تجدد صراعات مسلمي بورما.. والأزهر يطالب بتدخل سريع

عربي ودولي

دولة ميانمار
دولة ميانمار

يواصل أبناء المسلمين من الروهينجا الهروب والفرار من العنف الدامي فى بورما، وترتبط جمهورية ميانمار، أو كما تُعرف بـ "بورما"، فى أذهان العالم العربى والإسلامى باضطهاد أقلية الروهينجا المسلمة وانتهاك حقوقها بشكل كبير،
وتعد الروهينجا هي “الأقلّية الأكثر اضطهادًا في العالم” و”أتعس أهل الأرض جميعًا” وتعتنق الديانة الإسلامية، وتدفع ثمن ذلك الانتماء من خلال القتل والتشريد. 

ويواجهون اليوم حملات إبادة وتطهير عرقي ممنهجة على يد الأغلبية البوذية التي تسكن البلاد، في الوقت الذي يقف فيه العالم عاجزًا عن إنقاذهم، بينما تشارك حكومة البلاد في حملة العنف وتدير ظهرها للانتقادات ودعوات إيقاف “المذبحة. 

 

. ويتناول العالم منذ سنوات  أخبارا عن مجازر وجرائم وعمليات ترتبط بحق تلك المجموعات، وآخرها منذ أيام،  وهناك حاله من الفر والكر بين السلطات والأقلية هناك مابين تصوير الدولة لصورة غير صحيحة لهذه الفئة وتقول أنها تضم عناصر متمردة تسعى للتخريب، ومابين نفي لتلك المعلومات. 

وستستعرض لكم بوابة الفجر القصة الكاملة لمشكلة مسلمي بورما من خلال التقرير التالي.

دولة ميانمار

- وتقع بورما  داخل دولة ميانمار فى جنوب شرقى آسيا، وتحدها من الشمال الشرقى الصين، ومن الشمال الغربى الهند وبنجلادش، وحصلت على الاستقلال من الاحتلال البريطانى فى العام 1948، وتم اختيار مدينة رانجون عاصمة لها، واللغة البورمية هى اللغة الرسمية للبلاد، ويعتنق الأغلبية الديانة البوذية، ويعتنق نسبة قليلة الدين الإسلامى، وهم فى الغالب من الروهينجا.

العمله الروهنجية

 

واللغة الروهنجية هي لغة ذات كتابة حديثة لشعب الروهنجيا في ولاية راخين بولاية أراكان البورمية في دولة ميانمار. وهي من اللغات الهند، وهي مرتبطة لغويا بلغة شيتاغونغ المستخدمة في الجزء البنجلاديشي الجنوبي المحاذي لبورما. 

. وقد تمكن علماء الروهنجيا بنجاح من كتابة لغتهم في نصوص مختلفة مثل العربية والحنفي والأردية والرومانية والبورمية، والحنفي هي أبجدية وضعت حديثا استمدت من اللغة العربية مع إضافة أربعة أحرف من اللغة اللاتينية والبورمية.

. وقد اعترفت بها المنظمة الدولية للمعايير تحت رمز ISO 639-3 "rhg وتعتنق الغالبية العظمى من الروهينجا الإسلام، بما في ذلك مزيج من الإسلام السني والصوفية، ويوجد نحو 2.5٪ من الروهينجا هم من الهندوس. 

وتقيد الحكومة الفرص التعليمية لهم فإن الكثير منهم يواصل دراساتهم الإسلامية الأساسية كخيار تعليمي فقط. 

. ويوجد في داخل القرى المساجد والمدارس الدينية حيث يصلي الرجال فيها جماعة، أما النساء فيصلين في المنازل. 

 

من هم الروهينجا وأين يعيشون وما عددهم

وتعود أصل تلك التسمية  لقومية عرقية تنتمى لعائلة هندية، ويتركز التجمع الرئيسى لهم فى "راخين" غربى البلاد، ويعيش قرابة مليون شخص من الروهينجا المسلمين فى بورما، البالغ تعداد سكانها قرابة الـ49 مليون نسمة ووفقا لتقديرات منظمة اللاجئين الدولية.

أسباب وجذور مشكلة الروهينجا المسلمة

وتعود أصل المشكلة إلى ما بعد استقلال البلاد عن بريطانيا، إذ رفضت الحكومة الاعتراف بالروهينجا كجماعة عرقية رسمية، وفى بداية الستينيات تم تشكيل حركة عسكرية من أقلية الروهينجا، طالبت بالحكم الذاتى والاعتراف بها، إلا أن الحكومة العسكرية التى تشكلت بعد انقلاب عام 1962 فى بورما قضت على تلك الحركة.

. وفى العام 1982 تم إصدار قانون للجنسية فى بورما، لكن الحكومة رفضت منحهم الجنسية، واعتبرتهم مهاجرين غير شرعيين، ولكن تؤكد الروهينجا أن جذورهم فى البلاد تعود لتاريخ طويل، وبسبب تواصل أعمال العنف ضدهم، يعيش قرابة نصف المليون من الروهينجا فى بنجلادش، للهرب من هذا الجحيم،

. ومنذ عام 2011 تزايد التوتر بين الطوائف الدينية في البلاد، بالتزامن مع حل المجلس العسكري الذي حكم ميانمار لنحو نصف قرن، كما تزايدت خلال السنوات الأخيرة الدعوات لاضطهادهم من قبل حركات بوذية متطرفة، مثل حركة “رهبان بوذيون قوميون”.

. وفي العام 2014  أشارت منظمة “ريفيوجيز إنترناشيونال” إنّ أكثر من 140 ألف روهينجي يعيشون في مخيمات للمشردين داخل ميانمار، حول عاصمة ولاية راخين في جنوب غربي البلاد، ويعتمدون بشكل كامل على المساعدات الدولية. 

. وفى عام 2016 أعلنت جماعة مسلحة اسمها "جيش إنقاذ الروهينجا فى أراكان"، تنفيذ عمليات ضد الجيش البورمى، وتقول الحكومة إنها تنفذ حملاتها فى ولاية راخين ضدهم منذ ذلك الحين، وذلك وفق تقرير لموقع "الحرة" الأمريكي.

وتتجدد سنويًا أحداث العنف ضدّ مسلمي الروهينجا، إلا أنّ الاشتباكات التي اندلعت مؤخرًا تعد الأعنف منذ عقود، إذ أسفرت عن مقتل نحو 400 شخص.

 

آخر تطورات أوضاع الروهينجا في الأيام الماضية 


وتم حرمان قرابة 250 ألف شخص من هذه المساعدات، وذلك بسبب المعارك بين الجيش والمتمردين، وسلطت صحيفة "إندبندنت" البريطانية الضوء على مأساة شعب الروهينجا، وأكدت أن أطفالهم يُعدمون، بينما يُحرق المدنيون أحياء، حسب شهادة الشهود، فى الوقت الذى يواصل فيه اللاجئون الهروب من العنف إلى بنجلادش، في حين تم تعليق برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة وتعطيل مساعداتها الغذائية فى شمال غربى بورما بعد هذه الأحداث.

وأكدت "إندبندنت" بأن القوات العسكرية ترتكب إبادة أو مذبحة منظمة ضد الأقلية المسلمة فى ولاية راخين الغربية، ويُعتقد أن 87 ألفا من اللاجئين فروا للحدود الغربية نحو بنجلاديش فى أسبوع، عقب الحملة على مسلحى الروهينجا، فيما تجمع نحو 2000 من النساء والأطفال على الحدود مع بنجلاديش، لكن السلطات المحلية رفضت السماح لهم بالمغادرة.

ونُشرت  تقارير إعلامية مؤخرًا تحدّثت عن نزوح أكثر من 123 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين إلى بنغلاديش، هربًا من أعمال العنف.

ويفوق هذا العدد إجمالي الفارين في عملية النزوح الجماعي، التي وقعت بعد أحداث العنف في إقليم راخين، الذي تقطنه غالبية من الروهينجا العام الماضي.

موقف المجتمع الدولى على الصعيدين الرسمى وغير الرسمى من الأحداث الحالية

دعم إسلامي

 وأعلن  الأزهر الشريف استنكاره بشدة للأعمال الوحشية وغير الإنسانية التى يتعرَّض لها مسلمو الروهينجا فى ميانمار، التى تتعارض مع كل الشرائع والأديان.

 

 

دعم مسيحي 

وأبدى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، تضامنه مع أقلية الروهينجا المسلمة، مطالبا باحترام حقوقها فى أعقاب أعمال العنف التى وقعت فى الأيام الأخيرة.

 

دعم دولي

ومنذ وقت طويل كانت قد دعت لجنة دولية يرأسها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفى أنان، بورما لإعطاء مزيد من الحقوق لأقلية الروهينجا المسلمة لتجنب "تهميلها" 

وأشار التقرير النهائى لهذه اللجنة التى تشكلت فى 2016 بطلب من وزيرة الخارجية البورمية المعارضة السابقة أونج سان سو تشى، إنه "ما لم يتم إيجاد حلول للمشكلات بسرعة، هناك خطر من التطرف داخل المجموعتين، المسلمة والبوذية".

تجدد الأزمة 

وفى 23 أغسطس الماضي، ونقلا عن سكان وموظفين وهيئات إغاثة، إن المئات من مسلمى الروهينجا محاصرون داخل منطقتهم فى قرية "زاى دى بين"، من قبل جيرانهم البوذيين، وأفاد سكان وموظفو إغاثة، فى تصريحات لوكالة "رويترز"، بأن المسلمين فى قرية "زاى دى بين" مُنعوا من الذهاب لأعمالهم أو جلب طعام وماء خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، رغم أنه سُمح لعدد صغير بتجاوز الحصار لشراء الطعام، وقالت الشرطة إن القرويين البوذيين فى راخين يفرضون قيودا على كمية الطعام التى يمكن للروهينجا شراؤها، ويمنعون تنقلهم فى القرية والذهاب إلى العمل 

 

التطورات الأخيرة للمشكلة ودعم الأزهر 

أعرب مجلس حكماء المسلمين برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، عن تضامنه مع مسلمي الروهينجا ضحايا الحريق الضخم الذي وقع في مخيم للاجئين في بنجلاديش.

ودعا مجلس حكماء المسلمين المجتمع الدولي إلى ضرورة تقديم الدعم العاجل ومد يدِ العون للمتضررين جراء هذا الحادث الأليم، الذي أسفر عن تضرر آلاف الأشخاص الذين أصبحوا بلا مأوى.

وطالب مجلس حكماء المسلمين الهيئات والمنظمات الدولية بضرورة العمل بشكل عاجل على إنهاء المأساة الإنسانية التي يعاني منها مسلمو الروهينجا الذين فروا من ويلات التطهير العرقي والإبادة الجماعية. 

ويواجه المسلمون في كثير من الأحيان عقبات لممارسة دينهم بنفس الطريقة التي يمارسها الأفراد الآخرون في بورما. وقد ظهرت هذه الصراعات في شكل صعوبة الحصول على الموافقة على بناء دور العبادة، سواء كانت رسمية أو غير رسمية في الماضي. 

رد السلطات فى مانيمار  على أحداث العنف في البلاد


 وفقا لما أوردته وكالة "فرانس برس"، فإن السلطات البورمية دافعت عن نفسها قائلة إن "مسلحين من الروهينجا أحرقوا عددا من المنازل وجنّدوا أطفالا فى أعمال العنف الأخيرة التى اندلعت بولاية راخين المضطربة"، لكن المتمردين نفوا ذلك ووجهوا اتهامات للجيش

 

وتأتي التبريرات الحكومية للأحداث ضمن إطار ضرورة “استهداف المسلحين”، إلا أنّ حقوقيين أكّدوا أنّ الاستهداف بالأسلحة الثقيلة يطال المدنيين، مع اتهامات باغتصاب النساء وقتل الأطفال بصورة متعمدة.

 

أصول عربية


ويعيش مسلمو الروهينجا في ميانمار دون جنسية، وترى الحكومة أنهم مهاجرون غير قانونيين من بنغلاديش، إلا أنّ الروهينجا يرفضون هذه الاتهامات ويؤكدون أنهم يقطنون المنطقة منذ مئات السنين.

وتشير المراجع التاريخية إلى أن أصول الروهينجا تعود إلى القبائل العربية التي وفدت إلى آسيا للتجارة في القرن الثامن الميلادي.

ويبلغ عدد مسلمي الروهينجا الآن نحو 1.33 مليون نسمة، وتصنفهم الأمم المتحدة بأنهم من أكثر مجموعات اللاجئين المعرضين للاضطهاد في العالم.