دعاء الافطار في رمضان "اللهمَّ لكَ صمتُ، وعلى رِزْقِكَ أفطرتُ"

تقارير وحوارات

دعاء الافطار في رمضان
دعاء الافطار في رمضان

دعاء الافطار في رمضان، يتساءل البعض عن دعاء الإفطار فى رمضان، والذى يجب قوله مع سماع أذان المغرب وقبل بدء تناول الإفطار، وينشر "" دعاء الإفطار عن عبد الله بن عمر - رضى الله عنه - قال: (كانَ النَّبيُّ - صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ - إذا أفطرَ قال: ذهبَ الظَّمأُ وابتلَت العروقُ وثبُتَ الأجرُ إن شاءَ اللهُ".

الصيام والدعاء في القرآن

حينما نزلت آيات الصيام في سورة البقرة التي استهلت بقول الله عز وجل: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، أنزل الله عز وجل بعدها آيات أحكام الصيام من الآية 183 وحتى الآية -187، ولكن العجيب هو وجود الآية 186 بين أحكام الصيام وهي قوله تعالى: ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.

لماذا يفرح الصائم؟

إذا أفطر فرح بأنه أتم الصيام وأكل من الطعام والشراب الذي صبر عنه طوال اليوم، وإذا لقي ربه عز وجل فرح بصيامه.

وأما فرحه عند لقاء ربه فيفرح لأنه يجد أجرًا لا يتوقعه أبدًا، أجرٌ يليق بكرم الله عز وجل. يفرح حين يسمع النداء يوم القيامة على الصائمين ليدخلوا الجنة من باب الريان، نسأل الله أن نكون نحن وأنت وكل القارئين من أهل باب الريّان.

متى يكون دعاء الصائم مستجاب؟

دعاء الصائم عند الإفطار هو أفضل أوقات الدعاء وهو أرجح الأوقات التي لا تُرَد فيها دعوة الصائم.

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة» فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر، دعا أهله وولده ودعا بهم.

ولكن الله عز وجل يحب الدعاء ويحب من يدعوه والإكثار، خاصةً في أوقات السجود وفي الثلث الأخير من الليل في رمضان وخارج رمضان. ويستحب للصائم أن يدعو الله في كل الأوقات متى ما تيسر له ذلك.

 دعاء الصائم قبل الإفطار في رمضان

دعاء الصائم عند الإفطار هو سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصةً أنه كان إذا أفطر قال: “اللهم لكَ صُمت وعلى رزقك أفطرت، ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”؛ رواه أبو داوود.

ولكن أفضل الدعاء هو ما كان من أدعية القرآن الكريم، فقد علّمنا الله عز وجل كيف ندعوه حينما أنزل آيات فيها دعاء له عز وجل، كما علمنا أيضًا الدعاء من خلال دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فيستحب الإكثار من هذه الأدعية الجامعة للخير، والتي أجراها الله عز وجل على لسان نبيه وفي كتابه المبين.

ومع ذلك فإن الدعاء الصادق من القلب بحاجة كل مسلمٍ منا فيه كل الخير، ولذلك سنّ العلماء هذا الترتيب حين نقول نبدأ الدعاء والابتهال لوجه الله لكي نجمع من الأدعية المأثورة في القرآن والسنة وبين الدعوات الخاصة التي قد يدعو بها المرء بينه وبين ربه. وسنن الدعاء هي كالتالي:

سنن الدعاء

  • البدء بالثناء على الله عز وجل مثل قول: “يا ربي لكَ الحمدُ كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك”، والإكثار من الحمد على النعم، وخاصةً نعمة أن رزقنا الله الإسلام.
  • .الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان
  • .الدعاء بما تيسر من الأدعية المأثورة في القرآن الكريم والسنة النبوية
  • .الدعاء بما في قلبك مما فيه خير لك ولأهلك وللإسلام والمسلمين في الدنيا والدين
  • .الاستغفار والتوبة عن الذنوب
  • .ثم الختام بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه والحمد لله رب العالمين

لا تنس الفقراء والضعفاء من الدعاء

الله عز وجل يقول: “ولَئِنْ شَكَرْتُم لأزِيدَنَّكُم”.. والدعاء عند الإفطار فرصة عظيمة للدعاء للمسلمين في كل مكان، خاصةً الفقراء واللاجئين والنازحين.

فواقعُ المسلمين لا يخفى على أحد، وخاصةً الفقراء والضعفاء منهم، فمع أكثر من 12 مليون لاجئ ونازح سوري، وقرابة 5 ملايين نازح يمني ومثلهم من اللاجئين الفلسطينيين، والآلاف من الفقراء والمساكين في باكستان وأفغانستان وغيرها من البلدان، والغالبية العظمى منهم تعيشُ تحت خط الفقر في ظروفٍ قاسية لا يجدون فيها الطعام والعلاج والمصدر الآمن للمياه فضلًا عن مصدر كريم للعيش.

هذا، والأيتام الذين فقدوا آباءهم بسبب النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية وعاشوا في لجوء ونزوح، وأجبرتهم لقمة العيش وظروف الحياة القاسية على أن يتركوا التعليم ويعملوا منذ الصغر. ومن باب أولى إذا كنا سنحسن الدعاء لأنفسنا وأحبابنا أن نحسن الدعاء للمسلمين والمسلمات وفي القلب منهم الأشد ضعفًا واحتياجًا.

دعاء الإفطار

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول أيضًا: "اللهم إنّي أسألُكَ برحمتِكَ التي وسِعَتْ كلَّ شيءٍ أن تغفِرَ لي"، رواه ابن ماجة من دعاء عبد الله بن عمرو بن العاص، وحسّنه ابن حجر في تخريج الأذكار، وكان عليه الصلاة والسلام يقول: "اللهمَّ لكَ صمتُ، وعلى رِزْقِكَ أفطرتُ"، رواه أبو داود مرسلًا.

وقال النّووي في شرح المهذّب: "يستحبّ للصائم أن يدعو في حَالِ صَوْمِهِ بِمُهِمَّاتِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا لَهُ وَلِمَنْ يُحِبُّ وَلِلْمُسْلِمِينَ، لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالْمَظْلُومُ"، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ"، صحّحه الألبانى

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - كان إذا أفطر عند أهل بيت دعا لهم قبل الإفطار قائلا: "أفطرَ عندَكمُ الصَّائمونَ، وتنزَّلت عليْكمُ الملائِكةُ، وأَكلَ طعامَكمُ الأبرارُ، وغشيتْكمُ الرَّحمةُ"، رواه أحمد.