فشل القادة وضياع هيبة أمريكا.. هل تنجح الدول الناشئة في الانضمام إلى البريكس؟!

عربي ودولي

بوابة الفجر

وسط اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تسعى الكثير من الدول الناشئة الانضمام إلى "البريكس"، الذي يعمل على تشجيع التعاون السياسي والثقافي، وقبل ذلك التعاون التجاري بين الدول المنضوية تحته، فمنذ عام 2009 أعلنت تلك الدول في أول اجتماع لها عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية، خاصة وأنها تشكل 20% من الناتج المحلي العالمي وأنها تسعى دوما للتسريع في إصلاح الهيكل الاقتصادي العالمي، فمنذ ذلك الحين وأصبح البريكس يشكل تهديدا صريحًا لأي قوى سياسية واقتصادية أخرى، وقد تأتي على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي أصبحت هيبتها على المحك.


محاولات الدول الناشئة الانضمام إلى البريكس

وفي السياق ذاته، أردت الكثير من الدول النامية الحصول على تمويلات وفرص استثمارية لمواجهة الأزمات العالمية، وترى أنها بحاجة ماسة إلى التكتلات الكبري، حيث أعلنت 6 دول إفريقية خلال الشهر الجاري أنها تبدي رغبتها في الانضمام إلى البريكس.

وعلى الرغم من ذلك الإلحاح الذي تسير به تلك الدول من المرتقب أن لا يتم قبول معظم المرشحين، وذلك لافتقار الكثير منهم الثقل الاقتصادي والعائد الديمغرافي الذي تحظى به بعض الدول الراغبة في الانضمام، حسب سكاي نيوز عربية.

 

هل توافق أمريكا على انضمام الدول الناشئة إلى البريكس؟

 

وعلى الصعيد نفسه، فإن هناك قناعة أصبحت تترسخ في العقول وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية أضحت غير مأمونة الجانب، لا سيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية وإدارة القضايا الدولية، وكثرة الحديث عن سقف الديون وما يصحبه من مخاطر قد يكون لها أثار سلبية عليها.

وخلال هذه الفترة، أخذت البريكس تنفتح لاستقبال اعضاء جدد إليها حتى تكون صاحبة الصوت الأقوى  والشرعية الأكثر في الساحة الدولية، والدليل على ذلك أن وزير خارجية الهند ذكر قائلًا:" إن العالم يعيد توازنه وأن الطرق القديمة لا يمكنها معالجة الأوضاع الجديدة".

وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة حيال انضمام دول جديدة إلى "البريكس"، فليس هناك شيء جديدة فهي دائما تعمل على تعطيل انضمام تلك الدول إلى هذا التكتل، بل تعمل أيضا على توسيع الفجوة والخلافات بين أعضاء التكتل أنفسهم، فكيف لها أن توافق على انضمام أعضاء جدد؟!.

ويسعى البريكس إلى التخلص من هيمنة الدولار الأمريكي بإنشاء عملة احتياطية بدلًا من استخدام إحدى العملات المحلية لتلك الدول في المعاملات التجارية وهو الذي إن حدث سيقضي حتمًا على نظام "بريتون وودز "الذي أصبحت الولايات المتحدة بموجبه لها اليد العليا في السيطرة على اقتصاد العالم.

 

فشل القادة وضياع هيبة أمريكا

 

تحاول الصين دائما في مجموعة البريكس أن تعزز التنمية الاقتصادية والسياسية للأسواق الجدية التي لا يمكن وصفها بأنها جزء من الدول الغربية المتقدمة، كما أن التباين الواضح بين القادة الأمريكيين حول تأثير انضمام أي دولة للتكتل واضحا؛ فالبعض يرى أن انضمام هذه الدول لن يحقق ناجحا يذكر، بينما يرى الجانب الآخر هذا التكتل سيؤدي عاجلا أم اجلا إلى تراجع هيبة الولايات المتحدة.

وتتمنى الولايات المتحدة الأمريكية أن تحول هذا التجمع إلى تجمع جيوسياسي، وذلك من أجل الالتفاف حول الصين، ومحاولاتها في ترهيب هذه الدول بالعدول عن فكرة الانضمام.

ويطمح البريكس فأن يكون صاحب اليد العليا وإنهاء السيطرة الأمريكية، كما أن التوافق بين البريكس يمثل فرصة حقيقة لحوكمة اقتصادية تشاركية، تظل الولايات المتحدة الأمريكية حاجزًا لتلك الهيمنة التي تطمح البريكس في الوصول إليها، ولكن بالرغم من ذلك فأن فأن هيبة أمريكا على المحك، وأن فشل قادة الأمريكان في فهم رؤية تلك الدول لمصالحها بعيدًا كل البعد عن الهيمنة الأمريكية.