في رمضان.. كيفية التقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم

تقارير وحوارات

التقرب إلى الله عز
التقرب إلى الله عز وجل في شهر رمضان

 

يعد التقرب من الله عز وجل مصدر السعادة الحقيقية، وطريق الحياة الطيبة، وطريق للفوز بالجنة والنجاة من النار، لأن كل شيء بيد الله عز وجل،ويُعد قيام شهر رمضان من الإيمان وهو من الأعمال التي تقرب العبد من خالقه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).


كيفية التقرب إلى الله عز وجل وجل في شهر رمضان المبارك


‏توجد العديد من الأعمال الصالحة التي من خلالها يستطيع العبد التقرب إلى الله عز وجل في شهر رمضان المبارك، وتستعرض بوابة الفجر في الستور التالية كل ما تريد معرفته عن كيفية التقرب إلى الله عز وجل في شهر رمضان المبارك.

 

الصيام


التقرب إلى الله عز وجل بالصيام في رمضان

يعد الصيام من أفضل العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، لما له من الآثار العظيمة التي تعود على صاحبها في الدنيا والآخرة؛ فقد اختص الله عز وجل الصيام من بين  سائر العبادات بإضافة جزاءه إلى نفسه، قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به)، وهذا الحديث يدل  على عظمة الصيام وشرفه وفضله عند الله عز وجل، ومضاعفة ثوابه، وللصيام فوائد وفضائل وآثار عظية على المؤمن منها:
• الصيام جُنّة، يُبعد صاحبه عن الشهوات والآثام وبالتالي عن النار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصِّيَامُ جُنَّةٌ).

‏ •  ‏الصيام سبب من أسباب إجابة الدعاء.

‏•  ‏الصيام سبب لمغفرة الذنوب.

• تزكية النفس.

• صلاح القلب.

• حفظ الجوارح من الشر.

• ‏تكفير السيئات.

• ‏ دخول الجنة.

•  ‏يكتب الله عز وجل الصائم من الصديقين والشهداء، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شَهدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّكَ رَسولُ اللهِ وصلَّيتُ الصَّلواتِ الخمسِ وأدَّيْتُ الزَّكاةَ وصُمْتُ رمضانَ وقُمْتُه فمِمَّنْ أنا ؟ قال: من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ). 
 

 

صلاة التراويح


التقرب إلى الله عز وجل  ‏بقيام الليل" التراويح" في رمضان



‏ يُعد قيام الليل بالصلاة من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالقول والفعل، كما أنّ صلاتها مع الإمام والبقاء معه إلى حين انصرافه يكتب الله تعالى لفاعل ذلك أجر قيام الليل كاملًا، قال صلى الله عليه وسلم: (من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلةٍ).

‏ ويطلق على صلاة قيام الليل في شهر  رمضان المبارك" التراويح"، ولأداءها ثواب وفضل عظيم، ولها العديد من الفضائل منها:

 

• قيام الليل" التراويح" شرف للمؤمن، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (شرَفَ المؤمنِ قيامُ اللَّيلِ).

•  قيام الليل علامة من علامات الصالحين لمداومتهم عليه، وعظيم أجره

•  ‏قيام الليل سبب للبعد عن المعاصي والذنوب؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكُم بقيامِ اللَّيلِ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم، وقُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ وتَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ).

•  ‏قيام الليل سبب لُمباهاة الله عز وجل بعباده المصلين أمام الملائكة، وهو طريق لمحبته، قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثَةٌ يحبُّهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ، ويَضْحَكُ إليهِمْ، ويَسْتَبْشِرُ بِهمْ: الذي إذا انْكَشَفَتْ فِئَةٌ؛ قاتَلَ ورَاءَها بِنفسِهِ للهِ عزَّ وجلَّ، فَإِمَّا أنْ يُقتلَ، وإِمَّا أنْ يَنْصُرَهُ اللهُ ويَكْفيهِ، فيقولُ اللهُ: انظُروا إلى عَبدي كَيْفَ صَبَّرَ لي نفسَهُ! والذي لهُ امرأةٌ حَسْناءُ وفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ؛ فَيَقُومُ مِنَ الليلِ، فيقولُ: يَذَرُ شَهْوَتَهُ، فَيَذْكُرُنِي ويُناجِينِي، ولَوْ شاءَ رَقَدَ).

•  ‏قيام الليل سبب لنور الوجه والقلب.

 

قراءة القرآن الكريم

التقرب إلى الله عز وجل بقراءة القرآن الكريم في رمضان



‏ تستحب قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، لما في ذلك من الانقطاع عن الشواغل والهموم، وذلك أقرب إلى خشوع القلب واللسان، وأقرب إلى التدبر،لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه السلام في الحديث الذي ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ)، يقول الإمام ابن رجب: إن هذا الحديث فيه دلالة على استحباب مدارسة القرآن في شهر رمضان، والإكثار من تلاوته، والإجتماع لأجل ذلك، وعرض المسلم تلاوته على من هو أحفظ منه.

‏ فقد كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يجتهدون في شهر رمضان المبارك بالاكثار من تلاوة القرآن الكريم، وكان الإمام الزهري يقول: رمضان شهر القرآن وإطعام الطعام.

 

الدعاء


التقرب إلى الله عز وجل بالدعاء في رمضان

يعد الدعاء من أفضل العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وهو طلب وإظهار الفقر والحاجة لله تعالى، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، فالدعاء شفاء للقلوب وسبب في جلب الخير ودفع الأذى والشر، ودعوة المؤمن لا ترد، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِنْ مُسلِمٍ يَدْعو بدعوةٍ ليسَ فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رَحِمٍ إلَّا أعطاهُ اللهُ إِحْدى ثلاثٍ: إمَّا أنْ يُعَجِّلَ لهُ دعوتَهُ، وإمَّا أنْ يدَّخِرَها لهُ في الآخِرةِ، وإمَّا أنْ يصرِفَ عنهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَها)، ويجب على المسلم حتي يستجيب الله دعاءه القيام بأفعال منها:


• الإخلاص لله تعالى في الدعاء، قال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.

• حضور القلب واستشعار عظمة الله تعالى عند الدعاء، وإحسان الظن بالله تعالى، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ  دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ).

• الصبر وعدم استعجال الإجابة، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلم:(يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي).

• الإكثار من الدعاء في وقت الرخاء والشدة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أنِ يستجيبَ اللهُ له عند الشدائدِ والكربِ فلْيُكثرْ من الدعاءِ في الرخاءِ).

• الإلحاح في الدعاء، والإكثار من قول يا رب، فإن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء، وقد (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُعجبُهُ أن يدعو ثلاثًا ويستغفرُ ثلاثًا).

•التوبة، والابتعاد عن المعاصي والذنوب، وكثرة الاستغفار،  قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.

• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم: (والَّذي نفسي بيدِه لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتنهَوُنَّ عن المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللهُ يبعثُ عليكم عذابًا منه ثمَّ تدعونه فلا يستجيبُ لكم).

• الأدب مع الله وعدم رفع الصوت في الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيَكونُ قومٌ يعتدونَ في الدُّعاءِ فإيَّاكَ أن تَكونَ منهُم إنَّكَ إن أُعطيتَ الجنَّةَ أُعطيتَها وما فيها منَ الخيرِ وإن أُعِذتَ منَ النَّارِ أُعِذتَ منها وما فيها منَ الشَّرِّ).

• أن يبدأ الدعاء بحمد الله والثناء عليه وتعظيمه، ثم بالصلاة على رسول الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كانَ يَستفتحُ دعاءَه بـ: سبحانَ ربيَ العليِّ الأعلى الوهابِ).

• الدعاء بخشوع وتضّرع وخفية، قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.

• الدعاء بالخير، وأن لا يدعي بِشر أو إثم أو قطيعة رحم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ للعبدِ ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قَطِيعةِ رَحِمٍ).

• الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.

• الإكثار من ذكر الله تعالى، فكثير الذِكر مُجاب الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ لا يردُّ دعاؤهُم : الذاكِرُ اللهَ كثيرا، ودعوةُ المظلومِ، والإمامُ المقسطُ).

قراءة الأذكار

 التقرب إلى الله عز وجل بقراءة الأذكار في رمضان


 ‏
‏ يجب على المسلم تعلم الاذكار والعمل بها؛ لما في ذلك من مضاعفة أجرها في شهر رمضان، وهي أقرب إلى القبول، فيحرص الإنسان على سؤال الله تعالى لدخول الجنّة والنجاة من النّار، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنّها المآل، قال صلى الله عليه وسلم:  (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ).



التقرب إلى الله عز وجل بأداء  العمرة في رمضان



‏ بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أداء العمرة في شهر رمضان المبارك يعادل أداء حجة من حيث الأجر والثواب، لقوله صلى الله عليه وسلم لأحد نساء الأنصار: (فَإِذَا كانَ رَمَضَانُ اعْتَمِرِي فِيهِ، فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ حَجَّةٌ)، وهذا الحديث عامّ لجميع المسلمين، ويدل على شرف العبادة وزيادتها بشرف الوقت، واستحضار القلب فيها، والإخلاص فيها كذلك.


 


 

التقرب إلى الله عز وجل بالصدقة في رمضان

‏ومن افضل العبادات في شهر رمضان المبارك يمكن للمسلم القيام بها الصدقة، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أداء الصدقة في شهر رمضان أفضل من فعلها في باقي الشهور، للحديث الذي يرويه ابن عباس رضي الله عنه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيل)، والجود أعم وأعظم من الصدقة، فهو إعطاء ما ينبغي لمن يستحقّه؛ فرمضان شهر الجود والصدقة؛ لما فيه من كثرة نعم الله -تعالى- وزيادتها على عباده.


‏  
التقرب إلى الله عز وجل بصلة الرحم في رمضان

‏يستحب في شهر رمضان المبارك صلة الأرحام لما لها من العديد من الفضائل التي تعود على صاحبها بالخير في الدُنيا والآخرة؛ فهي شعار للإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، وهي سبب في زيادة عمر ورزق الإنسان.