ما هو مصير الإخوان المقيمين في تركيا بعد التقارب المصري مع أنقرة؟.. خبراء يُجيبون

تقارير وحوارات

‏عودة العلاقات بين
‏عودة العلاقات بين مصر وتركيا

مصير مجهول ينتظر الإخوان، في ظل رغبة النظام التركي تحسين العلاقات مع مصر، وبخاصة عقب فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة.

واتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء، وذلك بعد يوم على فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية التركية.

فيما اتفق وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره التركي هاكان فيدان، الأحد الماضي، على أهمية المضي قدما بمسيرة استعادة كامل العلاقات بين البلدين، وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري مع نظيره التركي.

مصير الإخوان

يقول رئيس منتدي الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية سمير غطاس " إن رفض حكومة أردوغان تجنيس قائمة تضم أكثر من 100 من عناصر الإخوان بينهم عناصر من دول عربية أخرى بخلاف مصر، جاءت كخطوة اولى من أردوغان في سبيل اعادة العلاقات مع الدول العربية من جديد".

وأوضح "غطاس" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن أردوغان شخصية براجماتية يفعل كل شيء من أجل مصلحته فقط، ونظرًا لأنه رأي علاقته بالإخوان لن تفيده بدء بالانسحاب تدريجيًا، ويعد رفض اعطاء غنيم الجنسية في هذا التوقيت عملية رابحة بيد النظام التركي المقدم على خوض مرحلة أكثر تطورًا في سياق تطبيع العلاقات مع مصر، نظرًا إلى شهرة الرجل كصوت صارخ في إثارة الشغب ليس فقط ضد النظام المصري ورموزه بل ضد السعودية والإمارات حيث يترأس وجدي غنيم قوائم الإرهاب لتحريضه على ارتكاب أعمال إرهابي".

وكشف غطاس: " أنه لم يكن هناك فرصة أمام تركيا سوى رفض منح وجدي غنيم الجنسية وتوفير ملاذ آمن له في إسطنبول، حيث يعد أحد أكثر رموز الإخوان إثارة للجدل بسبب فتاوى التكفير والتحريض والاغتيال السياسي التي أطلقها ضد رموز مصرية، في مقدمتها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي".

و يعمل أردوغان جاهدًا منذ عام ونصف على مصالحة الدولة المصرية، رغم كل الدلائل والمؤشرات الواضحة وعلى رأسها إغلاق معظم منصاتها الإعلامية، وطرد بعض إعلامييهم، بل وطرد بعض قادتهم أو القبض عليهم لمخالفتهم تعليمات عدم مهاجمة الدولة المصرية ونظامها.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد أدرجت وجدي غنيم المحكوم عليه غيابيًا بالإعدام منذ عام 2017 بقائمة الإرهاب في فبراير الماضي، ويترتب على ذلك مصادرة أمواله وسحب جواز سفره أو إلغاؤه.

سياسة أردوغان

 قال الخبير في شؤون الجماعات حسام الحداد "لا بد أن نعترف ببراجماتية أردوغان إنه يفعل الشيء وعكسها على حسب مصلحته فكان دائما يدافع عن القضية الفلسطينية ويعلي الصرخات والاقاويل عن حق الشعب الفلسطيني ونجده على الجانب الآخر يتحالف مع الشركات الإسرائيلية حتى أنها المسيطرة على الدفاع الجوي التركي بالإضافة للاستثمارات الإسرائيلية الكبيرة في تركيا.

وأوضح الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية في تصريحات خاصة لـ "الفجر": "يسلك أردوغان نفس المسلك مع جماعة الإخوان الإرهابية وعندما يتعلق الأمر لمصلحته الشخصية ومصلحة حكمه ابتعاده عن الجماعة الإرهابية".

‏وأضاف الحداد "أنه منذ بداية عودة العلاقات بين مصر وتركيا أردوغان يتعامل بشكل براجماتي حيث رفض تجديد الإقامة لبعض المقيمين في تركيا واخرهم الهارب وجدي غنيم فقد رفض إعطاءه الجنسية رغم أنه تحايل على الموضوع اكثر من مرة وأخيرا تم رفض إقامة 150 إخواني داخل الأراضي التركية وتلقوا أخطار بضرورة مغادرة البلاد خلال أسبوع واحد أو اثنين وهذا ما يؤكد أن أردوغان شخص براجماتي في سياسته العامة ولو تتبعنا هذا الأمر نجد أن هناك العديد من العلامات التي تؤكد سياسة أردوغان".

الإخوان لديهم ملاذ في أوروبا

‏قال الدكتور منير أديب الخبير في شؤون الجماعات، "إن الإخوان قاموا بتوفير ملاذ آمن في حال حدوث تحالف بين القاهرة وأنقرة وظهر ذلك عندما رفضت أردوغان أعطي الجنسية التركية للهارب وجدي غنيم".

‏وفي تصريحات خاصة لـ "الفجر"، قال منير اديب "إن الإخوان قاموا بتوفير العديد من الملاجئ الآمنة لهم في آسيا وإفريقيا وأيضا في أوروبا وخاصة في شرق أوروبا في البوسنة والهرسك حتى يستطيعون القيام بأعمالهم بشكل منفتح وعلى نطاق أوسع".