حكم الاحتفال بعيد الأم.. بدعة أم جائز شرعًا؟

تقارير وحوارات

الاحتفال بعيد الأم
الاحتفال بعيد الأم

عيد الأم من الموضوعات التي شغلت الرأي العام خلال الساعات الحالية وذلك مع اقتراب الاحتفال بمناسبة عيد الأم.

 

عيد الأم 

وتزايت عمليات البحث على مدار الساعات الماضية عن عيد الأم في ظل رغبة المواطنين في معرفة حكم الاحتفال بعيد الأم وفقا لعلماء الدين الإسلامي.

 

موعد عيد الأم 

يحتفل المصريون بعيد الأم في يوم 21 مارس من كل عام، الذي يوافق أول أيام فصل الربيع، كما تحتفل عدة دول عربية أخرى يعيد الأم في نفس التوقيت من بينها: السعودية والإمارات واليمن والعراق والبحرين والأردن والكويت ولبنان وليبيا وسوريا والسودان.

 

الاحتفال بعيد الأم

 

حكم الاحتفال بعيد الأم

وأكدت دار الافتاء المصرية أن الاحتفال بيوم الأم أمرٌ جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، والبدعة المردودة إنما هي ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.

جاءت فتوى دار الافتاء المصرية ردًّا على سؤال لأحد المواطنين بمناسبة الاحتفال بـ "يوم الأم" الذى يوافق اليوم الإثنين 21 مارس من كل عام.. قال فيه: ما حكم الاحتفال بيوم الأم؟ هل هو بدعة؟ وأكدت الفتوى: أن من مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمي لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس؛ فإن البدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود.

وأضافت الأمانة العامة للفتوى في فتواها: وقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية التي كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، كما في حديث "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها قالت: "دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ، تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ"، وجاء في السنة: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ- السيدة آمنة- فِي أَلْفِ مُقَنَّعٍ، فَمَا رُئِيَ أَكْثَرُ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ" رواه الحاكم وصححه، وأصله في "مسلم".

وأكدت الفتوى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مقدمةً على الأب في ذلك؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» متفق عليه.

وأوضحت الفتوى إن معنى الأمومة عند المسلمين هو معنى رفيع له دلالته الواضحة في تراثهم اللغوي؛ فالأم في اللغة العربية تُطلق على الأصل، وعلى المسكن، وعلى الرئيس، وعلى خادم القوم الذي يلي طعامهم وخدمتهم، وهذا المعنى الأخير مَرْوِيٌّ عن الإمام الشافعي رضي الله عنه وهو من أهل اللغة، قال ابن دُرَيد: وكل شيء انضمت إليه أشياء من سائر ما يليه فإن العرب تسمي ذلك الشيء "أُمًّا".

وأضافت: لذلك سميت مكة "أم القرى"؛ لأنها توسطت الأرض، ولأنها قِبلة يؤمها الناس، ولأنها أعظم القرى شأنًا، ولما كانت اللغة هي وعاء الفكر فإن مردود هذه الكلمة عند المسلم ارتبط بذلك الإنسان الكريم الذي جعل الله فيه أصلَ تكوين المخلوق البشري، ثم وطَّنه مسكنًا له، ثم ألهمه سياسته وتربيته، وحبب إليه خدمته والقيام على شئونه، فالأم في ذلك كله هي موضع الحنان والرحمة الذي يأوي إليه أبناؤها.

وأشارت دار الإفتاء إلى أنه كما كان هذا المعنى واضحًا في أصل الوضع اللغوي والاشتقاق من جذر الكلمة في اللغة، فإن موروثنا الثقافي يزيده نصاعةً ووضوحًا وذلك في الاستعمال التركيبي "لصلة الرحم" حيث جُعِلَت هذه الصفة العضوية في الأم رمزًا للتواصل العائلي الذي كانت لَبِنَاتُه أساسًا للاجتماع البشري؛ إذ ليس أحدٌ أحق وأولى بهذه النسبة من الأم التي يستمر بها معنى الحياة وتتكون بها الأسرة وتتجلى فيها معاني الرحمة.

وذكرت الفتوى أن هذا المعنى الرفيع للأمومة يتجلى عندنا مدلولًا لغويًّا وموروثًا ثقافيًّا ومكانةً دينية يمكننا أن ندرك مدى الهوة الواسعة والمفارقة البعيدة بيننا وبين الآخر الذي ذابت لديه قيمة الأسرة وتفككت في واقعه أوصالُها، فأصبح يلهث وراء هذه المناسبات ويتعطش إلى إقامتها ليستجدي بها شيئًا من هذه المعاني المفقودة لديه، وصارت مثل هذه الأيام أقرب عندهم إلى ما يمكن أن نسميه "بالتسول العاطفي" من الأبناء الذين يُنَبَّهون فيها إلى ضرورة تذكر أمهاتهم بشيء من الهدايا الرمزية أثناء لهاثهم في تيار الحياة الذي ينظر أمامه ولا ينظر خلفه.

وأوضحت الفتوى أنه مع هذا الاختلاف والتباين بيننا وبين ثقافة الآخر التي أفرز واقعها مثل هذه المناسبات إلا أن ذلك لا يشكل مانعًا شرعيًّا من الاحتفال بها، بل نرى في المشاركة فيها نشرًا لقيمة البر بالوالدين في عصر أصبح فيه العقوق ظاهرة تبعث على الأسى والأسف، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأسوة الحسنة؛ حيث كان يحب محاسن الأخلاق ويمدحها.

ما هو حكم الاحتفال والتهنئة بعيد الأم وهل هو بدعة؟

وفي وقت سابق، تلقى الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، سؤالًا يتكرر كثيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي يقول: ما هو حكم الاحتفال والتهنئة بعيد الأم وهل هو بدعة؟

في رده، قال الداعية الإسلامي إن الإسلام احترم الشيء المقدس عند الغير، وطالما أن الشريعة لم تقف حائلا بيننا وبين احتفاء بمناسبة قومية أو عيد قومي أو عيد اجتماعي فلا نقف ونلبس للشريعة ما ليس لها دخل فيه.

وأضاف ابو بكر، في لقائه ببرنامج "اسأل مع دعاء" المذاع عبر فضائية" النهار" بأنه لا يصح أن نلبس الدين لكل شيء، فلا يوجد أي عالم أزهري تحدث عن أن عيد الأم عيد ديني له طقوس وأمور أمر بها الشرع الحنيف.

وأوضح الداعية ان عيد الأم له أصل، فالقرآن الكريم بأكمله يأمر ببر الأم ويقدسها ويرفع مكانتها ويعظمها حتى لو كانت على غير دين الإسلام وهذا أصل كبير، مشيرًا إلى أننا يجب علينا ضرورة الفصل بين تعاليم الدين وبين العاطفة التي تخرج عن جهل.

وبين أبو بكر بأن عيد الأم يوم من أيام الله، والله-سبحانه وتعالى-يقول في سورة إبراهيم" وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ"، ضاربًا مثلًا على شخص عاق أمه فما المانع ان يكون هناك يوم لكي يرى الناس يبرون أمهاتهم بهذا اليوم فيخجل من نفسه ويذهب ليقبل رأسها.

واستنكر الداعية وصف الاحتفال بعيد الام بالبدعة، منوها إلى ان البدعة تقال في العقائد، كما أن البدعة هي ما لا يندرج تحت أصل.