بين فرضية التدخل العسكري والحل الدبلوماسي.. هل تخضع النيجر إلى "إيكواس"؟!

عربي ودولي

بوابة الفجر

بعد مرور نحو أسبوعين على الانقلاب في النيجر بين فرضية التدخل العسكري والحل الدبلوماسي، ولا شيء جديد يذكر، أسباب جوهرية استدعت هذه التعبئة السياسية بفعل حساسية التنافس الدولي الراهن في إفريقيا،ولكن هل جاء هذا الانقلاب مدفوع بصراع على السلطة، أم أنها محاولة لأنقاذ البلاد من الانهيار ونهب ثرواتها لصالح فرنسا؟!.


فرضية التدخل العسكري في النيجر

 

وفي السياق ذاته، حذرت كاترين كولونا وزيرة خارجية فرنسا، أن تهديد مجموعة "إيكواس" باللجوء إلى التدخل العسكري في النيجر لا بد أن يؤخذ على محمل الجد، كما أنها أكدت سابقًا أن هذه المجموعة تخطط وبشكل كبير من أجل التدخل العسكري ضد الانقلابيين الذين يستولون على السلطه في النيجر منذ يوليو الماضي، حسب فرانس 24 الفرنسية.

وذكرت كولونا أن هناك الكثير من الدول القوية التي تنتظر الإشارة من أجل التدخل العسكري إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

وتحاول مجموعة الإيكواس فرض الشرعية الدستورية من جديدة على النيجر التي تعتبر كنز حقيقي لهذه الدول، نظرًا لوجود اليورانيوم، وجاء ذلك في الوقت الذي تعاني فيه النيجر من انقلابات عنيفة لا نعرف إلى أين ينتهى بها الأمر.

فمنذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها الانقلاب على الرئيس محمد بازوم رئيس النيجر، أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا فرض عقوبات اقتصادية ومالية على النيجر، كنوع من أنواع الترهيب لعودة الأمور إلى أنصابها، كما أنها أمهلت الانقلابيين سبعة أيام والتي انتهت مساء الاثنين الماضي، قبل استخدام القوة من أجل إعادة الرئيس المنتخب بازوم إلى منصبه من جديد.

وعلى الصعيد نفسه، قال عبد الفتاح موسى مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن بمجموعه إيكواس، إنه تم وضع كافة العناصر التي يمكن من خلالها التدخل العسكري، وذلك خلال اللقاء الذي نظم في أبوجا بنيجيريا يوم الجمعه الماضي.

وأوضح أن مجموعه الإيكواس لن تكشف للانقلابيين
عن موعد التدخل العسكري، ومن أين ينطلق، وأشار إلى أن الحل العسكري يعد الخيار الأخير لمجموعة إيكواس التي تفضل طرق الحل الدبلوماسية.

ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود خاصة بعدما أن عادت البعثة التي ارسلتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى النيجر يوم الخميس والجمعه الماضيين دون أن تستطيع مقابلة قادة الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تشياني ولا بالرئيس المخلوع محمد بازوم.

 

تطور الأحداث في النيجر

 

وفيما يتعلق بتطور الأحداث في دول غرب إفريقيا فهناك توقعات بتنظيم قمة طارئة يشارك فيها جميع رؤساء دول المجموعه الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لان التدخل العسكري في بلد عضو ليس ضمن النظام الأساسي للمجموعة.

ونظم القاده العسكريين عدة لقاءات من أجل وضع خطط للتدخل العسكري الذي قد يحدث في الأيام القادمة، كما أن الرئيس النيجري بحاجة إلى ضوء أخضر من قبل مجلس شيوخ بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى النيجر، وذلك في الوقت الذي أخذت فيه الأصوات ترتفع في نيجيريا ضد التدخل العسكري.

وتستطيع اعضاء المجموعه الاقتصاديه لدول غرب افريقيا تجنيد ما يقرب من 50 ألف عسكري من بينهم عسكريون من نيجيريا وساحل العاج والسنغال وبنين، من أجل التدخل العسكري في النيجر، وتربط مجموعة إيكواس التدخل العسكري بصدور قرار اممي يسمح لها بذلك.

وأعلنت البلاد التي لديها حدود برية مع النيجر، أنها لن تشارك في أي عملية عسكرية، وحذرت أنها سترد بشكل فوري على أي عدوان يمس أراضيها ويستهدف أمن بلادها، كما أن إنتهاء المهلة الزمنية التي حددتها الإيكوس لا يعني أنها بداية التدخل العسكري، ومن ناحية قال عبد المجيد تبون الرئيس الجزائري، السبت الماضي، إن بلاده تؤيد الشرعية الدستورية ويجب العوده إلى هذه الشرعية بأي شكل، وأن بلاده مستعدة لتقديم الدعم للنيجر دون ان يحدد اي موعد زمني لذلك.

 

موقف فرنسا

 

وفي سياق متصل، دعمت فرنسا جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لإفشال محاولة الانقلاب، وذلك وفقًا لما جاء في البيان الذي نشرته الخارجيى الفرنسية، عقب المكالمه الهاتفية التي أجرتها كاترين كولونا مع رئيس وزراء النيجر احموده محمد، وأوضحت أن فرنسا تبذل كل مساعيها من أجل استعادة الديمقراطية في النيجر.

أما عن المساعدات المحتملة التي يمكن أن تقدمها فرنسا إلى النيجر ذكرت كولونا "نحن لم نصل إلى هذه المرحلة، ورؤساء دول المنطقه هم الذين يتخذون قرار أي تدخل محتمل وهم أيضًا الذين يحددون الإطار العام الذي سيتم في هذه العمليه".

ودعت مجموعه من الباحثين المتخصصين في شؤون منطقه الساحل إلى ضرورة تفادي حدوث سيناريو الحرب الذي قد يكون كارثة حقيقة تحل بالجميع، تزامنًا مع ما صرح به وزير الخارجية الإيطالي أنه يجب الإبتعاد عن سيناريو الحرب واللجوء إلى الحل الدبلوماسي.