الخبراء يجيبون.. ما السيناريوهات المحتملة بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير على المسجد الأقصى؟

تقارير وحوارات

الاعتداء الإسرائيلي
الاعتداء الإسرائيلي

 


بعدما قام الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء علي المصليين والمعتكفين في المسجد الأقصى، من هنا بدأ التصعيد يزيد بشكل كبير من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
لذلك قامت بوابة الفجر الالكترونية باستعراض كافة التفاصيل حول السيناريوهات والاهداف من هذا الاعتداء الإسرائيلي علي المصليين وهذا من خلال المتخصصين.


زيادات التصعيد 
 

 

قال الدكتور جواد العناني، نائب رئيس  الوزراء الأردني السابق، أن الأحداث التي تجري علي الأراضي الفلسطينية بدأت تأخذ مسارا يتناسب مع تقديرات الخبراء وذلك في ظل وجود حكومة  يمنية متطرفة  وذلك علي المستوي الداخلي أو الخارجي وهذا لاحظ خلال الفترة الماضية.


واضاف الدكتور جواد العناني، فب تصريحات خاصة ل "الفجر"، ان الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تحاول أن تصدر أي مشكلة عندهم إلي الخارج وايضا  يحاولون الاعتداء على الشعب الفلسطيني في هذا الشهر المبارك من اجل تصدر تلك المشاكل.

وأشار العناني، إلي القصف الذي قام به حزب الله اللبناني اليوم علي إسرائيل  أنها هي الخطوة الأولى إلى زيادات التصعيد في الأراضي الفلسطينية من قبل الجانبين الفلسطينيين الإسرائيلي، بالإضافة إلى ذلك أن العدوان الإسرائيلي سوف يقوم بقذف لبنان.

وأوضح نائب رئيس  الوزراء الأردني السابق، إلي أنه من الممكن أن يكون هناك تدخل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية من احل وقف التصعيد وتدخل أحد الدول العربية من أجل وقف هذا التصعيد.

الاهداف من الاعتداءات الإسرائيلية 
 

وبين الباحث عبد المهدي مطاوع،  الخبير في الشؤون الفلسطينية، أن حكومة اليمين المتطرف تعلم إنه ا لن تحظى بمثل هذه الاغلبية مرة اخرى خصوصا بعدما كشفت امام الجمهور الاسرائيلي حقيقة هدفها لتغيير المجتمع والحكم في اسرائيل،ونتنياهو غارق في الفساد ويريد تجنب المحاكمة،هذه الاسباب مجتمعة تجعل من التصعيد في الاقصى مصلحة يمينية بحتة وتستفز الفلسطينيين بشكل حثيث لجلب رد فعل وتصعيد لتحقيق هدفين
واضاف الباحث عبد المهدي مطاوع في تصريحات خاصة ل "الفجر"، الأهداف من تلك الاعتداء الإسرائيلي وهي كالاتي:
 الهدف الأول: ترسيخ امر واقع جديد في المسجد الاقصى عبر التقسيم الزماني والمكاني والقيام ببعض الممارسات الدينية والطقوس في الاعياد اليهودية داخل المسجد الاقصى
الهدف الثاني: هو قتل المظاهرات المستمرة منذ بداية الحكومة وحتى اليوم بشكل ضخم وكبير ولم يفلح نتنياهو حتى الان في كسر شوكة المتظاهرين أو دفعهم للاستسلام لذلك لم يبق الا الذهاب في حملة عسكرية عبر فتح جبهة في الشمال أو الجنوب وهذا سيجبر المحتجين على التوقف وهذا ما قد يسمح بتمرير التعديلات القضائية لاحقا.

واستكمل، الخبير في الشؤون الفلسطينية، علي الرغم من هذه  هذه المصالح والاهداف الا ان هذا التصعيد سيكون محدودا ولم يتسع إلى مدى اوسع لاسباب تتعلق بالطرفين سواء حماس وحزب الله أو اسرائيل لان المكاسب المتأتية لحماس وحزب الله لا تريد خسارتها كما ان حرب كبيرة لن يكون من السهل تجرعها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في لبنان وكذلك غزة.

 


السيناريوهات المحتملة 
 

صرح الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، ان  غالبًا ما يكون شهر رمضان مصاحب بمزيد من التصعيد ما بين الفصائل والجانب الفلسطيني وبين الجانب الاسرائيلي وخاصة أنه في الخبرة التاريخية خلال السنوات الماضيه كان هناك فرصة للتصعيد خلال شهر رمضان نظرًا لمتطلبات الصلاة في القدس والمسجد الأقصى وتأكيد الهوية الفلسطينية المقدسية، وإعلاء فكرة الصمود والمقاومة، وأيضًا بيتماشى مع الخطوات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية في تصعيد واستفزاز الجانب الفلسطيني وخاصه خلال شهر رمضان

واضاف الدكتور هاني سليمان في تصريحات خاصة ل "الفجر"، علي  رغم من اقتحام بن غفير للأقصى في وقت مبكر، ورغم وجود العديد من التقارير التي توقعت حدوث تصعيد ما بين الفصائل والعناصر الفلسطينية والإسرائيلية، لكن شهدت الأجواء هدوء ما قبل العاصفة قبل وفي بداية شهر رمضان، لكن قرارات الحكومة اليمينية المتشددة وممارساتها الغير مسؤولة بخصوص وضع القدس والمستوطنات والاعتداءات، كلها استفزت الشارع الفلسطيني.

واستمر سليمان في الحديث قائلا:" أن هذا التصعيد لا ينفصل عن معظم التحولات والتغيرات الاقليميه والدولية في المنطقة، ومنها ضعف الموقف الأمريكي وإدارة جو بايدن، وفشلها في إعطاء دفع ومساحة للملف الفلسطيني، علاوة على التقارب السعودي الإيراني الذي كان بمثابة مفاجئة وصدمة للجانب الإسرائيلي، وشكل مصدر قوة للمواجهة الإيرانية ودعم نشاطها من سوريا، والتنسيق مع حزب الله الجبهة الكلاسيكية، وفتح خط تنسيق مع حماس والجهاد والتي تربطها علاقه مباشرة أو غير مباشرة بإيران".

عرض سليمان، السيناريوهات المحتملة أعتقد أن هناك أكثر من سيناريو؛ يوجد سيناريو الوساطة والتهدئة وخاصة بدور مصري فاعل كما جرت العادة لاحتواء الموقف، أو تصعيد مفتوح يكون مقدمة لانتفاضة فلسطينية ثالثة مؤجلة خاصة في ظل عقلية نتنياهو وحكومته.
السيناريو الثاني، لكن السيناريو الأقرب هو مزيد من التصعيد والصدام والمواجهة لفترة زمنية يعقبها هدنة وتهدئة، خاصة في ظل وجود حكومة نتنياهو المتشددة، وفي ظل رغبة تريد إحكام السيطرة في مواجهة الفصائل وفي مواجهه قطاع غزة، بالتوازي مع ملف الضفة والقدس، وهو ما يعد مخاطرة إسرائيلية ورهان صعب قد يفضي لمزيد من تنسيق الفصائل وتقارب الجبهات ووحدة في مواجهة إسرائيل، خاصة في ظل مساعي للسيطرة على منطقة القدس، وإحكام السيطرة عليها وعدم إعطاء فرصة لتأكيد الهوية المقدسية وصراع حول حسم وضعية وهوية القدس والمسجد الأقصى، في ظل مسار موازي لإحكام نتنياهو سيطرته على الداخل الإسرائيلي نفسه، وهو ما يجعله يتصرف بشده وحسم في هذه الفتره القصيرة.

واختتم مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، تبدو هذه التصرفات فخ لإسرائيل وبداية فصل جديد لصراع متعدد الجيهات؛ وتطويق إسرائيل؛  من خلال لبنان ومن خلال الميليشيات الموجودة في سوريا وأيضًا من خلال جبهة فلسطين جبهة حماس والفصائل المختلفه. ونحن هنا أمام مستوى آخر من التصعيد من خلال الصواريخ المستخدمة، في ظل  حكومة يمينية متشددة اعتقد أنها لن تتراخى ولن تتراجع في ظل الانشغال الاقليمي والدولي بملفات أخرى. وأيضًا من خلال تشابك بعض الملفات ببعضها البعض ما بين الملف الفلسطيني وملف غزة والضفة الغربية والقدس وأيضا ً الملف المتعلق بإيران والفصال المتعاونة معها بالإضافة إلي استراتيجيات جديدة ما بين الرشقات الصاروخية المتتابعة والحرب النفسية قد تضغط على الحكومة من الداخل، بدلًا من أن يستغلها نتنياهو كفرصة قد تنقلب إلى مغامرة قد لا تجدي معها القبودة الصاروخية أو مقلاع داوود أو السهم، الذي قد يرتد لهم.