بعد الوساطة الصينية.. هل تتجه العلاقات السعودية الإيرانية نحو انفراجة حقيقية؟

السعودية

بوابة الفجر

على قدم وساق تسارع إيران لكسب ود المملكة العربية السعودية، واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، "فهل يشهد العام الجاري انفراجة حقيقية على هذا الصعيد أم أن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الأوضاع الإقليمية والدولية ستؤدي حتمًا إلى فشل الجهود المبذولة لتحقيق هذا الهدف؟".

استئناف العلاقات السعودية الإيرانية

واستيقظ العالم اليوم الجمعة، على بيانا ثلاثيا مشتركا بين المملكة العربية السعودية وإيران والصين، بإعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بينهما عام 2001.
وجاء ذلك في إطار مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ؛ لتطوير علاقات حسن الجوار بين البلدين،  وبناءً على الاتفاق بين الرئيس شي جين بينغ وكل من قيادتي السعودية والإيرانية، ورغبة كل منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسي، استضافت الصين المباحثات بين البلدين، وذلك في سياق الروابط الأخوية التي تجمع بينهما.

والتقى الوفد الإيراني برئاسة شمخاني، مع وفد المملكة السعودية برئاسة مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن القومي، في بكين، خلال الفترة من 6 إلى 10 مارس الجاري، حيث التزاما كل منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية.

وأفاد  البيان بأن "وزيري خارجية البلدين سيلتقيان لتنفيذ هذا القرار واتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء"، مشيرا إلى أن "البلدين أكد احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، في إطار تنفيذ اتفاقية التعاون الأمني ​​الموقعة عام 2001، وكذلك الاتفاقية العامة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعاون الفني والعلمي والثقافي والرياضي والشبابي الموقعة في عام 1998".

وأعلن البيان أن الدول الثلاث توظف الجهود لتعزيز السلام والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأعربت السعودية وإيران عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها.

سنوات القطيعة

وعلى صعيد آخر، في يناير 2016، قررت المملكة العربية السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، حيث أنها لم تكن المرة الأولى التي قطعت فيها العلاقات بين البلدين، إذ قطعت مرتين من قبل، الأولى عام 1943، لكنها عادت بعد 3 سنوات، والثانية عام 1987، ولكن عادت مرة أخرى بعد 4 سنوات من القطيعة.

القطيعة الأطول في تاريخ البلدين

أما المرة الثالثة في هي الأطول في تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية، على الرغم من إقدام الحكومات العراقية لإحياء هذه العلاقات ثانية، إلا أنها لم يكتب لها النجاح الكامل حتى الآن.

وعلى الرغم من كل تلك السنوات، فإن إيران لديها مصلحة من أجل تطبيع علاقاتها مع السعودية، لا سيما في هذه المرحلة المضطربة من مراحل تطور النظامين الإقليمي والدولي، وتتعدد أسبابها.

مصلحة إيران

وتأتي في مقدمة هذه المصالح، حاجة إيران الماسة لتأمين ظهرها وعمقها الاستراتيجي، وبعد محاولات عدة، حيث نجحت إيران في الفترة الأخيرة إقامة علاقات تعاون قوية، تشمل النواحي الأمنية، مع بعض الدول العربية المجاورة لها، خاصة الإمارات والبحرين.

ثانيًا، جاءت الحاجة الشديدة لإيران، إلى التحسب لاحتمال دخول الحرب الأوكرانية الدائرة، في مرحلة تصعيد جديدة تؤدي إلى مزيد من الاستقطاب بين روسيا وحلفائها، من ناحية، وأمريكا وحلفائها من ناحية أخرى.

وقد تدفع هذا الاعتبارات إيران في هذه الحالة نحو الاقتراب من روسيا بدرجة أكبر، فقد يكون من مصلحتها ألا تقدم على أي خطوة من شأنها مساعدة الغرب على فرض العزلة عليها وإحكام الحصار المضروب حولها، مما يجعلها تبذل جهود كبيرة للتوصل إلى تفاهمات مع السعودية ودول الخليج الأخرى، وذلك للحيلولة دون دخول هذه الدول المجاورة في الاستراتيجية الغربية التي تريد حصار روسيا وحلفائها، والتي تكون منهم إيران.