من هو يوهانس برامز الذي تحتفل جوجل بذكري ميلاده الـ 190 ويكيبيديا

من هو يوهانس برامز الذي تحتفل جوجل بذكري ميلاده الـ 190 ويكيبيديا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

يعتبر يوهانس برامز، الذي يحتل مكانة رفيعة بين مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية، واحدًا من "الباءات العظيمة الثلاث" إلى جانب باخ وبيتهوفن. ولكن، على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققها في مجال الموسيقى الكلاسيكية، فإنه تعرض للانتقادات والاتهامات بالنسخ والتقليد من بعض النقاد.

علاوة على ذلك، اتهم بعض النقاد بأن أول سمفونية له كانت مجرد نسخة من السمفونية العاشرة لبيتهوفن. وعلى الرغم من أن البعض يسمع صدى موسيقى بيتهوفن في سمفونيات برامز، فإن هذا لا يؤثر على مكانته الفريدة بين المؤلفين الكلاسيكيين.

ومع ذلك، فإن النقد لا يؤثر على حقيقة مكانة برامز العالية بين أفضل من ألفوا الموسيقى في التاريخ. وفي الواقع، كتب الموسيقار أرنولد شوينبيرج أن عمل برامز كمؤلف للأغاني، وموسيقى الحجرة والسمفونيات يمكن وصفه بأنه ملحمة غنائية.

وعلى الرغم من أن برامز تعرض لانتقادات واتهامات بالنسخ والتقليد، إلا أنه يعد واحدًا من أعظم الموسيقيين في التاريخ، وله مكانة مرموقة وحافلة بالإنجازات في عالم الموسيقى الكلاسيكية.

مولد يوهانس برامز

ولد يوهانس برامز في هامبورغ عام 1833، حيث كان قد انتقل والده يوهان جاكوب برامز من شيلسفيغ إلى هامبورغ ساعيًا إلى العمل

يوهانس برامز هو موسيقي متجول وعازف بيانو موهوب. عاش في حي فقير مع عائلته، وتلقى الطفل يوهانس أولى دروسه في الموسيقى من والده. بدأ يظهر موهبته في العزف على البيانو ويعزف في المطاعم والمقاهي لزيادة دخل أسرته الصغير. قام برامز بأداء عدد من الحفلات الموسيقية في هامبورغ وجول البلاد بين خمسينات وستينات القرن التاسع عشر.

في شبابه الأولى، بدأ برامز في قيادة الجوقات وتطور بعدها ليصبح قائد أوركسترا من الطراز الرفيع. بدأ يوهانس التأليف الموسيقي في مرحلة مبكرة جدًا من حياته ولكن لم تلق جهوده الكثير من الاهتمام إلى أن ذهب مع عازف الكمان المجري إدوارد ريميني في عدة جولات موسيقية في سنة 1853.

خلال إحدى الجولات، التقى برامز بفرانز ليست وكورنيليوس ويواكيم راف وعزف مقطوعة "Scherzo Op.4" أمام ليست للمرة الأولى. وفي موقف مؤسف، فشل برامز في عزف مقطوعة ليست بإخلاص Sonata "S" in B minor حتى نام أثناء عزفها في محفل سابق. وبعد هذا الموقف، تفرّق برامز وريميني.

في الثلاثين من سبتمبر من نفس العام، وصل برامز إلى دوسلدورف حيث استقبلته عائلة شومان بعد رسالة تعريف أرسلها جوزيف يواكيم. أعجب الموسيقار العظيم شومان بموهبة الشاب ذو العشرين ربيعًا ونشر مقالًا تحت عنوان "مسارات جديدة" Neue Bahnen في صحيفة "Neue Zeitschrift für Musik"، مشيرًا إلى الشاب العبقري وصفه بأنه "قادر على إعطاء الموسيقى اتجاهًا جديدًا".

حياة يوهانس برامز


بعد مغادرته دوسلدورف، تعلّق يوهانس برامز كثيرًا بكلارا شومان، زوجة المؤلف الشهير وعازفة البيانو، التي كانت تكبره بـ 14 عامًا. وقد احتوت هذه العلاقة على عاطفة شديدة من جانب برامز، إذ أحبّها بحبٍ افلاطوني استمرّ طوال حياته، ولكنه لم يتزوج أحدًا على الرغم من أنّه أحبّ عدّة فتيات خلال حياته، حتى أنه خطّب إحداهنّ.

عانت كلارا من مشاكل نفسية وحاولت الانتحار، وفي عام 1854 قضت فترة في المصحة العقلية قرب بون. ومن بعدها، أصبح برامز صلة الوصل بين كلارا وزوجها ووجد نفسه ربًّا فعليًا للأسرة، حتى وفاة كلارا في عام 1856.

زار برامز فيينا للمرة الأولى عام 1862 وسرعان ما قرر أن يستقر فيها. وفي الفترة بين عامي 1872 و1875، عمل كمدير للحفلات في جمعية أصدقاء الموسيقى في فيينا، وبعدها لم يستلم أي وظيفة رسمية. وفي عام 1877، رفض دكتوراه فخرية من جامعة كامبريدج، إذ كان قلقًا من أن يبالغ الترحيب به في أنجلترا، حيث كانت موسيقاه هناك مشهورة للغاية وذائعة الصيت.

استمر يوهانس برامز في تأليف الموسيقى بشكلٍ متواصل من الخمسينات وحتى ستينات القرن التاسع عشر، ولكن موسيقاه أثارت جدلًا كبيرًا وآراءً متفاوتة بين النقاد. فقد تلقى الكونشرتو الأول للبيانو انتقاداتٍ سيئةً في عروضه الأولى، ووصفت "المدرسة الألمانية الجديدة" ممثلةً بفرانز ليست وفاغنر، أعمال برامز الموسيقية بأنها قديمة الطراز.

وعلى الرغم من كون برامز معجبًا بموسيقى فاغنر، إلا أنه حاول عام 1860 تنظيم احتجاجٍ عام ضد ما اعتبره تجاوزاتٍ خطيرةً في مؤلفاتهما، ولكنَّ العريضة التي نشرت قبل الأوان والتي لم تحوِ إلّا على ثلاث توقيعات، قد فشلت فشلًا مهينًا. وبعدها، لم يعرّض برامز نفسه لمهاترات العامة مرةً أُخرى.

في بريمن عام 1868، كان العرض الأول لتحفة برامز الخالدة "Ein deutsches Requiem"، أضخم أعماله الكورالية على الإطلاق، والتي أثبتت للعامة في أرجاء أوروبا بأنّ نبوءة شومان قد تحققت بالفعل. وربما هذا ما أعطاه الثقة لإكمال عددٍ من الأعمال التي واجه صعوباتٍ فيها عبر عدة سنوات، مثل رباعياته الوترية الأولى والسمفونية الأولى، والتي لحقتها سمفونياته الثلاث الأخيرة في الأعوام 1871 و1883 و1885 على التوالي. لقد كانت هذه أكثر السنوات إنتاجًا لبرامز.

في عام 1890، قرر برامز البالغ من العمر 57 عامًا التخلي عن تأليف الموسيقى، لكن وكما اتضح فأنه لم يستطع الالتزام بقراره، ففي السنوات التي سبقت وفاته، أنتج عددًا من الروائع، منها عدة مقطوعاتٍ للكلارينيت، وسلسلة مؤلفاتٍ للبيانو، إضافةً إلى أربع سلاسلٍ من الأغاني p.121" Ornste Gesänge E "Vier، في عام 1896.

وفاة يوهانس برامز

توفي برامز إما بسبب سرطان البنكرياس أو سرطان الكبد (الدليل غير واضح) في 3 أبريل 1897. قام الملحن البريطاني هوبرت باري (في الصورة) بتأليف جزية موسيقية له، مرثية لبرامز، في نفس العام.

close