"العلاج بالفن".. ورشة للتدريب على مهارات الثقة بالنفس ومواجهة أزمات الحياة

تضمنها أسبوع أطفال المحافظات الحدودية بدمياط

الفجر الفني

جانب من الفعليات
جانب من الفعليات


ورشة العلاج بالفن، إحدى الورش المنفذة ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي السابع لأطفال المحافظات الحدودية "أهل مصر" الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، حاليا بمحافظة دمياط.

 

حول الورشة تقول المدربة غادة عبد النبي: الورش الفنية دائما لها أثر بالغ على ممارسيها ومريديها، ونظرا لقوة وعمق ذلك التأثير لاكتساب معلومات ومهارات قيمة تعدل من السلوك وترفع من شأن شخصية صاحبها وتغرس بداخله صفات حميدة، فإنه يستطيع من خلالها مواجهة ما يقابله في المجتمع من مشكلات اجتماعية مختلفة مثل العنف اللفظي والتنمر وغيرها، فالعلاج بالفنون وسيلة غير تقليدية لعلاج تلك المشكلات ونتائجها سريعة ملحوظة، فهي أسلوب للتنفيس عن مشاعر الحب والغضب  لدى الأطفال، كما تساعد على خروج الشحنات الانفعالية بطريقة آمنة وسلمية، وتجعل الطفل يؤكد على ذاته وتكسبه قوة تعويضية.

عن برنامج الورشة أوضحت "عبد النبي" أنها اعتمدت على أن تكون أولى مراحل الورشة تعريف الأطفال بأنواع الألوان المختلفة والأوراق المستخدمة وتأثيرها على اللوحة بهدف أن غرس الثقة في نفوسهم وتشجيعهم على التعبير عما بداخلهم دون قلق أو توتر، ليدرك الطفل ماهية اللون المستخدم في لوحته، ويطرح داخل نفسه سؤالا: ماذا أريد أن أعبر عنه؟ ما هي الخامة المناسبة من الورق والمساحة المطلوبة؟ وأي نوعية ألوان مناسبة أكثر؟.

كما شرحت المدربة للأطفال أن مكونات مادة اللون تختلف باختلاف الوسيط، فهناك مواد وسيطها مائي وأخرى وسيطها زيتي، مؤكدة أن المساحة البيضاء في اللوحة يجب أن تكون محسوبة ومحددة لإعطاء تأثير ما وليست هروبا من الرسم الناتج عن التوتر، لذا كانت إحدى جلسات الورشة عن الرسم بالتجريد موضحة أن تلك الطريقة بالرسم تنفذ باستخدام الوان مائية أو ألوان أكريليك لإعطاء مساحة من اللون لتشجيع الطفل، ولا تعتمد على الخطوط، ولكن من الممكن تنفيذ رسومات فوقها فيتعلم الطفل طريقة أخرى وهي الرسم بالطبقات المختلفة.

جاء انطباع الأطفال المشاركين في الورشة إيجابيا، حيث أعربوا عن سعادتهم بالمشاركة في الورشة واختلافها عن ورش الرسم التقليدية، وأنها علمتهم أنواع الألوان وكيفية استخدامها، فذكرت "جنى" ١٢ سنة من إدفو أن اشتراكها في الورشة ساهم في تحسين مستوى الرسم لديها وتطوره، بينما ذكرت "ريتاج" ١٥سنة من السباعية أن تعلم تقنيات وأساسيات الرسم المختلفة أثرت على تعلم الرسم باحترافية أكثر، من خلال استلهام رسومات وتصميمات من مخيلتها واستحضارها من الذاكرة العشوائية باستخدام العصف الذهني، دون الاعتماد على محاكاة رسومات من المواقع الإلكترونية.

 

اختتمت "عبد النبي" حديثها بالتأكيد على أن جلسات الورشة كافة تنتهي بعمل عرض للوحات ونقدها بأسلوب بناء لتحسين مستوى الرسم والتعلم من الأخطاء وتجنبها في الجلسة القادمة، ليظهر المنتج النهائي تطور مستوى الرسم لدى الأطفال.

جدير بالذكر أن قصور الثقافة تستضيف200 طفل بمحافظة دمياط، خلال أسبوع "أهل مصر" المشروع الرئاسي المعني بأبناء المحافظات الحدودية، يمثلون محافظات مطروح والوادي الجديد وأسوان وشمال وجنوب سيناء والشلاتين وحلايب وأبورماد "البحر الأحمر" والأسمرات "القاهرة"، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، ويقام بإشراف لاميس الشرنوبي رئيس إقليم القاهرة الكبرى الثقافي، بالتعاون مع إقليم شرق الدلتا الثقافي برئاسة أمل عبد الله، وفرع ثقافة دمياط برئاسة د. فادي سلامة، ويهدف المشروع لاكتشاف وتنمية مواهب أطفال مصر من أبناء المحافظات الحدودية ودمجهم بأقرانهم وتعريفهم بتاريخ بلدهم.