بعد مرور 20 عام على الغزو.. خبير يوضح لـ "الفجر" متى سينتهي النفوذ الأمريكي في العراق؟

عربي ودولي

امريكا والعراق -
امريكا والعراق - أرشيفية

اقتربت الذكرى الـ20 على غزو أمريكا للعراق، بحجة أن بغداد تمتلك أسلحة دمار شامل، وكان ذلك لغرض السيطرة على العراق وتدميرها إنسانيًا وبنيانيًا، والسطو على ثرواتها، وتوغلت القوات الأمريكية فى العراق فى عام 2003، لم يستغرق الأمر كثيرًا، وأصبحت الفوضى في كل مكان، ليظهر مشهد الإطاحة بتمثال صدام حسين عبر ملايين الشاشات حول العالم.

ودخلت هذه الصورة إلى الذاكرة، وعلى الرغم من مرور 20 عام، لازالت هناك تساؤلات حول إمكانية انسحاب أمريكا من العراق بعد الحرب في أوكرانيا وإذا بقي النفوذ الأمريكي في بغداد فما هو مستقبله، وهل التعاون الأمريكي العراقي يتلخص في محاربة داعش أم أن هناك ملفات أخرى؟!.

مستقبل النفوذ الأمريكي في العراق

وفي السياق ذاته،  يرى خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أحمد السيد أحمد، أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى العراق، تأتي  في ظل تصاعد الأزمات الدولية والإقليمية، وهي علامة فارقة تدل على أن العراق لا يزال يحظى بأهمية قصوى لدى واضعي سياسات واشنطن في المنطقة وحول العالم، حيث أن هذه الزيارة لم تكن معلنة ضمن جدول زياراته لمنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف " السيد" في تصريحات خاصة لـ "الفجر":" أن هذه الزيارة تعكس مدى قوة العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبغداد، حيث تزامنت هذه الزيارة مع الذكرى العشرين للغزو الأمريكي إلى العراق في 20 مارس 2003، مما يسلط الضوء أن هناك شراكة إستراتيجية بين البلدين.

وتابع خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية، أن التعاون الأمريكي العراقي ليس مرتبطا فقط بمحاربة تنظيم داعش وبالملف الأمني وحسب، بل أن ما يربط البلدين من ملفات يشمل مختلف القطاعات والمجالات ولا سيما السياسية والاقتصادية وخاصة في مجالي الطاقة والسياسات المصرفية، وفي عدد لا يحصر من القطاعات".

وأوضح أن هذه الزيارة تحمل رسائل بعدة اتجاهات، لا سيما أن يكون مفادها الأساسي هو أن واشنطن متمسكة بلعب دور رئيسي في العراق والمحافظة على نفوذها لما يتمتع به من اهمية جيوسياسية واقتصادية، في ظل احتدام التجاذبات العالمية وصراعات السيطرة بين الدول، كما أن أمريكا ملتزمة بأمن العراق ومجابهة تنظيم داعش.

واقع ما بعد الحرب

وفيما يتعلق بالنفوذ الأمريكي في العراق، فقال:"إن الولايات المتحدة لن تنسحب من العراق قط على الرغم من الدعوات التي نادت بها قوى سياسية عربية وأيضا قرار البرلمان العراقي في يناير2020 الذي طالب بانسحاب القوات الأمريكية من العراق ولكنها ذهبت أدراج الرياح".

وأشار إلى أن  واشنطن تنظر إلى التضحيات التي قدمتها للإطاحة بالنظام السابق، وهي لا تفكر إطلاقًا في الانسحاب، وبالتالي أي انسحاب أمريكي من العراق حاليًا سيؤدي إلى عودة تنظيم داعش مرة أخرى، لا سيما في ظل النشاط الكبير للتنظيم والخلايا النائمة في كثير من المدن العراقية، وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية تكريس تواجدها الدائم فيه.

وذكر خبير العلاقات الدولية أن أمريكا تحاول استدراك تراجع نفوذها الإقليمي عامة والعراق خاصة، أما فيما يتعلق بواقع العلاقات الدولية ما بعد حرب أوكرانيا، يعطي فسحة واسعة أمام مختلف دول المنطقة ومنها العراق لتجنب التخندق في محاور عالمية ضد أخرى، وعدم التورط في صراعاتها ومنافساتها وتصفيات حساباتها.

وفيما يتعلق بشأن تواجد الجيش الأمريكي في العراق، فأن مهامه أصبحت قاصرة على تدريب القوات العراقية وتقديم المساعدة والمشورة للقوات العراقية لمحاربة تنظيم داعش، الذي سيطر عام 2014 على مساحات شاسعة بالبلاد، وأعلن العراق دحره في عام 2017، لكنه لا زال يملك خلايا نائمة وينشط في العديد من المناطق العراقية.

قلق إيران من زيارة لويد أوستن

واختتم حديثه قائلًا":" إن هذه الزيارة محط قلق من قبل إيران ولا شك كونها تعتقد أن العراق بوابة لها، خاصة وأن هذه الزيارة جاءت في ظل التنسيق الأمريكي الإسرائيلي لمجابهة التهديدات النووية الإيرانية، والتي أكدتها زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية مارك ميلي، إلى إسرائيل الأسبوع الماضي وإجراء مناورات عسكرية بين البلدين لأستهداف المناطق النووية.

وتخشى طهران من هدف الزيارة الذي قد يكون بمثابة ترتيبات أمريكية إسرائيلية لاستهداف مناطق النووي في إيران، لذلك تنعكس زيارة أوستن على شكل إعادة صانع القرار الإيراني لحساباته في جملة ملفات حيوية وحساسة أهمها، الملف النووي والتفاوض حوله مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.