أحد الشعانين.. الأقباط يحتفلون غدًا بـ "حد السعف"

تقارير وحوارات

احتفال حد السعف
احتفال حد السعف

لا تختلف الاحتفالات الكنسية الحالية بمناسبة أسبوع الآلام وعيد القيامة عما كانت عليه عبر كل العصور حيث يتم الاحتفال به في جميع الكنائس بأرجاء البلاد، وهو يعرف بـ أسبوع الآلام لأنه مرتبط بذكرى آلام السيد المسيح عليه السلام، كما يعرف كذلك باسم الأسبوع المقدس.

لما سمي أحد السعف بهذا الإسم

وقد سمى أحد السعف الذى يعتبر بداية أسبوع الالام عند المسيحيين بعدة أسماء أخرى منها "أحد المستحقين "نسبة إلى الذين طلبوا المعمودية ووجدوا مستحقين لها، كما سمى "أحد غسل الرأس" نسبة إلى التطهير والاستعداد للمعمودية، وكذلك "أحد الاغصان "، أما أحد الشعانين فهو الاسم الذى يطلقه فهو تسمية مصرية خالصة لأحد السعف عند المصريين الأقباط.

 

لماذا تحتفل الكنيسة بهذا الأسبوع

وكما جاء في  القرنين الأول والثانى الميلادى كانت الكنيسة تحتفل بهذا الأسبوع منفصلا عن الصوم الكبير، وفى عهد الانبا ديمتريوس الثانى عشر ـ 191.. 232 ـ الحق أن  هذا الأسبوع بنهاية الصوم الكبير، وكان هذا الأسبوع في الماضى مخصصل للعبادة ويجتمعون فقط في الكنائس للعبادة والصلاة والتأمل.

إلى متي يرجع أصل كلمة شعانين؟
 

احتفال الاقباط

ومن ناحية أخري احتفل الأقباط اليوم الأحد مباشرة قبل عيد الفصح وتعني كلمه شعانين "يا رب خلص"، وهي من أصل عبراني "شيعه نان"، واشتقت منها اللفظة اليونانية "أوصنا" واستخدمت عند دخول المسيح أورشليم بالقدس، ويقوم فيه المسيحيون بصنع " الصلبان والغويشة والخاتم والهرم والحمار الصغير" والعديد من الأشكال من سعف النخيل حمارًا صغيرًا رمزًا إلى دخول المسيح مدينة أورشليم راكبًا حمارًا، وكان ركوب الحمير مخصصًا فقط لليهود الكهنة والملوك.

وحيث أصبح السعف فيما بعد ومع مر الأزمنة والعصور رمزًا لعلامة الإنتصار والبساطة عند إستقبال المسيح، حيث فرش الأقباط الأرض بثيابهم رمزًا للحياة البسيطة، هاتفين: "هوشعنا في الأعالي، مباركٌ الآتي باسم الرب"، وتعني وفق المفهوم اليهودي الخلاص من الاحتلال الروماني، ولدى المسيحيين إتمام سر الفداء الذي أتى به المسيح، ما جعل بعد ذلك الكنيسة تحتفل بذكراه كل سنة وجعلته عيدًا من أعيادها الكبرى وله طقوس كنسية خاصة، من بينها قراءة آيات من الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة رمزا للتبشير بالإنجيل المقدس في أركان العالم.

ويبدأ الاقباط، بعد إنتهاء قداس أحد الشعانين بصلوات الجناز العام والذي يتم عمله مرة واحدة في العام بعد الأنتهاء من صلوات قداس أحد الشعانين، ويعقبه أسبوع الآلام، ويعد أحد أهم الأسابيع المقدسة لدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويستمر حتى الجمعة العظيمة، حيث يعتمدون فيه زيادة عدد ساعات الصوم الانقطاعي من الثانية عشر مساء وحتى الرابعة والخامسة عصر اليوم الثاني.

ماهي صلوات القداسة الإلهية

وخلال أسبوع الآلام يستبدل الأقباط صلوات القداسات الإلهية بصلوات البصخة المقدسة، والتي تبدأ صباحًا وظهرًا ومساء، وصلوات البصخة تعني العبور من الظلمة إلى النور، والتي تمتد أسبوعًا كاملًا، في الخورس الثاني من الكنيسة، وتغلق أبواب الهيكل طيلة صلوات البصخة، وتوضع صورة المسيح وهو مكلل بالشوك أو صورة المسيح المصلوب أو المسيح وهو مصليًا في جبل جثيماني وسط الكنيسة ويوضع أمامها قنديل منير أو شمعة، وتستدل ستائر الكنائس بالستائر السوداء.

ويمتنع الأقباط خلال أسبوع الآلام عن مشاعر الفرح، والانخراط في التأمل والزهد والتقشف والصيام والإحساس بآلام المسيح، كما يمتنعون خلال أسبوع الآلام، الذي يعد أقدس أيام السنة، عن الأطعمة ذات المذاق الحلو والعصائر والاكتفاء بأكلة واحده تكون غالبًا من الماء والملح.
 

الأعياد السيدية 

الكنيسة 


ويحتفل الاخوة المسيحيين اليوم بعيد من اعيادهم السيدية الكبرى هو عيد أحد السعف أو يوم أحد الشعانين الذى يوافق هذا العام السابع عشر من ابريل، وهو يوم ذكرى دخول السيد المسيح منتصرا إلى القدس حيث فرشت الجماهير أمامه سعف النخيل وأغصان الزيتون ( كما وصفت أناجيل متى ومرقص ولوقا ). 
ومن هنا جعلت الكنيسة من ذكرى دخول المسيح إلى القدس أحد الأعياد الكبرى المرتبطة بحياة السيد المسيح ولهذا سميت بالاعياد السيدية.

مباركة سعف النخيل 


والجدير بالذكر وصف الفريد بتلر العالم الانجليزى الذى زار مصر عام 1882 ما شاهده من احتفالات كنسية بأحد الشعانين حيث ذكر إنه في هذا الاحتفال يقوم الاسقف بمباركة سعف النخيل وهو ما يعرف بتكريس السعف، ثم يتشكل موكب من الاكليروس الذين يحملون الصلبان والشموع وسعف النخيل وهو ينشدون الالحان، ويتوقفون أمام كل عمود وأمام الايقونات الرئيسية ورفات القديسين بالكنيسة، وبعد طوافهم حول الكنيسة يعودون إلى الهيكل حيث يبدأ القداس.


ويبدأ القداس بقراءة فصول الجناز للراقدين مقدما عن أنفس الذين يتوفون خلال أسبوع الالام، حيث إن كافة مراسم الدفن ممنوعة خلال أسبوع الالام كما ذكر بتلر في مذكراته.