د.حماد عبدالله يكتب: أهمية تنمية الحرف التقليدية !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



الحرف التقليدية فى الدول النامية ذات الحضارات القديمة مثل مصر والهند والصين والمكسيك وإيران وأفغانستان – حتى فى بعض الولايات الأمريكية – تتميز بإنتاجها من حرف تقليدية تعرف ( بالكرافتس ) مثل السجاد اليدوى والكليم والأقمشة المنسوجة يدوياَ أو بواسطة الآت نصف ميكانيكية "كالجاكادر والدوبى" – ومنها أصواف وأقطان وكتان وحرير طبيعى – هذا بالإضافة إلى صناعات الخوص والحصير والمناشى ( والأقفاص ) " والأسبتة " والأوانى الخوصية – والأكثر إزدهارًا فى الصناعات الحرفية هى صناعة "الفخار" والسيراميك على شكل بلاط وأوانى وأدوات المطبخ وطاولات الطعام – وأعظمها الأطقم الصينى نسبة إلى ماتنتجه ( الصين ) وكذلك شمال إيطاليا فى جبالها ووديانها وأهم مدنها مثل ( بيردوجة )،(سيينا )،
( كرتونة )،( بييزا) – كما أن الصناعات الحرارية والتى تشمل الخزف والزجاج بكل أشكاله وأنواعة ويبدأ من الحلى إلى الأوانى إلى ( الفازات ) إلى الأكواب والكئوس – ولعل جزيرة ( مورانو) فى فينسيا هى أشهر تلك المراكز فى الصناعات الحرارية للزجاج والبللور  فى أوربا 0 وتضاهيها شهرة وحرفية مدن كثيرة فى الشيك وفى تشيكوسلوفاكيا – "وكارلوفيفارى".
ولعل هذه الدول تعتمد على إنتاجها وإنتاجيتها لهذه المنتجات الحرفية – على زيادة الدخل القومى – وتعمل حكومات تلك الدول على تشجيع تلك الحرف – وتهيىء لها المناخ الإقتصادى المناسب سواء من ناحية المعاملة الضريبية أو التأمينية أو حتى تسهيل النقل بين الأسواق بطرق متعددة وكلها تنصب فى تحفيز وتشجيع هذه الصناعات والتى يقوم عليها فى الأساس العائلات – وهى تعتبر ( نشاط أسرى ) فى المقام الأول – خاصة فى مدن إنتاجية بشمال إيطاليا.
ولعل الأسواق التى تنشأ فى بعض عواصم الدول لهذه المنتجات الحرفية – هى أسواق نوعية خاصة مثل سوق السجاد اليدوى والكليم فى معرض ( دومتيكس)  فى هانوفر – ألمانيا- فى الأسبوع الثانى من يناير من كل عام – وينتقل إلى هذا المعرض كل صناع وحرفى العالم فى هذه الصناعات للمنافسة على البيع والتسويق عبر كل منافذ الإعلام والأعلان الدولى – ولقد جمع معرض ( دومتيكس ) للسجاد – أيضاَ صناع السجاد الميكانيكى فى العالم – وقد بدأ فى فرانكفورت منذ أوائل الثمانينات – وإنتقل إلى "هانوفر" بداية من عام 1986 – وكان لمصر فيه حظ الإشتراك بالنوعيتين اليدوى عن طريق تنظيم هيئة المعارض المصرية التابعة لوزارة التجارة الخارجية – وعن طريق صناع السجاد الميكانيكى المصرى حيث كان هناك مصنعين هما شركة النساجون الشرقيون – وشركة مكة – وكان نصيب النجاح لمصر – مرموق فى صناعة السجاد الميكانيكى وخاصة لشركة النساجون الشرقيون – التى إستمرت تعزف منفردة نيابة عن مصر منذ أكثر من عشرون عامًا – وبعد أن كانت ضمن الشركات المتقدمة فى العالم – أصبحت تحتل بإنتاجها وتصميماتها ودراساتها وبحوثها فى تنويع الأنتاج من خامات حديثة ومعالجات فى التقنية وحداثة فى التصميم حتى أنها أصبحت تقود الموضة فى صناعة السجاد فى العالم – لقد إستطاعت هذه المجموعة  الصناعية بإصرار أن تسود هذه الصناعة على مستوى العالم - إلا أن الصناعات الحرفية التقليدية تراجعت – وأصبحت تتضائل عاماَ بعد عام حتى أننى فوجئت بإختفائها هذا العام – وهذا ما يجعلنى أنبه – ولعل التنبيه يوجه إلى الصندوق الإجتماعى وهيئة المعارض الدولية المصرية – والمحافظات التى تنشط فيها تلك الحرف دون مساعدة ودون تعضيد مثل محافظة الوادى الجديد ( الداخلة ) ومحافظة قنا ( أخميم ) ومحافظة الشرقية ( قرية أبو شعره) ومحافظة كفر الشيخ ( فوه) – وللحديث شجن ومعه نتواصل فى مقال أخر !!
 أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد