احتجاجات تعم تل أبيب وقلق في واشنطن

إسرائيل أم نتنياهو.. معركة البقاء للأقوى في تل أبيب

العدو الصهيوني

احتجاجات إسرائيل
احتجاجات إسرائيل

اشتعلت معركة غير مسبوقة في إسرائيل، بعد إصرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهوعلى الإصلاحات القضائية المزعومة، والتي أشعلت منذ مطلع يناير الماضي نار الاحتجاجات في تل أبيب، من المرجح أن يرضخ لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

أزمة إسرائيل ونتنياهو

وأشار تقرير واشنطن بوست، اليوم الإثنين، إلى أن أبعاد أزمة نتنياهو وإسرائيل أكبر من مجرد احتجاجات، حيث أن نتنياهو أصبح تهديدًا للعلاقات الإسرائيلية مع واشنطن وأوروبا، حيث أثارت خططه انتقادات الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

وسلطت الاحتجاجات الضوء على السخط في واشنطن من نتنياهو، الذي يلوح في الأفق ويؤثر بشكل كبير على السياسة الإسرائيلية وكذلك العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لجيل كامل، وفي الداخل، أحدثت المعارضة المتصاعدة صدوعًا في حزب الليكود اليميني الذي هيمن عليه نتنياهو لسنوات، حسب تقرير الصحيفة الأمريكية.

احتجاجات إسرائيل

وأعرب مجلس الأمن القومي الأمريكي التابع للبيت الأبيض عن قلقه العميق إزاء الأزمة السياسية المتفاقمة في إسرائيل.

ويأتي ذلك بعد استمرار الاحتجاجات الشعبية على التغييرات القضائية المثيرة للجدل التي طرحهابه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وإقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي دعا إلى وقف عملية الإصلاح القضائي مؤقتا.

وكتب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون، في بيان: “نشعر بقلق عميق إزاء التطورات التي حدثت في إسرائيل، والتي تؤكد بشكل أكبر على الحاجة الملحة للتوصل إلى حل وسط”.

محادثات نتنياهو وبايدن حول أزمة إسرائيل

وأضاف: “نواصل حث القادة الإسرائيليين بشدة على إيجاد حل وسط في أسرع وقت ممكن، ونعتقد أن هذا هو أفضل طريق للمضي قدمًا لإسرائيل وجميع مواطنيها”.

وتابع البيان: “كما ناقش الرئيس جو بايدن مؤخرًا مع رئيس الوزراء نتنياهو، فإن القيم الديمقراطية كانت ويجب أن تظل دائما سمة مميزة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فالمجتمعات الديمقراطية تعززها الضوابط والتوازنات، وينبغي إجراء تغييرات أساسية في النظام الديمقراطي بأوسع قاعدة ممكنة من الدعم الشعبي. وما زلنا نحث القادة الإسرائيليين بقوة على التوصل إلى حل وسط في أقرب وقت ممكن. لا يزال دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل وديمقراطيتها ثابتا”.

ترقب لكلمة نتنياهو

وملأت حشود ضخمة شوارع مدينة تل أبيب الإسرائيلية، اليوم الاثنين، بعد أن أقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزير دفاعه بسبب معارضته لخطته للإصلاح القضائي؛ مما أدى إلى اشتعال أزمة إسرائيل.

وتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، الاثنين، أمام مقر الكنيست في القدس، في أحدث الخطوات المتسارعة للاحتجاجات على التعديلات التي تريد الحكومة إدخالها على النظام القضائي، في وقت يسود ترقب لكلمة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بشأن موقفه من التعديلات التي يقول خصومه إنها ستقوض الأسس الديمقراطية للدولة.

وبينما انتشرت القوات الأمنية في محيط الكنيست، رافعة جاهزيتها تحسبًا لأي خلل، وصل وزير الدفاع المقال إلى المبنى حيث شارك في نقاش حول التداعيات الأمنية للأزمة، ضمن لجنة الشؤون الخارجية والأمن، محذرًا من خطورة الوضع.

بالتزامن، أبدى أغلبية وزراء حزب الليكود تأييدهم لوقف تلك التعديلات التي أشعلت غضبا عارما في البلاد.

تدخل الرئيس الإسرائيلي

وبدوره، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الحكومة إلى "الوقف الفوري" للمسار التشريعي لمشروع إصلاح النظام القضائي، الذي قسم البلاد منذ أشهر، إلا أن الأزمة تفاقمت بعدما أقال نتنياهو وزير الدفاع المؤيد لتعليق مشروع الإصلاح القضائي الذي يسعى الائتلاف الحكومي إلى إقراره في البرلمان.

ويشار إلى أنه منذ الرابع من يناير الماضي، تعيش إسرائيل واحدة من أسوأ أزماتها السياسية والقضائية، بسبب قانون "الإصلاح القضائي" المثير للجدل والذي تتمسك به حكومة نتنياهو، ساعية لإدخال تغييرات جذرية على النظام القضائي، لا سيما أن العديد من اليمينيين في إسرائيل يرون أن المحكمة العليا تميل إلى اليسار ونخبوية وتتدخل بصورة كبيرة في الشؤون السياسية، وكذلك تقدم حقوق الأقليات على المصالح الوطنية في كثير من الأحيان.