تعرف على مظاهر وطقوس الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في الجزائر

منوعات

طقوس وتقاليد عيد
طقوس وتقاليد عيد الأضحى المبارك ب الجزائر

يعتبر عيد الأضحى في الجزائر من أهم المناسبات الدينية، خاصة وأنه يأتي مع أداء شعيرة عظيمة وهي الحج، ليحظى المسلمون بمشاركة الحجاج فرحتهم بتمامهم فريضة الحج، فتملأ أجواء العيد الفرح والسرور والتكافل بين أفراد المجتمع الواحد.

وبحكم تغير الظروف المعيشية بالجزائر في العقدين الأخيرين، ونتيجة لزيادة عدد السكان باتت العمارات السكنية الأكثر انتشارا، ومعها تراجعت بعض العادات القديمة التي كانت تتطلب منازل كبيرة.

احتفالات ب العيد الأضحى المبارك ب الجزائر 

ترصد بوابة “الفجر” الإلكترونية،في إطار الخدمات التي تقدمها لقرائها ومتابعينها لحظة بلحظة على مدار الساعة،كل ما تريد معرفته عن طقوس وإحياء العيد الأضحى المبارك  واحتفالات ب الجزائر 

إذ يلجأ كثير من الجزائريين إلى نحر الأضاحي في ساحات العمارات، أو في شرفات المنازل، ومع ذلك يتمسك أهل هذا البلد العربي بتلك الأجواء الروحانية والحميمية في يوم ليس كسائر الأيام.

وللجزائريين عادة تلي  عملية نحر الأضحية، إذ أن أول ما يأكله رب المنزل هو قطعة من كبد الأضحية.

وتتقاسم المرأة والرجل في يوم عيد الأضحى "تعب العيد"، فإذا كان الرجل نتيجة ذبح الأضحية وسلخها، فإن للمرأة الجزائرية دورا لا يقل، إذ تتهيأ النسوة قبل يوم العيد، بتجهيز الأواني الخاصة بلوازم الأضحية.

وبعد نحر الأضحية، تكون جاهزة لمرحلة غسل كل ما يتم استخراجه من الخروف، من أمعاء ومعدة وكبد.

طقس "هالة العيد" في عيد الأضحى ب الجزائر 

هالة العيد

طقوس الجزائريين في عيد الأضحى تبرز أيامًا قبل ذلك، وتحديدا من يوم شراء الأضحية، خصوصًا لتلك العائلات التي تفضل إحضاره إلى المنزل قبل أسبوع أو أكثر عن يوم العيد، فتبدأ معه فرحة الأطفال.

وليلة العيد، للجزائريين عادة لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، وهي تخضيب رأس الخروف بالحناء، وهناك من يخضب حتى ذيله وخروفه، وهي تعني في عادات أهل الجزائر "البركة"، أي لأن تكون الأضحية مباركة.

ومن بين عادات الجزائريين المميزة في "العيد الكبير" المرتبطة باستهلاك اللحم بعد التصدق بجزء منه، حيث يتم تقسيمه إلى يومين.

أكلات مشهورة في عيد الأضحى ب الجزائر 

ومن بينها "البوزلوف" وهو رأس الأضحية، و"البكبوكة" و"العصبانة"، أما غداء اليوم الأول من عيد الأضحى عند الجزائريين فيكون في العادة "كسكسي" باللحم الأحمر، أو "الشخشوخة".

واعتبارا من اليوم الثاني للعيد، يشرع الجزائريون في أكل لحم الأضحية، وهو اليوم الذي يسمى في بعض المناطق بـ "المعازيم"، ويبدأ من الشوي إلى مختلف أنواع الأكلات الجزائرية التقليدية.

عيد الاضحى في الجزائر
إحياء طقوس العيد الأضحى ب الجزائر 

 

وتكثر العزائم في أيام عيد الأضحى، حتى إن هناك عادة قديمة عند أهل الجزائر وهي إهداء بعضهم البعض قطعًا من اللحم، وتكون أيضا مناسبة للمات العائلية على الشواء في أجواء من الفرح والمرح.

أما اليوم الثالث، فهناك عادة أيضا قديمة وهي تجفيف جزء من لحم الأضحية باستعمال الملح، وعائلات أخرى تضيف الفلفل الأحمر، ثم يترك تحت أشعة الشمس حتى يجف لتخزينه لفصل الشتاء واستعماله في أكلات تقليدية، ويسمى بـ "الكديد" أو "الخليع".

ومن بين العادات القديمة التي لازال يتمسك بها أهل هذا البلد العربي، هو إهداء خطيبة الابن "فخذ الأضحية" في ثاني أيام العيد، دلالة في الموروث الجزائري على "أنها أصبحت فردا من عائلة زوجها المستقبلي".

إقرأ أيضًا… فضل قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر 

الحناء رمز الأضحية الجزائرية 

تزين العائلات الجزائرية جبين أو ظهر أضحيتها ليلة العيد بالحناء، حيث تضع الأمهات أو الجدات الحناء للأطفال وللكبش الذي يعتبرونه فردا مميزا منهم، وهذه العادة توارثت عن الجدّات، حيث يرافق أطفال العائلة الأم أو الجدة التي ستقوم بوضع الحناء للأضحية، كما يتم التقاط العديد من الصور لترسيخ هذه الأجواء البهيجة.

لا عيد دون عصبان وبوزلوف

رغم اختلاف العادات والتقاليد عبر الوطن، إلا أن المتفق عليه غالبا هو أن يتم الإفطار يوم العيد بطبق الكبدة مع السلطة والبطاطا المقلية، بعدها يتوجه الرجال لزيارة الأقارب ومساعدتهم في بعض الحالات، في حين تلتزم النسوة بالمطابخ لتهيئة البوزلوف وهو (لحم رأس)، حيث يتم تنظيف الرأس والأرجل على النار ويستحسن نار للحطب لأنها تساعد كثيرا على إزالة الصوف، يتم غسله ويقطع إلى أطراف مختلفة ثم تتم تغليته في الماء مع الملح والثوم والتوابل حتى ينضج، وبعدها هناك من يعيد إدخاله للفرن بعد تتبيله بتوابل خاصة به، وهناك من يفضل صنع مرق به والكل له الاختيار، أما الطبق الآخر الخاص بهذا اليوم والذي تتنافس السيدات في تحضيره فهو طبق العصبان، وهو عبارة عن مزيج من أحشاء الأضحية من أمعاء ورئة يتم تقطيعها إلى مكعبات صغيرة وتضاف إليها التوابل والبقدونس وكمية من الحمص، ثم تمزج وتملأ بها أكياس صغيرة يتم تحضيرها من الكرش بإخاطتها إلى أكياس صغيرة، وبعدها يعاد غلقها بالخيط ثم يتم طهيها في المرق، في حين تفضل بعض العائلات تحضير طبق “البكبوكة” بدل العصبان، ويتم تحضيره بنفس المكونات إضافة إلى القرعة والطماطم.

الأضحية وثلث الفقراء 

يقوم الجزائريون امتثالا لتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم بتقسيم الأضحية إلى ثلاث حصص، حيث يخصص ثلث لأهل البيت وثلث للضيوف وثلث للفقراء والمساكين، وهي العادة التي دأب الجزائريون على القيام بها والتي تزيد من التواصل والتلاحم والتكافل الذي يوصي به ديننا الحنيف.