في ذكرى وفاته.. الأزهر للفتوى يحيي سيرة الشيخ عبد الحليم محمود

أخبار مصر

الشيخ عبد الحليم
الشيخ عبد الحليم محمود

في ذكرى وفاة الدكتور عبد الحليم محمود، الشيخ السادس والأربعين للأزهر الشريف السابق، نستذكر مسيرة هذا العالم الرائد. قدم الشيخ عبد الحليم إسهامات فاعلة في العلم والتعليم، وترك أثرًا بارزًا في الدعوة والإصلاح. كان له دور فعّال في تطوير المساجد وإحياء التراث الإسلامي. كتبه العديدة ومؤلفاته المتنوعة تعكس عمق معرفته وتأثيره في الفكر الإسلامي. في هذه الذكرى، يجدد الأزهر الشريف إجلاله وتقديره لمسيرة هذا العالم العظيم.

ونرصد في السطور التالية أهم معلومات عن الشيخ الراحل.

1/ متي ولد الشيخ عبد الحليم وكيف كانت نشأته ؟

 ولد  الشيخ عبدالحليم محمود بعزبة أبو أحمد قرية السلام، مركز بلبيس بمحافظة الشرقية في الثاني من جمادى الأولى لعام: 1328هـ، الموافق للثاني عشر من مايو لعام: 1910م، لأسرةٍ  مُحبّةٍ للعلم والأزهر الشريف.
.حفظ  القرآنَ والتحق بالأزهر الشريف، عام: 1923م، وحصل على الشهادة الثانوية في عام واحد؛ حيث كان النظامُ وقتئذ يسمح أن تُختصرَ المرحلة الثانوية في عام واحد، إذا كانت علوم الطالب ومعارفه تتخطى حدودَ المقرّرات في هذه المرحلة.

2/ما المسيرة مسيرته العلمية والعملية للشيخ ؟ 

•‏ حصل الشيخ على شهادة العالِمية سنة 1351هـ/ 1932م.

•‏ سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة؛ لاستكمال دراساته العليا، وحصل على الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية عن الحارث المحاسِبي سنة: 1359هـ / 1940م.

•‏ كان مُدرّسًا لعلمِ النفس بكلية اللغة العربية.

-ثم تم تعيينه أستاذًا للفلسفة بكلية أصول الدين سنة:1951م.
- عمادة كلية أصول الدين سنة: 1384هـ / 1964م.
- الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية.
- وكالة الأزهر الشريف 1970م.
- وزارة الأوقاف وشئون الأزهر.
- مشيخة الأزهر الشريف 1973م.

 3/كيف كانت جهوده الدعوية ؟

• اهتم خلال تولّيه وزارةَ الأوقاف بترميم وتجديد المساجد العتيقة والأثرية، كمسجد الصحابيّ الجليل سيدِنا عمرو بن العاص رضي الله عنه، وكلّف الشيخَ محمدَ الغزالي بالخطابة فيه، كما ضم عددًا من المساجد الأهلية إليها.

• استرد  أملاك الوزارة وأوقافَها من هيئة الإصلاح الزراعي، وأسند إدارتَها لهيئة الأوقاف التي أنشأها داخل الوزارة.

• قدم فضيلة الإمام عبدالحليم محمود خدماتٍ دعويةً جليلةً أثناء توليه مجمعَ البحوث الإسلامية، أهمها: وضعُ الهيكل التنظيمي والإداري الحديث لمجمع البحوث، وتخصيصُه المقرَّ الحالي للمجمع بمدينة نصر.

• عمل على تطوير مكتبة الأزهر وإمدادِها بالكتب والمؤلفات.

• توسّع في إنشاء المعاهد الأزهرية بمراحلها المختلفة، في أنحاء الجمهورية.

 ما أهم كتب شيخ الأزهر السابق وتصنيفها ؟

من أهم كتب الشيخ كتابٌ بيّن فيه منهجَه سمَّاه: «التوحيد الخالص»، أو «الإسلام والعقل» وقال عنه: (...وما فرحتُ بظهور كتابٍ من كتبي مثل فرحي يوم ظهر هذا الكتاب، لأنه من خلاصة تجربتي في حياتي الفكرية).

كما أثرى المكتبةَ الإسلاميةَ بعديدٍ من الكتب والمؤلفات في مجالات متعددة ربت على الستين مؤلفًا، منها ما كتب بالعربية، ومنها ما كتب بالفرنسية، مِن أهمها:

• موقف الإسلام من الفن والعلم والفلسفة.
• التفكير الفلسفي في الإسلام.
• منهج الإصلاح الإسلامي في المجتمع.
• أستاذ السائرين الحارث المحاسبي.
• الإمام الربانيّ الزاهد عبد الله بن المبارك.
• أوروبا والإسلام.
• فتاوى الإمام عبد الحليم محمود.
كما حقّق العديدَ من أمهات الكتب، مثل:
• لطائف المنن لابن عطاء الله السكندري.
• اللمع لأبي نصر السراج الطوسي.
• المنقذ من الضلال لحجة الإسلام الغزالي.
وترجم العديدَ من كتب الفلسفة اليونانية والأخلاق من الفرنسية إلى العربية، مثل:
• الفلسفة اليونانية أصولُها وتطورها لألبير ريفو.
• الأخلاق في الفلسفة الحديثة لأندريه كريسون.

 الشيخ وقضايا الأمة

من يتأملْ سيرةَ الشيخ رحمه الله يظهرْ له جليًّا عظيمُ بذلِه في خدمة الدعوة إلى الله في مصر وخارجها، وبيانُه الإسلامَ وأحكامَه وتعاليمَه في صورته السمحة الحكيمة خلال زيارته لدول العالم شرقا وغربا.

ومتابعتُه لكل ما يدور على ساحة عصره من قضايا تخصّ المسلمين في كل مكان، وإعلانُه المواقفَ الواضحةَ حيالها، بما يدعم استقرارَهم وسلامهم وإنصافَهم وحريتهم.

 4/متي وكيف كانت وفاة الإمام عبد الحليم محمود؟

بعد حياة زاخرةٍ بالعطاء والإصلاح في كل ميدان، وخدمةِ قضايا الإسلام في كل مجال؛ ختم الشيخُ حياتَه بزيارةٍ للأراضي المقدسة.

وفي صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 15 ذو القعدة 1397 هـ / 17 أكتوبر 1978م، عقب عمليةٍ جراحيةٍ أجراها؛ فاضت روح الشيخ إلى بارئها.

ويمكنُ لمن أراد الاستزادةَ عن حياة الشيخ، وخلاصة أفكاره، وتجاربه، ومنهجه الإصلاحي؛ أن يرجعَ إلى كتابه الرائع: «الحمد لله هذه حياتي».