلمين أن يقتدوا برسول الله طامعين أن تأتي عباداتهم خلال هذا الشهر طيبة خالصة لوجه الله.

عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- قال: قلت: "يا رسول الله، لم ارك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان"، قال رسول الله: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم".
فيما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا له، لعله أن تصيب أحدكم نفحة لا يشقى بعدها أبدا" ولذلك على المسلم أن ينتهز الليالي المباركة الطيبة، التي يمنّ الله بها على عباده، بالذكر الكثير وتلاوة القرآن ونفع الناس، وفي الشهر الذي يتوسط رجب ورمضان.

هناك عبادات مستحبة في شعبان تشمل فاعلها بالخير والبركة وتجعله يستقبل شهر الصيام بالإقبال والسرور.
1. الصوم
التقرب إلى الله بالصوم هو أفضل عبادة يمكن للمسلم أن يأتي بها، فأجره كبير ويجزي عنه الله الكثير،
ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى "كل عمل ابن آد له إلا الصيام فهو لي، وأنا أجزي به.."، وهو ما يعني أن الصيام هو العبادة التي يقدرها الله بثواب عظيم يناسب ترك العبد لملذاته طاعة للواحد القهار.


أما كون الصيام من عبادات مستحبة في شهر شعبان فهذا عن سنة نبي الله، حيث قالت السيدة عائشة- رضي الله عنها-:
"كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يُفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا مضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان" ففي الشهر الذي تُرفع فيه الأعمال، كان رسول الله يصوم معظم أيامه، وقيل عند بعض الأئمة كان يصوم شعبان كاملا.
2. قيام الليل
حتى تنال نفحات الليالي المباركة، فعلياك بإحيائها بالصلاة والدعاء، أي قيام الليل الذي يعد من عبادات مستحبة في شهر شعبان يجاهد بها العبد نفسه ويرجو رحمة ربه.
ففي جوف الليل يذكر الله ويصلي قدر استطاعته أسوة برسول الله، وهي عبادة الغتيان بها في شهر شعبان يزيد من فرص المغفرة من كل ذنب، والنجاة من كل إثم، فقيام الليل عبادت تحصن الفوس وتطهرها.
3. صلة الرحم
ورد في أحاديث شهر شعبان- رغم عدم التأكد من صحة الحديث- أن الله يطّلع على عباده في ليلة النصف من شعبان،
فيغفر للجميع ذنوبهم إلا "مشرك أو مشاحن"، ويقول الله تعالي في كتابه الكريم "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"
4. الصلاة على النبي
"يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" فالصلاة على النبي الكريم ورد يومي على كل مسلم أن يحرص عليه في كل وقت وحين، كإحدى عبادات مستحبة في شهر شعبان ولياليه الطيبة المباركة يُفضل أن يطيب الفم بذكر رسول الله والصلاة عليه، فهو عليه الصلة والسلام شفيعنا يوم القيامة، وعلينا أن نُعلي ذكره "اللهم صلي صلاة كاملة وسلم سلااما تاما على نبي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم،
ويُستسقى الغمام بوجهه الكريم، وعلى آله".
5. إحياء ليلة النصف من شعبان
والعبادة التي تعد من عبادات مستحبة من شهر شعبان وأفضلها، هي إحياء ليلة النصف من شعبان، المعروفة بليلة البراءة وليلة الغفران، التي شهد تحويل القبلة من المسجد بيت المقدس إلى المسجد الحرام "لنولينك قبلة ترضاها".
وقال عنها رسول الله صلة الله عليه وسلم "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مُبتلى فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلع الفجر".