كلمة أبو الغيط في افتتاح الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين في الرياض

عربي ودولي

أبوالغيط
أبوالغيط

ألقى السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة في افتتاح الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين والدورة الثامنة لندوة الاستثمارات الرياض 11 يونيو 2023.

وقال أبو الغيط، إنه لمن دواعي السرور أن أشارككم اليوم افتتاح أعمال الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين والدورة الثامنة لندوة الاستثمارات.. تحت شعار "التعاون من أجل الرخاء".. برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وأضاف: "اسمحوا لي أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمعالي المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح وإلى فريقه على جهودهم لحسن الإعداد لهذه الفعالية وحرصهم على التنسيق مع الأمانة العامة للجامعة وكافة الشركاء لإخراجها بالشكل اللائق..وأثني على كرم الضيافة وحسن الوفادة الذي أحاطتنا به المملكة منذ أن وطأت أقدامنا هذه الأرض الطيبة".

وأوضح أن استضافة المملكة العربية السعودية التي أذكّر من هذا المقام أنها تقود دفة العمل العربي المشترك للفترة القادمة منذ ترؤسها للقمة العربية بجدة... أقــول..إن استضافتها لهذه الفعالية تأتي استكمالا لجهودها الناجحة في احتضان أول قمة عربية صينية عقدت هنا في الرياض... وهي قمة أعطت مخرجاتها دفعة جديدة للتعاون العربي الصيني في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، بفضل رغبة الطرفين الصادقة في الارتقاء بالتعاون إلى رحاب أوسع... وأشكر جمهورية الصين الشعبية على ما تبديه من اهتمام دائم وحرص بالغ لتعزيز علاقات الصداقة والتبادل في جوّ من الاحترام والثقة.

وغنيّ عن البيان أن العلاقات العربية الصينية ممتدة عبر التاريخ وضاربة في أعماقه...فهي علاقات بين شعبين لهما حضارات  شهدت تبادلا مستمرا إلى اليوم.. وقد شكّل هذا التواصل رصيدا مشتركا من التفاهم، ورغبة قوية لدى الطرفين العربي والصيني للبناء عليه وتوسيعه إلى مجالات جديدة.. وها نحن اليوم نسهم في كتابة إحدى صفحات ذلك التعاون الذي أثق في أنه سيزداد متانة وثراء في ظل ما نلمسه من جهود ومبادرات مشتركة.

وفي هذا الشأن، أذكّر بأن آلية مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، التي نجتمع اليوم في سياقها، كانت أولى الآليات التي أنشئت في إطار منتدى التعاون العربي الصيني منذ إطلاقه في عام 2004... وقد ساهمت بشكل لافت في تعريف رواد الأعمال بفرص الاستثمار المتاحة، وعُقدت خلالها صفقات تجارية واستثمارية هامة أسهمت في تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية والصين.

كما تكتسب هذه الفعالية أهمية متزايدة في ظل ما نشهده من تداعيات سلبية لتباطؤ النمو العالمي وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية وما نتج عنها من تأثيرات على أسواق التكنولوجيا والمال والطاقة والغذاء... ونتطلع جميعا إلى مناقشات ثرية في جلسات هذا المؤتمر لاستشراف مستقبل الاستثمار والأعمال واستكشاف السبل المثلى لتعظيم الاستفادة من الفرص والإمكانات المتاحة لدى الجانبين العربي والصيني.

السيدات والسادة، إن فرص الاستثمار في المنطقة العربية كثيرة وواعدة، لكنها على النقيض من ذلك، ظلّت مستقطبا ضعيفا لرؤوس الأموال الأجنبية الواردة إليها مقارنة بمناطق جغرافية أخرى، حيث شهدت الأرقام المسجلة تأرجحا بين الصعود والنزول بسبب ما شهدته من أحداث وأزمات.

 وبالرغم من هذه المعطيات هناك مؤشرات إيجابية لتجاوز تلك العقبات في ظل ما نرصده من خطط تنموية طموحة أطلقتها الدول العربية...كما يتيح التعاون العربي الصيني فرصة ثمينة لاستقطاب التكنولوجيا ورؤوس الأموال والشركات الصينية للاستثمار في دولنا لا سيما في إطار مبادرة "الحزام والطريق" و"مبادرة التنمية العالمية" اللتين أطلقهما فخامة الرئيس الصيني السيد شي جينبينغ. 

السيدات والسادة، وعلى صعيد العمل العربي المشترك...وكما تعلمون، فقد اهتمت الجامعة العربية منذ عقود طويلة بموضوع تحسين مناخ الاستثمار العربي وخلق فضاء اقتصادي عربي موحد، فضلا عن جهودها لبناء شراكات مع التجمعات الإقليمية والاقتصادية الدولية ومنها هذا المنتدى...وأكتفي هنا بالإشارة إلى أمرين على سبيل المثال:

يتعلق الأول باعتماد  الدول العربية "الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال في الدول العربية".. والتي يجرى الآن إعداد المسودة الجديدة لها بالتعاون مع مؤسسة دولية ذات خبرة كبيرة في المجال.. وأغتنم هذه الفرصة لأشكر وزارة الاستثمار السعودية التي قدّمت للأمانة العامة للجامعة مساهمة  قيّمة لاستكمال إعداد الوثيقة المشار إليها. 

أما الأمر الثاني فيتعلق باستكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى العاملة تحت مظلة الجامعة العربية، حيث شهدت الفترة الأخيرة إحراز تقدم لافت نحو تحقيق سوق عربية مشتركة، وهو أمر من شأنه زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة للاستفادة مما تتيحه تلك المنطقة من مزايا وفرص واعدة.

ختامًا، أجدد شكري لكل من ساهم في الإعداد الجيد لهذا المؤتمر، وأتمنى أن يخرج بتوصيات وأفكار ومبادرات تعزز التعاون العربي الصيني.