الدنمارك والسويد.. هل تقف جهات مشبوهة وراء حملات حرق وتدنيس القرآن؟

تقارير وحوارات

الدنمارك والسويد..
الدنمارك والسويد.. هل تقف جهات مشبوهة وراء حملات حرق المصحف

من يقف خلف وقائع حرق المصحف في عدد من الدول الأوروبية، سؤال باتت الإجابة عنه أمرا ملحا، وهل هذه الوقائع الخاصة بحرق القرآن فردية أم منظمة وتقف خلفها منظمات معادية للإسلام؟.

حرق المصحف في السويد

تكررت وقائع حرق المصحف الشريف في السويد أكثر من مرة خلال العام الجاري رغم التنديدات والرفض العربي والإسلامي الواضح لما يحدث.

ورغم أن هذا الأمر يؤجج مشاعر نحو 2 مليار مسلم حول العالم إلا أنه يحدث بلا توقف، وبحسب ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس" فإن أحدث واقعة لتدنيس المصحف، يوم الخميسة الماضي، بواسطة عدد محدود من الأشخاص المناهضين للإسلام في ستوكهولم، تثير أسئلة كثيرة أبرزها: لماذا تسمح السلطات السويدية بحرق المصحف رغم أنها تمنعها في أحيان أخرى؟.


تدنيس المصحف في ستوكهولم

دنس لاجئ عراقي القرآن الكريم حيث داس بقدمه نسخة من المصحف وركله خارج مقر السفارة العراقية في ستوكهولم.

ونتيجة للاحتجاجات العربية والإسلامية على هذه الوقائع منعت الشرطة السويدية في فبراير العام الماضي طلبين لتنظيم تجمعات لحرق نسخ من المصحف، وذلك بعد أن تخوفت الشرطة من أن تزيد هذه الأحداث من خطورة وقوع أعمال إرهابية ضد السويد.


حرق المصحف في الدنمارك

أقدم شخص يميني متطرف في الدنمارك، يوم الجمعة الماضية على حرق المصحف ودهس العلم العراقي أمام سفارة بغداد في العاصمة الدنماركية.

ونشرت المجموعة اليمينية المتطرفة الدنماركية "دانكسي باتريوتر" مقطع فيديو لرجل يقوم بحرق المصحف قبل أن يدوس على العلم العراقي.

وفي المقابل حاول المئات من أنصار مقتدى الصدر، السبت، اقتحام المنطقة الخضراء، التي تضم السفارات الأجنبية ومقرات حكومية في العاصمة بغداد، للاحتجاج على إحراق المصحف أمام سفارة العراق في الدنمارك.

ونددت وزارة الخارجية العراقية، بـ "تدنيس القرآن الكريم" والعلم العراقي أمام سفارة العراق في الدنمارك.

وأكدت وزارة الخارجية العراقية أن هذه التصرفات تؤجج ردود الأفعال وتضع جميع الأطراف في مواقف حرجة.

وقال الدكتور بشير عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن انتشار وقائع حرق المصحف الشريف في عدد من الدول الأوروبية لا يرتبط بشكل أساسي بصعود اليمين المتطرف في عدد كبير من دول أوروبا على رأس السلطة حيث إن هذه الوقائع المؤسفة كانت موجودة قبل موجة صعود اليمين المتطرف في أوروبا.

وأضاف عبد الفتاح، في تصريح خاص لـ "الفجر" أن هذه الوقائع الخاصة بحرق المصحف أو حرق القرآن الكريم مرتبطة بظاهرة الإسلاموفوبيا التي انتشرت في دول أوروبا والتي تحمل نزعة كراهية للمسلمين والديانة الإسلامية.

وذكر الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه بهذه الطريقة يعبر هؤلاء الكارهين للدين الإسلامي عن الخوف من زيادة أعداد المسلمين في دول أوروبا والذي زاد بالفعل في السنوات الأخيرة بشكل واضح في محاولة منهم لإرهاب المسلمين ودفعهم إلى مغادرة أوروبا والعودة إلى بلادهم، وقد يكون حرق القرآن ردا على تصرفات أشخاص بعينها محسوبة على الإسلام من الجماعات المتطرفة.

وحول المحرك الأساسي لمرتكبي هذه الوقائع، أوضح الدكتور بشير عبد الفتاح، أنها تتم بدافعين الأول دافع شخصي عند بعض الأفراد والثاني هو أن منظمات معادية للإسلام والمسلمين هي التي تقف خلف هذه الوقائع الخاصة بحرق القرآن الكريم.

وفي سياق متصل، استنكر الباحث أحمد العناني، الخبير في العلاقات الدولية، تكرار هذه الظاهرة المرفوضة في الدول الإسكندنافية سواء الدنمارك أو السويد.

وقال العناني، في تصريح خاص لـ "الفجر" إن وقائع حرق القرآن الكريم زادت بعد سيطرة اليمين المتطرف في أوروبا.

وتابع الخبير في العلاقات الدولية أن حركات اليمين المتطرف على مستوى العالم لديها كراهية للإسلام بسبب ما يسمى ظاهرة الإسلاموفوبيا، مرجحا وقوف منظمات معادية للإسلام خلف هذه الأفعال بخلاف الوقائع الفردية.

وأشاد العناني بتحركات الدول العربية ورفضها الكامل لمثل هذه التصرفات واتخاذ إجراءات رسمية صدها مع دولة السويد أو الدنمارك سواء بالدعوة لمقاطعة منتجات هذه الدول أو من خلال التهديد بقطع العلاقات أو استدعاء سفراء هذه الدول لدى الدول العربية أو سحب استثمارات ووقف تصدير المنتجات العربية إليها.

كما طالب خبير العلاقات الدولية، بضرورة تحرك المنظمات الإسلامية كمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية على مستوى أكبر رغم إدانة الدول العربية ما حدث في السويد، وإصدار الأزهر بيانا شديد اللهجة يدين ما حدث.

وتوقع العناني أن يؤدي ذلك إلى حدوث استقطاب سياسي داخل السويد للمدن التي يقطنها نسبة كبيرة مسلمين، ومن ناحية أخرى يضر باقتصاد الدول الإسكندنافية وعلى رأسها السويد والدنمارك لأن هناك دول مسلمة خليجية ستسحب استثماراتها كالإمارات وقطر والسعودية.