هل أكل لحوم الخيول والحمير حرام؟.. اعرف رأي الدين

تقارير وحوارات

لحوم الخيول والحمير
لحوم الخيول والحمير

 

أكل لحوم الخيول والحمير.. من الموضوعات الشائكة التي شغلت المصريين خلال الساعات الماضية وذلك بعد انتشار دعوات لأكل لحوم الخيول والحمير أيدتها جهات علمية.


أكل لحوم الخيول والحمير

وتزايدت عمليات بحث المصريين عن أكل لحوم الخيول والحمير خلال الساعات الماضية وذلك لمعرفة رأي الدين في أكل لحوم الخيول والحمير ونظرة الشرع إلى ذلك الأمر.

وقال الإعلامي تامر أمين خلال حلقة برنامجه يوم الأربعاء الماضي: "في حدود معلوماتي بيتهيألي لا يوجد مانع ديني من تناول لحوم الحمير والأحصنة، هو إحنا ليه ما بناكلش لحم الحمير والأحصنة، لماذا لا يأكل المصريون لحوم الخيول أو الحمير، خاصة أنها تباع وتؤكل في دول كثيرة في العالم؟".

ولفت إلى أن لحم الخيل صحي جدا وآمن، وأن لحم الخيل في دول متقدمة يعد من الأطباق باهظة الثمن، ويعد في العاصمة الفرنسية باريس من أغلى الوجبات.

 

لحوم الخيول والحمير

رأي الدين في أكل لحوم الخيول والحمير

وفي هذا الشأن، أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الحكم الشرعي في تناول لحوم الكلاب والخيول والحمير، كاشفا: " انعقد إجماع فقهاء المسلمين على تحريم تناول لحوم الحمير والخيول والبغال بالنسبة لطعام الآدميين، حيث قال الله: والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون".

وواصل أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: في بعض المذاهب الفقهية تكلمت عن الخيول، لكن بالنسبة للحمير والبغال فيها تحريم نهائي، ففي معركة خيبر أرسل النبي مناديًا يقول إن الله ورسوله حرم لحوم الحمر الأهلية وحرم نكاح المتعة، فهذا أمر من القطعيات وثوابت الإسلام، فالحمير والبغال محرمة محرمة محرمة.

وأكمل أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: بالنسبة لما يردده البعض أحيانًا حول لحوم الكلاب، فذهب الفقهاء إلى تحريم تناول لحوم كل ذي ناب يفترس به سواء أهلية أو وحشية كالكلاب والقطط والأسود والذئاب، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كل ذي نابٍ من السباع فأكله حرام، مؤكدًا أن المالكية لم تجز تناول لحوم الكلاب كما يردد البعض، وهذا الكلام خاطئ، وأردف أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: من يرِد أن يجامل فلا يجب أن يكون ذلك على حساب الشريعة الإسلامية.

 

 

وعلى نفس الوتيرة، أوضح الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف، حكم أكل لحوم الحمير والأحصنة والكلاب.

وكتب لاشين خلال منشور عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الأحكام في الشريعة الإسلامية -خاصة ما يتصل بما يحل أكله وما لا يحل- جاءت مفصلة تفصيلا شافيًا لا يحل لأي شخص مهما بلغ من العلم شأنه أن يضيف إليها شيئا أو يخرج عما أحل الله أو حرم الله، مردفّا: وإن فعل ذلك ينطبق عليه قول الله عز وجل: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون).

وبيّن أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن في الحلال الذي أحله الله ما يغني عن تناول ما حرم لأن دائرة الحلال واسعة جدا ودائرة الحرم ضيقة لا يضر الإنسان ابتعاده عنها وصاغ لافتًا إلى قول الفقهاء: الأصل في الأشياء الإباحة مالم يرد ما يدل على التحريم.

وأضاف الدكتور عطية لاشين: جاء القرآن أيضا بذلك فجعل الأصل في الأطعمة الحل والتحريم على سبيل الاستثناء قال عز وجل:(قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير).


وأكد العالم الأزهري أن أهل العلم قاطبة من لدن تنزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، أجمعوا على حرمة أكل لحم الكلب، وكان مستند الإجماع ما يلي:

  • قياس حرمة أكل لحم الكلب على حرمة أكل لحم الخنزير بجامع الرجس في كل.
  • أجمع أهل العلم على حرمة بيع الكلب وأن الثمن المتحصل من بيعه كسب حرام وخبيث روت كتب السنة أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم قال: (ثمن الكلب خبيث، ومهر البغي خبيث).

وكشف لاشين أن ما استدل به من أجاز أكل لحم الكلب بأن المالكية حكموا بطهارة الكلب فهذا استدلال موغل في الفساد وما قال به أحد البتة ممن يرقبون في الفتوى إلا وذمة حيث لا تلازمية بين الأمرين ولا علاقة لأحدهما بالآخر أي لا يلزم من القول عند البعض بطهارته جواز أكله وإلا فكثير من الأشياء طاهرة ورغم ذلك محرمة فالهر طاهر بالإجماع ولم يقل أحد بجواز أكله.

واستطرد، أنه من ناحية أخرى ليس الكل على القول بطهارة الكلب حتى المالكية أنفسهم مختلفون على القول بطهارته،والمذهب عندهم نجاسة الكلب فلماذا نترك ما عليه المذهب ونتشبث برواية مرجوحة عندهم؟ إن هذا لشيء عجيب وغريب، ومثل ما قيل في حرمة أكل لحم الكلاب يقال في حرمة أكل لحم الحمير، ودل على التحريم ما يلي:

  • روى الشيخان في صحيحيهما ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية ) وفي رواية قال:(إنها رجس).
  • روى الشيخان أي البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ورسوله ينهاكم عن لحوم الحمر الأهلية، فإنها رجس من عمل الشيطان.. والحمر الأهلية اي التي يستعملها الناس في ركوبهم، وحمل أمتعتهم أي الإنسية بخلاف الحمر الوحشية أي غير المستأنسة فإن أكل لحمها حلال.