توقف بهم الزمن عند الكيلو 65.. حكاية "أسرة بني سويف" ضحية حادث طريق الضبعة

محافظات

موقع الحادث
موقع الحادث

في تمام العاشرة صباحًا لملمت أسرة المحامي "ياسر جلال عبد المجيد" أمتعتها للعودة من إجازة المصيف بمرسى مطروح، للعودة إلى محل سكنها بشارع البشري بمدينة بني سويف، ولكن لم تكن تعلم الأسرة أنها رحلة إلى الآخرة.

 

استقلت الأسرة المكونة من 6 أفراد "زوجين و4 أبناء" سيارتها الملاكي متجهة إلى بني سويف، وبعد أن قطعت السيارة 350 كم تقريبًا، وبالتحديد عند الكيلو 65 بطريق الضبعة الصحراوي توقفت عقارب الساعة عند الواحدة ظهرًا لتعصف بأسرة كاملة، عندما أصطدمت سيارتهم بسيارة نقل ثقيل متوقفة في حادث وصفه شهور العيان بـ "المأسوي".

 

هرع سائقو السيارات وآخرون تصادف وجودهم على الطريق إلى مكان الحادث، ليفاجأوا باختفاء الجزء الأمامي للسيارة التي زحفت أسفل السيارة النقل بداخلها الأسرة بالكامل، البعض بادر بالاتصال بأرقام هواتف الإسعاف والنجدة، وآخرون حاولوا إنقاذ الأسرة، باستخراج السيارة ومحاولة فك الأبوابها والسقف لإخراج الضحايا التي التصقت أجسادهم بالسيارة من الداخل.

 

ومع وصول شرطة النجدة مدعمة بسيارات الإسعاف والمطافي إلى موقع البلاغ، حاول الجميع المساعدة لإنقاذ ما تبقى من الأسرة، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، ليكتشف الجميع أن "الزوجين و3 من أبنائهما" لفظوا أنفاسهم الأخيرة، بينما أصيب الابن الأخير بإصابات بالغة تشير إلى أنه يتبقى في عمره ساعات ليلحق بباقي أفراد الأسرة.

 

حيث تبين وفاة الزوج "ياسر جلال عبد المجيد" 49 عامًا، محام، وزوجته "هدى عبد المنعم أحمد" 47 عامًا، موظفة بأحد المصانع الخاصة ببني سويف، وابنائهما "محمد ـ 18 عامًا" و"فاطمة ـ 16 عامًا" و"ندى ـ 14 عامًا" ونقلت سيارات الإسعاف جثامينهم إلى مشرحة مستشفى الحمام، بينما أصيب الابن الأصغر "جلال ـ 11 عامًا" بنزيف بالمخ وكسر بقاع الجمجمة، قبل أن نقله إلى مستشفى وادي النطرون التخصصي لتلقي العلاج اللازم، وتم إحتجازه بالعناية المركز بالمستشفى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، صباح اليوم، متأثرًا بإصابته

 

وبالعودة إلى محافظة بني سويف ـ محل إقامة ضحايا ـ فقد خيم الحزن والأسى على المحافظة بالكامل، فور نشر خبر الحادث بالمواقع الإخبارية وتداولته صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ليترحم الجميع عليهم، داعين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم عائلتهم وأصدقائهم ومحبيهم الصبر على مصابهم الجلل، والدعاء بالشفاء للطفل المتبقي من أسرة راحت جميعها ضحية للحادث المأسوي.

 

عائلة الأسرة الضحية وأقاربهم تقاسموا فيما بينهم، بعضهم توجه إلى مستشفى الحمام لإنهاء إجراءات استصدار تصاريح الدفن للضحايا الخمسة، والبعض الآخر توجه إلى مستشفى وادي النطرون التخصصي للاطمئنان على الطفل المصاب، بينما مكث آخرون لتجهيز مدافن العائلة وتهيئتها لاستقبال الأسرة، بعد اداء صلاة الجنازة عليهم.

 

وفي صباح اليوم التالي للحادث تجمع المئات من أهالي مدينة بني سويف، أمام مسجد الأباصيري بوسط المدينة للمشاركة في أداء صلاة الجنازة على الضحايا وتشييعهم لمثواهم الأخير، ومع التاسعة صباحًا وصلت جثامين الضحايا في 5 نعوش بسيارة إسعاف توقفت لأقل من نصف ساعة أمام المسجد لأداء صلاة الجنازة وسط حالة من الحزن انتابت جموع الحضور، حتى طالت المارة والمترددون على المنطقة الحيوية، ممن سمعوا على الحادث المأسوي.

 

وبعد مرور أقل من ثلاثة أيام فشلت محاولات إنقاذ الابن الأخير، ليلفظ أنفاسه الأخيرة داخل وحدة العناية المركزة بمستشفى وادي النطرون التخصصي، ليلحق بأسرته، ويكتب الحادث نهاية أسرة كاملة مكونة من 6 أفرد "زوجين وابنين وابنتين" راحوا ضحية حادث مأسوي في نهاية تدمي القلوب وتقشعر لها الأبدان، ويتوجه أقارب وأصدقاء الأسرة المنكوبة إلى المستشفى للحصول على تصريح الدفن ولم شمل الطفل بأسرته من جديد، لكن تلك المرة تحت الثرى.

 

وقال محمد الدلاش، تاجر، صديق الأب المتوفي، إن صديقه كان يعمل محاميًا بينما زوجته كانت تعمل بأحد المصانع الخاصة، ومنذ أسبوع تقريبا توجهوا بأولادهم الأربعة، لقضاء إجازة المصيف بمرسى مطروح، وأثناء عودتهم كان يقود هو السيارة وبجانبه زوجته، بينما جلس أبنائهم الأربعة بالمقعد الخلفي.

 

وتابع: "أثناء قيادته السيارة فوجئ بسيارة نقل ثقيل متوقفة بالطريق فأصطدم بها من الخلف وزحفت سيارته أسفل السيارة النقل ما تسبب في وفاته وزوجته وثلاثة من أبنائهم بمكان الحادث، بينما أصيب الابن الأصغر بإصابات خطيرة توفي على أثرها بعد 3 أيام من تشييع جثامين والديه واشقائه، ليلحق بهم متأثرًا بإصابته، وجارٍ إنهاء إجراءات نقل جثمانه إلى بني سويف لاداء صلاة الجنازة ودفنه بمقابر العائلة.