ترميم جامع الزيتونة المعمور في تونس.. إحياء لأنفس وتاريخ

تونس 365

بوابة الفجر

يتربع جامع الزيتونة أو الجامع الأكبر أو جامع الزيتونة المعمور وسط المدينة العتيقة في تونس العاصمة، ويعد قبلة للمصلين ومزارًا للسياح خاصة في شهر رمضان ويعد الجامع ثاني أقدم مسجد في تونس بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان.
وقد تأسس الجامع سنة 79 ه على مساحة 5 آلاف متر مربع ولديه تسعة أبواب وقاعته الداخلية تتكون من 184 عمودًا رخاميًّا ويعود السبب الرئيس في تسميته بهذا الاسم حسب العديد من الروايات لأنه بُني على مساحة جغرافية تحوي في قلبها شجرة زيتون واحدة فأصبح اسمه استئناسًا بهذه الشجرة.
وقد رفع النداء للصلاة والأذان من أعلى منارة الجامع لأول مرة في 26 رمضان 1312 وتشرف على الجامع هيئة تسمى مشيخة الجامع الأعظم.
ولم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي تمتع به جامع الزيتونة بل شكل دوره الحضاري والعلمي الريادي في العالم العربي والإسلامي إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه وتثبيت مكانته مركزًا للتدريس وذلك عبر جامعة الزيتونة وقد لعب الجامع دورًا طليعيًّا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب ولقد تخرج من الزيتونة طوال مسيرتها آلاف العلماء.
وقد أسهم جامع الزيتونة خلال فترة الاستعمار الفرنسي لتونس في المحافظة على الثقافة العربية الإسلامية لتونس وقاوم بصلابة محاولات القضاء على انتماء تونس العربي الإسلامي وكان جامع الزيتونة هو المدافع عن اللغة العربية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ تونس.
غير أن مرور مئات السنين على تشييد الجامع وقلة أعمال الصيانة التي شملته جعل الحالة البنيانية للجامع تتأثر خاصة بالعوامل الطبيعية حيث تشير تقارير تاريخية إلى أن آخر إصلاح شمل الجامع يعود إلى سنة 1894 حيث جدّدت المئذنة التي يبلغ ارتفاعها 44م ما جعل عمليات الترميم لهذا المعلم أمر ضروري وفي غاية الأهمية وفي هذا الإطار وقعت الحكومة التونسية والبنك السعودي للتنمية على مذكرة تفاهم لتمويل عمليات الترميم لجامع الزيتونة التاريخي بتونس والمناطق المحيطة به وجامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان وصيانة مسجد الملك عبدالعزيز في تونس وذلك في إطار العناية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للمساجد التاريخية وإظهار قيمها الدينية والحضارية والعمرانية.
ويهدف مشروع ترميم جامع الزيتونة المعمور والمنطقة المحيطة به المخصص له أكثر من 20 مليون ريال العناية بأرضية الجامع وتحديث الأجهزة الصوتية والإضاءة وترميم الأجزاء التاريخية وتزويده بمعدات إضاءة ثلاثية الأبعاد وأجهزة صوتية متطورة من شأنها أن تضفي على الجامع لمسة فنية تدعم مكانته الدينية والسياحية في مدينة تونس العتيقة.