د.حماد عبدالله يكتب: "للخصام" فوائد !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر

 

رغم أننا جميعًا نكره ( الخصام ) نكره المقاطعة والقطيعة نعيش أسوء لحظات حياتنا أثناء وقوع ( خصام ) بيننا وبين صديق أو بين حبيبه أو زوجه أو أخ أو أخت !!
ولعل في مرحلة الخصام هناك أولاد الحلال لمن يستطيع منهم أن يعمل على إتساع (الفجوة) أو تدعيم أسباب ( البعد ) (والفراق ) ( والخصام ) وهناك أولاد الحلال الذين يسعون لنقل الأخبار وتضخيم الأحداث – 
( والزن في الودان ) مثل شعبي حتى يصبح المتخاصمين أكثر نفورًا وأكثر إستنفارًا كل أمام خصمه وهكذا يكون الخصام والذي يصل في بعض الأحيان إلى صفحات الجرائد لكي يتبادل الخصوم الإتهامات وتتناول أجهزة الإعلام مادة الخصومة بين "المشاهير" منهم مادة إعلامية صفراء مسلية بل هناك سهرات تأتي على بعض الفضائيات لكي يتواجه المتخاصمون ويكاد بعضهم الإعتداء على بعضهم البعض على الهواء مباشرة مذكرين المشاهدين بمصارعة الرومان لبعضهم في حلبات المصارعة وأشهر قاعاتها التاريخية (الكولسيوم) في روما القديمة !! 
واستطاع العالم المتحضر أن ينقل الخصومة من حروب بين القبائل إلى خصومات رياضية في الملاعب مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة الفولي  

وكرة التنس فهي خصومات رياضية يفرح فيها المنتصر ويبكي فيها الخاسر ومشجعيه !! ولكن أسوء الخصومات هي ما يحدث على مستوى الأفراد بين صديق وصديقه أو حبيب وحبيبته فهي الظلام نفسه والسواد كله  ونقل تلك الخصومات إلى قاعات المحاكم وينفرد القضاء ليحل مشاكل الخصومة لتزداد أثارها السلبية بصدور  الحكم لصالح طرف ضد أخر !!
ومع ذلك ننسى أن الخصام له فوائد بشرط أن يعود الوئام للمتخاصمين !
لا شك أن الشعور بالتصالح بعد الخصام بين حبيبين سوف يكون صلحًا حميميًا صلحًا ساخنًا جميلًا يتذكر فيه المتخاصمان كل دقيقة من ساعات الخصام على أنها تاريخ قديم ودمه ثقيل ويسأل المتخاصمان أنفسهم  كيف وصلنا لهذه الدرجة من الخصام والحقد والكره ونحن نمتلك كل هذا التاريخ بيننا.
وقد شدت أم كلثوم من أحلى أغانيها...
الحب كده وصال ودلال... ورضا وخصام 
وهو من ده...وده...الحب كده 
مش عايزة كلام.. مش عايزة كلام.. الحب كده !!
فالخصام في بعض الأحيان له فوائد جمة !!! بشرط أن يتصالح المتخاصمون وأن لا نطيل من فترة الخصام !!

 أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]