كل ما تريد معرفته عن مرض التوحد

تقارير وحوارات

مرض التوحد
مرض التوحد

يتناسب أمس الثاني من ابريل، اليوم العالمي لمرض التوحد، فمرض التوحد أو الذاتوية هو أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية اضطرابات في الطيف الذاتوي، ويظهر في سن الرضاعة قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات على الأغلب.

تُظهر التقديرات أن 6 من بين كل 1000 طفل في الولايات المتحدة يُعانون من مرض التوحد وأن عدد الحالات المشخصة من هذا الاضطراب تزداد على الدوام.

بالرغم من عدم وجود علاج لمرض التوحد حتى الآن، إلا أن العلاج المكثف والتشخيص المبكر يُمكنه أن يُحدث تغييرًا ملحوظًا وجديًا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.


الصعوبات الرئيسية التي يُعاني منها مرضى التوحد

الأطفال المصابون بمرض التوحد يُعانون أيضًا وبصورة شبه مؤكدة من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية، هي:

العلاقات الاجتماعية المتبادلة.

اللغة.

السلوك.

كلما تقدم الأطفال في السن نحو مرحلة البلوغ يُمكن أن يُصبح جزء منهم أكثر قدرة واستعدادًا على الاختلاط والاندماج في البيئة الاجتماعية المحيطة، ومن الممكن أن يُظهروا اضطرابات سلوكية أقل من تلك التي تميز مرض التوحد، حتى أن بعضهم ينجح في عيش حياة عادية أو نمط حياة قريبًا من العادي والطبيعي.

قسم من الأطفال بطيئون في تعلم معلومات ومهارات جديدة، وآخرون منهم يتمتعون بنسبة ذكاء طبيعية، أو حتى أعلى من أشخاص آخرين عاديين، هؤلاء الأطفال يتعلمون بسرعة لكنهم يُعانون من مشاكل في الاتصال في تطبيق أمور تعلموها في حياتهم اليومية وفي التأثلم مع الأوضاع المختلفة.

قسم ضئيل جدًا من الأطفال الذين يُعانون من مرض التوحد هم مثقفون ذاتويّون وتتوفر لديهم مهارات استثنائية فريدة، تتركز بشكل خاص في مجال معين، مثل: الفن، أو الرياضيات أو الموسيقى.


أعراض مرض التوحد

- اضطرابات في المهارات الاجتماعية.

وتظهر الأعراض على المريض على النحو الآتي:

لا يستجيب لمناداة اسمه.

لا يُكثر من الاتصال البصريّ المباشر.

يبدو أنه لا يسمع محدّثه.

يُرفض العناق أو ينكمش على نفسه.

يبدو أنه لا يُدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين.

يبدو أنه يُحب أن يلعب لوحده، ويتوقع في عالمه الشخص الخاص به.

- مشاكل في المهارات اللغوية
في الآتي أهم أعراض صعوبات المهارات اللغوية:

يبدأ الكلام في سن متأخرة مقارنة بالأطفال الآخرين.

يفقد القدرة على قول كلمات أو جمل معينة كان يعرفها في السابق.

يقيم اتصالًا بصريًا حينما يريد شيئًا معين.

يتحدث بصوت غريب أو بنبرات وإيقاعات مختلفة، أو يتكلم باستعمال صوت غنائي، أو بصوت يشبه صوت الإنسان الآلي.

لا يستطيع المبادرة إلى محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة.

قد يكرر كلمات، أو عبارات، أو مصطلحات لكنه لا يعرف كيفية استعمالها.


- مشاكل سلوكية

في الآتي أهم أعراض المشاكل السلوكية عند مريض التوحد:

يُنفذ حركات متكررة، مثل: الهزاز، أو الدوران في دوائر، أو التلويح باليدين.

يُنمّي عادات وطقوسًا يُكررها دائمًا.

يفقد سكينته لدى حصول أي تغير، حتى التغيير الأبسط أو الأصغر، في هذه العادات أو في الطقوس.

يكون دائم الحركة.

يُصاب بالذهول والانبهار من أجزاء معينة من الأغراض، مثل: دوران عجل في سيارة لعبة.

يكون شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه للضوء، أو للصوت، أو للمس، لكنه غير قادر على الإحساس بالألم.

يعاني الأطفال صغيرو السن من صعوبات عندما يُطلب منهم مشاركة تجاربهم مع الآخرين.


أسباب وعوامل خطر مرض التوحد

ليس هنالك عامل واحد ووحيد معروفًا باعتباره المسبب المؤكد بشكل قاطع لمرض التوحد.

لكن مع الأخذ بالاعتبار تعقيد المرض، ومدى الاضطرابات التوحد، وحقيقة انعدام التطابق بين حالتين ذاتويتين، أي بين طفلين ذاتويين، فمن المرجح وجود عوامل عديدة لأسباب مرض التوحد.


أسباب مرض التوحد

من أهم الأسباب التي قد تُؤدي إلى التوحد:

- اعتلالات وراثية

اكتشف الباحثون وجود عدة جينات يُرجح أن لها دورًا في التسبب بالتوحد، وبعضها يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب، بينما يُؤثر بعضها الآخر على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال خلايا الدماغ فيما بينها.

قد يكون أي خلل وراثي في حد ذاته وبمفرده مسؤولًا عن عدد من حالات الذاتوية، لكن يبدو في نظرة شمولية أن للجينات بصفة عامة تأثيرًا مركزيًا جدًا بل حاسمًا على اضطراب التوحد، وقد تنتقل بعض الاعتلالات الوراثية وراثيًا، بينما قد تظهر أخرى غيرها بشكل تلقائي.

- عوامل بيئية

جزء كبير من المشاكل الصحية هي نتيجة لعوامل وراثية وعوامل بيئية مجتمعة معًا، وقد يكون هذا صحيحًا في حالة التوحد.

يفحص الباحثون في الآونة الأخيرة احتمال أن تكون عدوى فيروسية، أو التلوث البيئي عاملًا محفزًا لنشوء وظهور مرض التوحد.

- عوامل أخرى

ثمة عوامل أخرى تخضع للبحث والدراسة في الآونة الأخيرة، تشمل: مشاكل أثناء مخاض الولادة، ودور الجهاز المناعي في كل ما يخص بالتوحد.

يعتقد بعض الباحثين بأن ضررًا في اللوزة وهي جزء من الدماغ يعمل ككاشف لحالات الخطر، هو أحد العوامل لتحفيز ظهور مرض التوحد.