«في عيد العمال».. كيف قدس المصريون العمل قبل آلاف السنين

أخبار مصر

ارشيفية
ارشيفية

يعتبر المصري القديم أحد الذين قدسوا العمل ولن نكون مبالغين لو قلنا أنه أحد أول من قدسوه في التاريخ والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى ونجد أن المعابد المصرية القديمة وكذلك المقابر تضج بالرسوم التي تمثل قدماء المصريين  وهم في أوضاع عمل مختلفة، ولا يزال المصريون حتى يومنا هذا يقدسون العمل ويحتفلون بيوم العمل والعمال والذي يحل علينا كل أول مايو من كل عام.

وامتلك المصري القديم العديد من المهارات واحترف العديد من الحرف حيث ترك لنا إرثًا ضخمًا من الفنون في العمارة والأثاث والنسيج وغيرها من الحرف، وكانت الأنشطة الحرفية واسعة الانتشار تتسم بالنظام والإتقان ويتوارثها الأبناء عن الأجداد، فكان منهم من يقوم ببناء المقابر في وادي الملوك ومنهم من ينحت التماثيل ويصنع الأثاث والأواني لتجهيز مقبرة كل ملك على حسب رغبته قبل الموت.

عمال المحاجر

وصل المصري القديم إلى أقصى درجات التقنية في قطع الأحجار ونحتها، فمثلًا نجده برع في نحت وقطع الجرانيت الذي بأسوان وسيناء وكذلك في نحت البازلت والمرمر والشست الرملي لصناعة الحلي والتماثيل والتوابيت واللوحات التذكارية، وقد برع في تشكيل أصلب أنواع الأحجار بدقة عرف أيضًا صناعة السيراميك والخزف القيشاني (الفاينس) وعثر على أقدم الأنواع بسقارة تحت هرم الملك زوسر وأستخدم في صناعة التماثيل والتمائم والحلي.

النجارين

وتعد النجارة من أهم الحرف في مصر القديمة حيث أتقن امصري القديم فنون زخرفة وصناعة الأثاث وتطعيم الخشب بالعاج والأحجار الكريمة والزجاج وكذلك كسوة الخشب بالذهب أو الفضة، وكان يعتمد على الخشب المستورد مثل السرو، والأرز، والنبق، والدردار والأبنوس، لصناعة صواري المراكب والتوابيت الضخمة وأبواب المعابد وصناعة أثاث الأثرياء، أما أخشاب الأشجار الموجودة في مصر مثل الكاسيا، والنخيل، والجميز، فقد صُنعت صواري المراكب الصغيرة

عمال البناء

وضمن أبرز الشخصيات التي تحدث عنا التاريخ المصري القديم كما يأتي في موسوعة الدكتور سليم حسن، هو "خا" وهو أحد النبلاء وكان رئيس للعمال في دير المدينة، حيث تولى بناء مقابر ثلاثة ملوك وهم أمنحتب الثاني، تحتمس الرابع، وأمنحتب الثالث.

وكان العمل في المقابر الملكية يتم بنظام شديد للغاية حيث ينقسم العمال لمجموعتين الأولى تعمل يمين المقبرة والأخرى على يسارها وعلى رأس كل مجموعة نقيب مسئول عنها، ويكون دومًا على اتصال بالمسؤول الأكبر منه، ويقوم بتوزيع العمل والأجور، وكان يوجد في موقع العمل الكاتب الذي يقوم بتسجيل الأعمال التي انتهت وتم انجازها، وكذلك يسجل حضور العمال وانصرافهم ويسجل المتغيب منهم.

كان الأجر الأساسي للعمال عبارة عن حصة تموينية شهرية تشمل قمحًا وشعيرًا وسمك وخضروات وحطب وأواني فخارية وكان يوجد أيضا صرف حوافز نتيجة لجهد زائد للعمال وتضم البلح والجعة الجاهزة وزيت السمسم واللحم، وكان العمل 8 أيام مستمرة ثم راحة لمدة يومين، والسكن في أكواخ أو خيام ولا يسمح لهم بالاتصال بأهلهم إلا بعد انتهاء العمل للحفاظ على سرية المبنى الذي قاموا بتشييده.