كم تبلغ أضرار احتجاجات فرنسا حتى الآن؟

تقارير وحوارات

احتجاجات فرنسا
احتجاجات فرنسا

تصدرت احتجاجات فرنسا محركات البحث، وذلك بعدما زادت موجة الغضب في الشارع الفرنسي جراء مقتل الشاب نائل المرزوقي علي يد قوات الشرطة.

هذا الأمر دفع السلطات الفرنسية بوقف حركة وسائل النقل العام في وقت مبكر من مساء الجمعة، وذلك في محاولة يائسة لاستعادة النظام بعد أن أضرم مثيرو الشغب النار في عدد من المباني والسيارات في ثالث ليلة من الاضطرابات التي اندلعت بعد مقتل مراهق برصاص أحد أفراد الشرطة.

الاحتجاجات تتخطى نطاق باريس
واندلع العنف في مرسيليا وليون وباو وتولوز وليل وبعض أنحاء منطقة باريس ومنها نانتير، التي تسكنها الطبقة العاملة، حيث قُتل نائل (17 عاما)، وهو من أصل جزائري-مغربي، برصاص الشرطة يوم الثلاثاء.
ورصدت  كاميرا في إحدى إشارات المرور، شكاوى قديمة من أصحاب الدخل المنخفض والأعراق المختلطة بأن الشرطة تمارس العنف والعنصرية الممنهجة داخل أجهزة إنفاذ القانون.

إلغاء فعاليات عامة

وحظرت السلطات تنظيم مظاهرات عامة كانت مقررة أمس الجمعة في مدينة مرسيليا جنوب البلاد، ثاني أكبر مدينة في فرنسا، وطلبت من المطاعم إغلاق ساحاتها الخارجية المخصصة لتناول الطعام مبكرا، مضيفة بأن جميع وسائل النقل العام ستتوقف اعتبارا من الساعة السابعة مساء.

بؤرة نانتير الساخنة
 

أظهرت مقاطع مصورة ليلا، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اشتعال النيران في حدائق بالمدن في جميع أنحاء البلاد، وفي ترام بمدينة ليون بشرق البلاد، وفي 12 حافلة داخل مرأب في أوبيرفيلييه بشمال باريس.

وفي نانتير على مشارف العاصمة، أضرم محتجون النار في سيارات وأغلقوا الشوارع وألقوا مقذوفات على الشرطة بعد وقفة احتجاجية سلمية في وقت سابق لتأبين الشاب.

وقالت شرطة باريس إنه جرى اقتحام متجر لبيع الأحذية تابع لشركة نايكي في وسط باريس وإنها ألقت القبض على عدة أشخاص بعد تحطيم نوافذ متجر في شارع رو دي ريفولي.

وقال مصدر لرويترز إن العديد من المتاجر تعرضت للنهب في جميع أنحاء البلاد.

وشدد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على أهمية أن تكون التجمعات سلمية، داعيًا السلطات الفرنسية إلى ضمان أن يكون استخدام الشرطة للقوة وفقا لمبادئ الشرعية والضرورة والتناسب وعدم التمييز.

التحقيق مع الشرطي المتهم
 

وخضع رجل الشرطة، الذي قال الادعاء العام إنه اعترف بإطلاق رصاصة قاتلة على الشاب القاصر، الخميس؛ لتحقيق رسمي بتهمة القتل العمد وهو محبوس احتياطيا الآن.

وقال محاميه لوران فرانك لينار لقناة (بي.إف.إم) التلفزيونية إن موكله صوب على ساق السائق لكنه ارتطم بشيء مما جعله يصوب النار على صدر الشاب. وأردف قائلا "بكل تأكيد أن (رجل الشرطة) لم يرغب في قتل السائق".


اجتماع طارئ

ألغى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، مؤتمرا صحفيا في بروكسل وغادر القمة الاوروبية عائدا إلى باريس حيث سيترأس خلية ازمة بشأن الاحتجاجات الجارية في فرنسا منذ أيام عقب مقتل شاب برصاص الشرطة الفرنسية.

وفي وقت سابق الجمعة، أفادت وسائل إعلام فرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيعقد اجتماع أزمة جديدا بعد ليلة ثالثة من الاحتجاجات وأعمال الشغب في العاصمة لفرنسية.

ونقلت قناة "بي.إف.إم" التلفزيونية عن الإليزيه قولها إنه من المنتظر أن يعقد الرئيس الفرنسي، في وقت لاحق اليوم الجمعة، اجتماعا طارئا جديدا للحكومة بعد اندلاع أعمال شغب لليلة الثالثة على التوالي في مختلف أنحاء البلاد احتجاجا على "مقتل نائل" برصاص الشرطة في وقت سابق من الأسبوع.
وأضافت القناة التلفزيونية أن الاجتماع سيعقد في الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة


فرض حالة الطوارئ

وفي باريس، قالت الحكومة الفرنسية إنها لا تستبعد فرض حالة الطوارئ لمواجهة اعمال العنف، فيما قال الإليزيه إنه سيتم اتخاذ كل القرارات اللازمة لضبط الامن في البلاد.

ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن رئيسة الحكومة إليزابيت بورن تعليقها حول إمكانية فرض حالة الطوارئ بسبب احتجاجات، قائلة: "كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة لعودة استتباب الأمن في البلاد".

وقالت إليزابيت بورن إن اجتماع الحكومة الطارئ الذي دعا ماكرون لعقده في وقت لاحق اليوم الجمعة سيتناول "جميع الخيارات" لاستعادة النظام.

وأضافت بورن للصحفيين خلال زيارة لإحدى ضواحي باريس "الأولوية لضمان الوحدة الوطنية، والسبيل الوحيد لذلك هو استعادة النظام".


مراسم جنازة الشاب نائل 
 

تقام السبت مراسم جنازة الشاب البالغ 17 عاما الذي قتل برصاص شرطي فرنسي، بعد تواصل أعمال الشغب لليلة الرابعة على التوالي مع أعمال نهب ومواجهات في أرجاء فرنسا تخللها توقيف نحو ألف شخص.


بيان نقابات الشرطة
 

قالت نقابات الشرطة في بيان إنه و"في مواجهة هذه الجحافل الوحشية، لم يعد طلب الهدوء كافيا، عليك أن تفرضه!".

وأضافت "يجب أن تكون استعادة النظام الجمهوري وإبعاد المعتقلين عن طريق الأذى هي الإشارات السياسية الوحيدة التي يجب تقديمها".

وتابعت قائلة "في مواجهة مثل هذه الانتهاكات، يجب على عائلة الشرطة إظهار التضامن"، مشيرة إلى أن "عناصر الشرطة مثل غالبية المواطنين لم يعد بإمكانهم تحمل إملاءات هذه الأقليات العنيفة".

وأردفت قائلة: "الآن ليس وقت العمل النقابي، ولكنه وقت الكفاح ضد هؤلاء الضارين.. الاستسلام وإرضاؤهم من خلال إلقاء الأسلحة ليست حلولا نظرا لخطورة الموقف.. يجب وضع كل السبل لاستعادة سيادة القانون في أسرع وقت ممكن".

وأوضحت بالقول إنه "بمجرد أن نتعافى.. نعلم بالفعل أننا سوف نعيش مرة أخرى هذه الفوضى التي نعاني منها منذ عقود".

وأوضح البيان أن شرطة التحالف الوطنية والاتحاد الوطني للنقابات العمالية المستقلة ستتحمل مسؤولياتها، وتحذر الحكومة الآن من أنه في النهاية، سنكون في العمل ودون اتخاذ تدابير ملموسة للحماية القانونية للشرطة والاستجابة الجنائية الملائمة وما يترتب على ذلك من توفير وسائل.

واختتمت البيان بالقول إن "الشرطة اليوم في معركة لأننا في حالة حرب.. غدا سنكون في المقاومة وعلى الحكومة أن تدرك ذلك".

 

أضرار احتجاجات فرنسا 
 

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، السبت، اعتقال 994 شخصًا بعد ليلة رابعة من الاحتجاجات في جميع أنحاء فرنسا.

وذكرت الداخلية الفرنسية أنه تم الإبلاغ عن 2560 حريقًا على الطرق العامة مع إحراق 1350 سيارة و234 حادثة أضرار أو حريق في المباني.


وأضافت أنه أصيب 79 من رجال الشرطة والدرك بجروح، لافتة إلى وقوع 58 هجوما على مراكز الشرطة والدرك.

ووقع انفجار مساء الجمعة في ميناء مرسيليا القديم دون أن يسفر عن أي إصابات، حسب قناة BFMTV المتعاونة مع CNN نقلا عن الشرطة لكن دون إعطاء تفاصيل عن طبيعة الانفجار.