تصنع من ريش البط والنساء أكثر العاملين بها

"الهواية" الأداة الأبسط في الشواء.. صناعة كبرى وورش عديدة تضخها في الأسواق

تقارير وحوارات

هوايات الشواء قبل
هوايات الشواء قبل تصنيعها ـ تصوير محمد حيزة

الجميع يفكر في الشواء، إذا ما حزمنا حقائبنا، وعددنا عدتنا، إلى سفر أو تخييم، أو حتى احتفال، لاسيما وعيد الأضحى يقترب، فشي اللحوم، وسط تقليد عائلي، في الإسكندرية، وفي الحدائق وخاصة المنتزه، وأنطونيادس، والحديقة الدولية عقب افتتاحها كان ولا يزال من أهم الطقوس التي يقوم بها المواطنون السكندريون.

إحدى أبسط الأدوات التي تستخدم في الشواء هي "الهواية"، يد خشبية يخرج منها الريش، ولها ألوان مختلفة، رغم بساطتها قد لا تنجح فكرة الشواء إلا بها، ومع بساطتها فهي صناعة كبيرة، ربما لم يلتفت إليها أحد مستخدميها يوما ما، ولم يسأل نفسه سؤالا بسيطا يضاهي بساطة الأداة التي في يده، من عساه صنعها وكيف وأين.

"الفجر" التقت أحد صناع هذه الأدوات، أحمد محمود، صاحب أقدم ورشة بالإسكندرية لصناعة الهوايات المستخدمة في الشواء، والذي فاجأ محرر "الفجر"، فهو يعمل بها هو وأجداده منذ ما يزيد عن 100 عام، إنهم وهو استكمل المسيرة من بعد والديه وأجداده وهي مهنة توارثها الأجيال رغم أنها انقرضت حاليا.

يقول "محمود" إنهم يستعدون لعيد الأضحى بعدد كبير من العمالة خاصة من السيدات لأنه يحتاج مهارة عالية ودقيقة ويعتبر ضمن الأشغال اليدوية الخاصة بالسيدات ليقوموا بصناعة الهوايات من ريش الطيور.

وعن خطوات صناعتها قال إنهم يستخدمون ريش البط ويقوموا بغسله وتجفيفه في الشمس لا يستغرق سوى ساعتين ثم يقوموا بصباغته بألوان مختلفة ثم غزله من خلال سلك صغير ودقيق ودمجه بواسطة خشبه متوسطة الحجم يقومون بصناعتها.

وأشار إلى أن المهنة لا يعمل فيها أحد حاليا سوى عدد قليل وورشته هي الأقدم والتي تقوم بدفع كميات   وضخها في السوق وصناعتها محليا وبيعها سواء قطاعي أو جملة للتجار ومنهم من يحتاجها خارج مصر.

وأوضح أن الصبغة المستخدمة لا تدخل في الطعام ولا تتأثر بالحرارة فهي بعيدة تماما عن الطعام وغير مضرة، وثابته لا تتغير بعوامل الحرارة.

وتابع "محمود"، صاحب أقدم ورشة لبيع الشوايات وتصنيعها بالإسكندرية، إنها مهنة والده وجده التي بدأت منذ سنوات طويلة أكثر من 100 عام وورثها والده ثم تعلم المهنة منذ صغره حتى تشبع بها واستلمها من بعد والده الراحل فهي صناعة أصبحت نادرة في ظل التكنولوجيا والتطور الكبير ولكن لازالت محتفظة برونقها وهناك إقبال على شراء الشوايات التي تعمل بالفحم رغم التطور الكبير حاليا. 

ولفت إلى أنهم يعملون طوال العام ولكن في عيد الأضحى المبارك هناك استعدادات خاصة للعيد بتجهيز كميات كبيرة لكي تكفي السوق سواء جملة أو قطاعي لزيادة الإقبال على الشراء في موسم عيد الأضحى المبارك.

وعن الاستعدادات الخاصة بعيد الأضحى قال إنها تبدأ قبل عيد الأضحى بشهر كامل وتجهيز العمالة في الورش وتكثيف العمل حتى الانتهاء منه قبل عيد الأضحى بأيام قليلة حتى تسليم كافة الطلبيات، موضحا أن تصنيعها لم يستغرق وقت طويل وكافة أدوات التصنيع هي يدوية بالكامل.