"عمره 1200 عام".. اكتشاف أثر يحمل اسم عربي نادر بقرافة الشافعي

أخبار مصر

الشاهد الأثري
الشاهد الأثري

أنقذ حسام عبد العظيم مؤسس مبادرة شواهد مصر شاهد قبر أثري يحمل اسم عربي نادر وهو «غير مسجل» بالصدفة داخل منطقة الإزالات في قرافة الإمام الشافعي يوم الأحد 28 مايو الماضي وتم تسليمه إلى المجلس الأعلى للآثار، وجاء ذلك في إطار مبادرة «توثيق وإنقاذ الآثار غير المسجلة في حيز مشروع توسعة طريق صلاح سالم» تحت مظلة مبادرة «شواهد مصر» للحفاظ على تراث مصر. 

«عمره 1200 عامًا» اكتشاف أثر نادر يحمل اسم عربي نادر بقرافة الشافعي 

وقال عبد العظيم في تصريحات خاصة إلى بوابة الفجر الإلكترونية، إنه بمساعدة الدكتور مصطفى الصادق وهو أحد العاشقين للتراث المصري، استطاع إنقاذ هذا الشاهد الأثري والمكون من قطعة واحدة من الرخام به كسر في الأسفل ومكتوب بالخط الكوفي البسيط دون نقاط ومنفذ بالحفر البارز في عشرة 10 أسطر. 

وبالتواصل مع الدكتور فرج الحسيني أستاذ النقوش والكتابات الأثرية جاءت قراءة الشاهد كالتالي: 

1- بسم الله الرحمن الرحيم 

2- هذا ما يشهد به

3- انشراق/ف(؟) ولد اسمعيل 

4- بن موسى بن مرداس 

5- يشهد الا اله الا الله 

6- وحده لا شريك له وأن 

7- [محمد]ا عبده ورسو 

8- [له صلى الله] عليه وسلم 

9- [..................] ذي الحجة 

10- [..........................] ه" 

والشاهد في غاية الأهمية وصاحبه اسمه إنشراق (أو إنشراف؟) ولد إسماعيل بن موسى بن مرداس، ولأن الخط كوفي غير منقوط فيصعُب على الباحثين التأكد إن كان الحرف قاف أو فاء، وأنه توفى في شهر ذي الحجة، وبدراسة الشاهد وخطّه الكوفي وعمل دراسة مقارنة بينه وبين شواهد أخرى لشكل الأحرف ونهاياتها من قِبَل الدكتور الحسيني أرخه بين عام ٢٢٠ إلى ٢٥٠ هجرية عصر عباسي وقبل بداية عصر الدولة الطولونية. 

وبذلك يكون عمر الشاهد ما بين ١١٩٤ لـ ١٢٢٤ عامًا هذا غير أن إنشراق أو إنشراف هو اسم نادر وهو لِرَجُل وذكر كلمة "وَلَد" بدلًا من "بن" في (إنشراق ولد اسمعيل بن موسى) تعني أن إنشراق ابن إسماعيل من جارية أو ما ملكت يمينه، هذا غير أن ذكر إسم "مرداس" هو أول ذكر على الآثار التي ترجع لهذا العصر حتى الآن (؟). 

وما يجعل هذا الشاهد كشف تاريخي هام أنه أول أثر يتم إكتشافه به إسم قبيلة "مرداس" (؟) وهي بطن من بطون العرب، وبعد الرجوع للدكتور أحمد جمعة مؤلف كتاب "القبائل العربية في مصر، مدافنهم وخططهم وآثارهم بالقرافتين وسفح جبل المقطم" بالبحث والتدقيق لم نجد ذكر في التاريخ -وليس الآثار- غير اسمان لسيدتان من نسل الصحابي الجليل العباس بن مرداس قد توفوا في مصر، وبعد الرجوع للمتخصصين الدكتور فرج الحسيني والدكتورة غادة عبد المنعم وأبو العلا خليل وعبد الكريم موسى لم نجد أي ذكر آخر تاريخي لقبيلة مرداس في نفس الفترة الزمنية في مصر. 

وهذا ما يجعل الشاهد من أهم ما تم اكتشافه وإنقاذه حتى الآن لأنه ذكر اسم لم نكتشفه من قبل على الآثار من نفس عصر الاكتشاف، وبهذا الكشف الأثري الهام نكون قد أضفنا تاريخًا جديدًا غير معلوم لحقب التاريخ المصري. 

ويؤكد الكشف أن قرافات القاهرة التاريخية مليئة بكنوز الآثار غير المسجلة وأن ما يخطط الآن لعمل محاور أخرى داخلها يستلزم عمل "حفائر إنقاذ" من قِبَل وزارة السياحة والآثار، لتوثيق كافة الآثار غير المسجلة الواقعة داخل حيز المشروع ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث وآثار لا يمكن تعويض خسارتها بأي حال من الأحوال.