كلمة رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية في الملتقى الرابع للإدارات الانتخابية العربية 

عربي ودولي

بوابة الفجر

ألقى السفير حسام زكي الأمين العام المساعد – رئيس مكتب الأمين العام جامعة الدول العربية، كلمة في الجلسة الافتتاحية للملتقى الرابع للإدارات الانتخابية العربية تحت عنوان: "الإعلام والانتخابات".

وقال: "أود في البداية أن أرحب بالحضور الكريم المشارك في فعاليات الملتقى الرابع للإدارات الانتخابية في الدول العربية، والذي يتناول في هذه الدورة موضوع "الإعلام والانتخابات"، وذلك استمرارًا لمسيرة تعاون مثمرة في مجال الشئون الانتخابية بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة خلال العقد الماضي، وهي مسيرة نحرص على استمرارها ونتطلع إلى تعزيزها".

يأتي عقد الملتقى في إطار متابعة تنفيذ قرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بتاريخ 13/9/2015 والذي رحب بعقد ملتقى موسع حول الانتخابات بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، تشارك فيه كافة الهيئات والإدارات الانتخابية العربية والمنظمات الإقليمية والدولية الرائدة في مجال الانتخابات.

وأضاف أن هذا الملتقى الرائد في مجاله استطاع أن يضع أساسًا راسخًا لتعاونٍ وتنسيقٍ بنَّاء بين الجهات المعنية بالعملية الانتخابية في الدول العربية، كما شكَّل فرصة لتبادل أفضل الممارسات واستلهام الأفكار فيما بينها؛ بما أسهم في تعزيز مختلف الخبرات ذات الصلة بالعملية الانتخابية، خاصة في ظل مشاركة المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بتطوير الممارسات الانتخابية المستقبلية في الدول العربية، وذلك من خلال تبادل الخبرات والممارسات، من داخل وخارج المنطقة، إضافة إلى تعزيز درجة الوعي والتفاهم بشأن المعايير والمبادئ الدولية ذات الصلة بالعملية الانتخابية في كافة مراحلها.

ولا تنفصل هذه الدورة عن الدورات الثلاث السابقة للملتقى، والتي عقدت في 2016 و2018 و2021 لمناقشة موضوعات انتخابية هامة مثل النظم الانتخابية وتسجيل الناخبين، إذ يأتي محور الملتقى هذا العام ليتناول جانبًا مؤثرًا وفاعلًا في العملية الانتخابية.. وهو الإعلام والانتخابات.

السيدات والسادة، إن الإعلام يُعد شريكًا مؤثرًا على نحو جوهري على مُجريات العملية الانتخابية عبر مراحلها المتعددة، كما أنه يتصل اتصالًا وثيقًا بسلوك أطراف وشركاء العملية الانتخابية لما له من مساهمة ترسخ شفافية ومصداقية الانتخابات ونزاهتها.

وغني عن البيان أن دور الإعلام في الانتخابات في عصر التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي شهد تغيرات متلاحقة، ليس كلُها إيجابيًا. فبرغم الفرص التي وفرتها هذه التكنولوجيا الحديثة لتطوير العملية الانتخابية، وإسباغ درجة أعلى من الشفافية على كافة مراحلها، وإتاحة قدر أكبر من المعلومات لجمهور الناخبين حول المرشحين وبرامجهم.. أقول برغم هذه النواحي الإيجابية، فإن بعض التجارب في السنوات الأخيرة تشير إلى أدوار غير حميدة يُمكن أن توظف التكنولوجيا الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي للقيام بها على نحو ينزع المصداقية عن العملية الانتخابية أو يقوض الثقة في نزاهتها وعدالتها.. وهي اتجاهات تتعين دراستها على نحوٍ مستفيض، وبما يُحصن التجارب الانتخابية في دولنا من هذه المشكلات المُستجدة.

ولا شك أن مساهماتكم في إثراء النقاش من خلال مشاركة وتبادل الخبرات الانتخابية المختلفة في هذا المجال ستحقق الاستفادة القصوى من عقد الملتقى، للوقوف على سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الإدارات الانتخابية العربية في تنظيم ومراقبة دور الإعلام -التقليدي والرقمي على حد سواء- في الانتخابات؛ الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في تعزيز قدرات الإدارات الانتخابية على التعامل مع المشهد الإعلامي المتغير خلال مختلف مراحل العملية الانتخابية.

وأود أن أغتنم هذه المناسبة لأؤكد تقدير الجامعة للجهود المبذولة والدعم المستمر من جانب شركائنا في الأمم المتحدة على مدار الأعوام الماضية، والذي مهد الطريق لإقامة شراكة انتخابية بنّاءة طويلة الأمد. وقد ترسخت هذه الشراكة من خلال الأنشطة المتنوعة، ومن ضمنها التنظيم الدوري لهذا الملتقى، وأنني على يقين بأننا سنواصل الجهود لإنجاز المزيد من الأنشطة المشتركة وتبني المبادرات المثمرة بغية تعزيز التعاون في المجال الانتخابي في المنطقة العربية مستقبلًا.

وختامًا، أتمنى لجميع المشاركين، سواء بالحضور أو بمتابعة أعمال الملتقى عن بُعد، التوفيق والخروج بتوصيات ومبادرات خلاقة تساهم في التعامل الجاد مع التحديات التي تواجه العمليات الانتخابية في المنطقة العربية، بما يعزز من مصداقيتها ونزاهتها وعدالتها، ومقبولية نتائجها لدى جميع الأطراف.