محمد أكرم دياب يكتب: يوم اختفاء السجون

مقالات الرأي

محمد أكرم دياب
محمد أكرم دياب

قد يجذبك العنوان، مجرد نظرية خيالية كيف يختفي السجن وهو اقدم وسيلة عقابية في التاريخ، يرعبك اسمه وفكرته عادة ما يقترن ذكره بالخنقة والضيق، معاناه على ذوي المسجون تقترن بمعاناته تخيل اوضاعه بين الحشرات ومتعددي الجرائم يتوازي مع تخيلاته بانتهاء الحياه بين جدران السجن البالية التي ظهر عليها علامات الزمن، لافرصة في التعليم لا سبيل في الانتاج، تلك هي المأساه الدائمة التي يعاني منها العديد من قطاع لا يشغل الكثيرين. 

إذا اعدت تفكيرك فستجد ان فكرة توفير حياة كريمة لمذنب لم تطرأ على ذهنك في اي يوم، قد تكون لم تطرأ في اي يوما اخر سوى بعد تلك الاخبار المنتشرة عن  مراكز الاصلاح والتأهيل التي استهدفت تعديل معيشة المسجون بشكل شمولي يكفل له حياة كريمة في الملبس والمشرب واماكن العقاب حتى في المسمى فاختفى المسجون واصبح النزيل حرصا على حالته النفسية. 

كان التطوير من الفكرة والتغيير بقرار للتنفيذ وترجع الفكرة والقرار للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي بحث فرصة في حياه كريمة لقطاعات مختلفة كانت مهمشة لعصور ربما يكون ذلك من اكبر الانجازات، التي استهدفت تنفيذ عدالة الله في الارض بحماية المهمشين، بدأ التنفيذ بقراره الرئاسي في ٢٠٢١ وكانت لنا زيارة للتجربة بعد عامين من النجاح في مركز وادي النطرون وبدر. 

زيارتنا كانت  ضمن وفد من الصحفيين في يوم التشغيل التجريبي  لمركز اصلاح وتأهيل العاشر من رمضان الجديد، كانت له محاور عديدة تركزت عليها انشائه بعيدا عن الفكرة الرئيسية للسجن كمؤسسة عقابية، تمكنت وزارة الداخلية من التركيز على الانتاج بمزارع للانتاج الداجني ومشغل كبير ومصانع تساهم بشكل اكبر على تعليم صنعة جديدة تؤهل النزلاء لبداية حياة جديدة. 

الحياة الجديدة التي ينتظرها كل نزيل تؤهله لها ادارة المركز ببرامج عدة، خصصت مركز للعلاج النفسي واعداد ملف لكل نزيل يتمكن من متابعة حالته وفرت البروتين في الوجبات اليومية بشكل يساعد في تحسين احوالهم النفسية وصحتهم البدنيه، فتحت امامهم فرص اقامة الشعائر الدينية بمسجد ومصلى كنسي داخل المراكز الجديدة. 

يمكن رصد عدد من الارقام للانتاج حيث ضم  المركز مزارع مفتوحة وصوب زراعية، بالإضافة إلى مزارع إنتاج حيواني 3 آلاف رأس عجول وماشية، وعنابر دواجن تضم 250 ألف كتكوت، وعنابر بياض، بطاقة إنتاجية 100 ألف بيضة يوميا، اما المشغل فضم نحو ١٦٠ ماكينة حديثة لتصنيع الملابس، والمستشفى ضمت ١٢٠ سرير.

النموزج الجديد للمؤسسة العقابية يستحق لفت الانظار فحتى اصحاب المواهب توفرت لهم فرصة في مشاركة الموهبة في مرسم وورش للصناعة وكورال للغناء، واصحاب المواهب الرياضية حظت بفرصة في التدريب بملاعب تليق بالرياضات وفرصة في الاكتشاف بدورات رياضية تحت رعاية وزارة الداخيلة، يمكنك القول بجدية ان مايظهر في التجربة الجديد يمكن وصفه بيوم اختفاء السجون.