قصة تقديم راس يوحنا المعمدان إلى الفتاة هيورديا على طبق
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في مثل هذا اليوم، بعيد تذكار وجود رأس القديس يوحنا المعمدان، وذلك أنه لما أمر هيرودس بقطع رأسه وإحضاره إليه وتقديمه إلى الفتاة هيورديا على طبق.
كما طلبت قيل إنه بعد انتهاء الوليمة ندم على قتله يوحنا فابقي الرأس في منزله واتفق إن اريتاس ملك العرب صهر هيرودس، حنق عليه لأنه طرد ابنته وتزوج بامرأة أخيه وهو حي، فأثار عليه حربًا ليثار لابنته فغلب هيرودس وشتت شمل جنوده وخرب بلاد الجليل.
وقد علم طيباروس قيصر، أن السبب في هذه الحروب هو قتل هيرودس لنبي عظيم في شعبه وطرده ابنة اريتاس العربي وتزوجه من امرأة أخيه، فاستدعاه إلى رومية ومعه هيروديا، فاخفى هيرودس رأس القديس يوحنا في منزله وسافر.
فلما وصل إلى هناك أمر طيباروس بخلعه وتجريده من جميع أمواله، ثم نفاه إلى بلاد الأندلس، حيث مات هناك. وخرب منزله وصار عبرة لمن يعتبر واتفق بعد مدة من السنين أن رجلين من المؤمنين من أهل حمص قصدا بيت المقدس ليقضيا مدة الصوم الكبير هناك وأمسى عليهما الوقت بالقرب من منزل هيرودس فناما فيه ليلتهما، فظهر القديس يوحنا لأحدهما واعلمه باسمه وعرفه بموضع رأسه وأمره إن يحمله معه إلى منزله، فلما استيقظ من نومه قال ذلك لرفيقه وذهبا إلى حيث المكان الذي كان رأس القديس مدفونا فيه، وحفرا فوجدا وعاء فخاريا مختوما ولما فتحاه انتشرت منه روائح طيبة ووجدا الرأس المقدس فتباركا منه ثم أعاداه إلى الوعاء، وأخذه الرجل الذي رأى الرؤيا إلى منزله ووضعه في خزانته وأضاء أمامه قنديلً، ولما دنت وفاته اعلم أخته بذلك فاستمرت هي أيضًا تنير القنديل، ولم يزل الرأس ينتقل من إنسان إلى إنسان حتى انتهى إلى رجل أريوسي، فصار ينسب ما يصنعه الرأس من الآيات إلى بدعة أريوس، فأرسل الله عليه من طرده من مكانه وبقي مكان الرأس مجهولا حتى زمان القديس كيرلس أسقف أورشليم، حيث ظهر القديس يوحنا لأنبا مرتيانوس أسقف حمص في النوم وأرشده إلى موضع الرأس، فأخذه وكان ذلك في الثلاثين من شهر أمشير، صلاة هذا القديس تكون معنا.