الأزهر يرفض الدعاوي المثارة عن "دمج الديانات الثلاثة"

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية

أصدرت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بمؤسسة الأزهر الشريف، بيانا يرفض فية الدعاوي المثارة عن دمج الديانات الثلاثة بما يسمي "الدين الإبراهيمي" جاء فيه:-

أن الرفض لا يتعارض مع التعاون في المشتركات بين الأديان وعلي الداعين لهذا التوجه أن يبحثوا عن طريق أخر لتنفيذ أجندتها ومخطاتتهم،وتابع أن ما يثار لتكوين كيان عقدي يجمع الديانات السماوية الثلاثة وما يرتبط بها لبناء "مسجد،وكنيسة،ومعبد" يعد مدخلًا سريعًا للتعاون الإنساني والقضاء علي أسباب النزاعات والصراعات في العالم، لما تتضمن تلك الدعاوي خطر علي الدين والدنيا، فإن مجمع البحوث يوضح للعالم ما يلي:- إن اختلاف الناس في معتقداتهم وتوجهاتهم سنة كونية وفكرة طبيعية فطر الله الناس عليها، كما قال في كتابة الكريم (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) 

وأنه لو شاء أن يخلقهم علي شاكلة واحدة، أو لسان واحد أو عقيدة واحدة لخلقهم وعلي هذا النحو، لكنة أراد ذلك الاختلاف ليكون أساسًا لحريتهم في اختيار عقيدتهم، كما قال تعالي (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)

و أضاف: أن حرية اختيار المعتقد،لا تمنع التواصل الإنساني مع أصحاب الديانات الأخري والتعاون معهم علي البر والتقوى وليس علي الإثم والعدوان لأنهم أهل كتب سماوية،والتعامل معهم علي أساس العدل والاحترام المتبادل مما يدعو إلية الإسلام،ولا يجوز الخلط بين احترام عقائد الآخرين والإيمان بها،لأن الخلط يؤدي إلي إفساد الأديان والتعدي علي أثمن قيمة كفلها الله للإنسان،وهي حرية المعتقد،والتكامل الإنساني فيما بين البشر ولهذا قال تعالي(لا إكراه في الدين) وقال تعالي (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا).

واختتم قائلا إن  الدعوة لما يسمي "الدين الإبراهيمي "قد أثيرت من قبل وحسم الأزهر أمرها وبين مدي خطورتها،لعدم اتفاقها مع أصول أي دين سماوي ولا مع فروعه ولا مع طبيعة الخلق وفطرتهم التي تقوم علي الخلاف في "اللون،العرق،حرية العقيدة" وتخالف إجماع ما ورد في الكتاب والسنة النبوية الشريفة،وما اتفق عليه علماء كل دين من الأديان وكل مله من الملل.

وأكد الأزهر أن الرفض لا يتعارض مع التعاون في المشتركات بين الأديان لمساعدة وتقديم يد العون لتخفيف آلام الناس  ، وعلي الداعين لمثل هذا التوجه البحث عن طريق أخر لتنفيذ أجنداتهم،بعيد عن قدسية أديان السماء وحرية الاختيار المرتبطة به،وان يتركوا الدين لله.

لأن الله لم ينزل دينه ليكون مطية لتحقيق المآرب السياسية،أو اداه الانحرافات السلوكية والأخلاقية.

وأشار إلى أن الأزهر الشريف ليؤكد على أن انفتاحه على المؤسسات الدينية داخل مصر وخارجها، إنما هو انفتاح غايته البحث عن المشتركات الإنسانية بين الأديان السماوية والتعلق بها لانتشال الإنسانية من أزماتها المعاصرة، ونزاعاتها المتناحرة حتى تستطيع مواجهة ما حاق بها من ظلم الغادرين وبغي الأقوياء، وغطرسة المتسلطين على المستضعفين، وحتى لا تقعد بها الصراعات العقدية والنزاعات الدينية عن الوصول لتحقيق غايتها الإنسانية النبيلة.