تعرف على فضائل شهر شعبان وكيفية الاحتفال وحكم الاحتفال بليلة النصف

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


يحل علينا اليوم ليلة النصف من شعبان وهي من أعظم أيام الله على الكون وفي هذا الشهر كرم الله رسوله عندما أستحي أن يطلب من ربه أن يحول له القبله وكان ينظر إلى السماء من أجل تحويل القبله، وأنزل الله عز وجل قوله [قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ] وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرغب في الصلاة جهة بيت الله الحرام بمكه، بدلًا من بيت المقدس.

 

ويتقرب الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة أكثر وينزل إلى السموات الدنيا، وجاء في السنن بإسناد ضعيفة عن علي ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا ـ أي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا لَيْلَهَا وصُوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيه من غروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه، ألا من مُبْلًى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر" ويستحب في هذه الليلة أن يكثر العبد من الدعاء والتقرب إلى ربه أكثر

ولم يأتي في هذه الليلة أحاديث تصل إلى درجة الصحة، وهناك أحاديث حسنها بعض العلماء، وبعضهم ردها وقالوا بأنه لم يصح في ليلة النصف من شعبان أي حديث، وما ورد في هذه الليلة هو الدعاء والاستغفار لله عز وجل، ولم يرد صيغة دعاء معين.

فضل ليلة النصف من شعبان

 

ويحرص المسلمون على اغتنام فضل ليلة النصف من شعبان، وورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها، في أظهار فضل ليلة النصف من شعبان، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ»، ويغفر الله في هذه الليلة لجميع خلقه المستغفرين إلا المشرك المتخاصمين، ومن أفضل الطاعات وأكرمها على الله تعالى الدعاء؛ قال الله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي».

والدعاء هو خير ما يتقرب به العبد إلى ربه، خاصًة في هذه الليلة المباركة، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.

دعاء ليلة النصف من شعبان

 

ومن أدعية ليلة النصف من شعبان.

«اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».

فضل شهر شعبان

ويعد شهر شعبان من الشهور المفضلة التي اختصها الله سبحانه وتعالى ومَيَّزه بمنزلة كريمة، ومكانة عظيمة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يختص أيامه بالصيام؛ لكونها محلًّا لرفع الأعمال؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور مثل ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».

واختصَّ سبحانه من هذا الشهر ليلةَ النصف من شعبان ونهارَها، وفضَّلهما على غيرهما من أيامه ولياليه، ورغَّبَ في إحيائها، واغتنام نفحها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات.

 

رأي العلماء في صحه أحاديث ليلية النصف من شعبان

. ويقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر رحمه الله الكلام عن ليلة النصف من شعبان وهل لها فضل؟

ورد في فضلها أحاديث صحح بعض العلماء بعضًا منها، وضعفها آخرون وإن أجازوا الأخذ بها في فضائل الأعمال.

ومنها حديث “إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأكثرمن شَعْرِ غَنَمِ بني كلب، وهي قبيلة فيها غنم كثير”.

. ومنها حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قُبِضَ، فَلَمَّا رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: “يا عائشة ـ أو يا حُميراء ـ ظننت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد خَاسَ بك”؟ أي لم يعطك حقك. قلت: لا والله يا رسول الله ولكن ظننت أنك قد قبضتَ لطول سجودك، فقال: “أَتَدْرِينَ أَيُّ ليلة هذه”؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال “هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحِمِينَ، ويُؤخر أهل الحقد كما هم”.

. وروى ابن ماجة في سننه بإسناد ضعيف عن علي ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا ـ إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا لَيْلَهَا وصُوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيه من غروب شمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألامُبْلًى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر”.

. وروى النسائي عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ أنه سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: لم أَرَكَ تصوم من شهر من الشهور، ما تصوم من شعبان قال “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع علمي وأنا صائم”.

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان وكيفية الاحتفال بها

ويجوز الاحتفال بليلة النصف من شعبان وقد ثبت أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ احتفل بشهر شعبان، وكان احتفاله بالصوم، وكان يكثر القيام بالليل في كل الشهر، وكان قيامه في ليلة النصف كقيامه في أية ليلة.

والدليل على ذلك ما ورد في الأحاديث السابقة وإن كانت ضعيفة فيؤخذ بها في فضائل الأعمال، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيامها، وكان يحتفل بها بشكل شخصي في منزلة أوالمسجد، من خلال الصلاة والدعاء والاستغفار.

وإحياء ليلة النصف من شعبان شخصيًا أو جماعيًا يكون بالصلاة والدعاء وذكر الله سبحانه وتعالي،  ويرأى بعض المعاصرين أن يكون الاحتفال في ليلة النصف من شعبان ليس على النَّسَقِ وليس لهذا الغرض وهو التقرب إلى الله بالعبادة، وإنما يكون الاحتفال لاحياء ذكرى تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى مكة.