مواطنون: نرفض تغيير معالمها ونتمنى تطويرها على هيئتها

حديقة الشلالات بالإسكندرية.. عرين ذكريات السكندريين صممها مهندس أمريكي منذ 125 سنة

تقارير وحوارات

حديقة الشلالات ـ
حديقة الشلالات ـ تصوير محمد حيزة

حاضنة الذكريات، والأشهر في الصور واللوحات، إحدى أهم المتنزهات في مدينة الإسكندرية، ليس لاتساعها وموقعها المتميز، إنما لارتباط الكبار بها، بذكريات الطفولة، وإرث الذكريات الذي ينتقل من جيل لجيل، فالآباء الذين صنعوا طفولتهم في المناسبات في حديقة الشلالات، لا زالو يورثون تلك العادة لأبنائهم الصغار.

في جميع المناسبات المصرية الشلالات هي أهم الحدائق التي يذهب لها السكندريون لقضاء العطلات والأوقات بها، رغم أن المكان أصبح في حاجة ماسة وسريعة للتطوير، إلا أنه لا زال محتفط برونقه وذكرياته التي لا يستطيع أحد نسيانها فالحديقة لا تحتوي فقط على أشجار ونباتات نادرة، إنما على مواقف لا تنسى، فبجانب أكبر مصدر جذب للمواطنين لقضاء أوقات مميزة وهو تلك الأشجار، هناك أحداث يسعد الناس بتذكرها من وقت لآخر خاصة إن كان بصحبة أهليهم وذويهم.

وصف الحديقة

حديقة الشلالات تبلغ مساحة 40 فدانا تنقسم إلى جهتين واحدة بحرية تبلغ مساحتها 22 فدان والجهة القبلية تبلغ 18 فدانا، وتم تصميمها من قبل مصمم الحدائق الأمريكي فريدريك لو اولمستد منذ عام 1899، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الشلالات الصناعية التي كانت فيها قديما واشتهرت بها وأصبحت مصدر جذب للمواطنين.

وتحتوي حديقة الشلالات على نباتات نادرة وتاريخية معمرة، منها شجرة أم الشعور والتي سميت بهذا الاسم بسبب تدلي أغصانها على الأرض وتشبه شعر الفتاة، وهناك اسم آخر لها وهي شجرة الطرزان.

ذكريات لاتنسى

ماجد رابح، أحد أشهر المصورين في مدينة الإسكندرية، لا تطأ قدمك المكان، إلا وعدسته تتجول في كل أرجائه، سعيا منه لتجميد اللحظات الجميلة، التي يعيشها الزوار، حتى يعيدوا إلى أذهانهم، تلك الأوقات إذا ما مرت السنوات عليها.

يقول "رابح" 38 سنة، أنا منذ صغري وأنا آتي لهذا المكان، كل رحلات المدارس كانت للشلالات، شم النسيم والفسيخ والرنجة في الشلالات، عيد الفطر، وعيد الأضحى في الشلالات، كل مناسباتنا هنا في هذه الحديقة، ولما احترفت التصوير، تلقائيا قلت ولماذا لا أعمل في حديقة الشلالات، وأحتفظ بذكريات الناس، كما حرص أبي على الاحتفاظ بذكرياتنا فيها،  وبدأت التصوير هنا، وألتقط أفضل الكادرات في الحديقة.

يلقي نظرة فاحصة في أشجارها وينظر نظرة بعيد صوب جهتها البحرية، ويضيف "رابح" وهو يستعيد ذكريات طفولته، كل ركن في هذه الحديقة يعرفني، يعرف أن بكيت هنا، وفرحت هنا، لعبت تحت تلك الشجرة، وتعثرت عند تلك النبتة، هنا مقر الذكريات.

تطوير مرفوض

هذا وقت أعلنت محافظة الإسكندرية، في وقت سابق، عن إدراج ترميم وتطوير حديقة الشلالات في خطتها، الأمر الذي قابله مواطنون بالإسكندرية، بهجوم ورفض واستنكار، خاصة بعد تغيير معالم حديقة المنتزه، وطالب مواطنون بالإسكندرية، بتحديثها على نفس النسق الموجود حاليا دون تغيير معالمها المحفورة في الذاكرة.