خبراء يكشفون لـ "الفجر": 3 أسباب وراء ارتفاع أسعار الكتب الخارجية

تقارير وحوارات

الكتب الخارجية
الكتب الخارجية

متأثرًا بالأوضاع الاقتصادية في مصر والعالم، شهد سوق الكتب الخارجية على مدار الأيام الحالية ارتفاع كبير في الأسعار قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد 2023-2024  الذي ينطلق في نهاية سبتمبر المقبل.

 

أسباب ارتفاع أسعار الكتب الخارجية 2024.. سعر طن الورق الأبرز

ولعب الورق دور كبير في ارتفاع أسعار الكتب الخارجية 2024، وشهدت الأسعار خلال الموسم الدراسي الجاري ارتفاعًا مقارنة بالعام الدراسي الماضي بنسبة تراوحت بين 40% لـ 50% بسبب ارتفاع سعر الدولار مع زيادة أسعار ورق الطبع المستخدم في طباعة الكتب الخارجية.

وحول ذلك الأمر، أكدت تقارير أن سعر طن الورق يصل إلى 33 ألف جنيه مقابل 18 ألف جنيه في العام الماضي، ويؤثر ذلك على تكلفة المنتج النهائي وهو طباعة الكتب الخارجية مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

وعلى نفس الوتيرة، قال محمد صفتي، وكيل شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، إن سعر طن الورق سنة 2021 كان يصل إلى 16 ألف جنيه، أما في آخر سنة 2022 تخطى ثمنه الـ 55 ألف جنيه، الكتاب المدرسي الصادر في بداية شهر يوليو يتم الإعداد له في شهري يناير وفبراير وهي أكثر فترة شهدت ارتفاعًا بأسعار الورق سواء محليًا أو عالميًا.

وفي نفس السياق، قال أحمد جابر، عضو مجلس إدارة غرفة الطباعة والتغليف، إن الكتب الدراسية تصنع من أوراق وأحبار، ويتم المقارنة عام بعام، فسعر طن الورق المحلي في 2022 كان 10 آلاف جنيه، وفي 2023 وصل إلى 45 ألف جنيه، وهو ما يعني وجود زيادة في أسعار الورق 400 %.


أستاذ اقتصاد: تكلفة الإنتاج والسوق الموازية وراء ارتفاع أسعار الكتب الخارجية

قال على الإدريسي، أستاذ الاقتصاد وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، إن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الكتب الخارجية يرجع إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج سواء ورق الطباعة أو الأحبار مما انعكس على السعر النهائي للمنتج، وكذلك وجود سوق سوداء للكتب الخارجية على غرار الدولار والأدوية والسجائر.

وأضاف "الإدريسي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن من بين أسباب ارتفاع أسعار الكتب الخارجية عدم وجود كميات تغطي احتياجات السوق على الرغم من معرفة القائمين على إنتاج تلك الكتب بالكمية المطلوبة بشكل مسبق، وهو ما أدى إلى تحكم التجار بالأسعار واختلاف سعر كل كتاب من مكان لآخر، مشيرًا إلى أهمية تحرك دور الدولة في إطارها الرقابي لمواجهة السوق الموازية للحد من ارتفاع أسعار تلك الكتب.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن التجار في كثير من السلع وبينها الكتب تستغل الأزمات لجني الثروات، لذلك يجب أن تطلق وزارة التربية والتعليم كتبًا خارجية مثل التي في الأسواق ولكن بشكل إلكتروني، وكذلك تقديم بدائل للكتب الخارجية في جميع المراحل التعليمية.

 

خبير الاقتصادي: وزارة التعليم شريك في أزمة ارتفاع أسعار الكتب الخارجية

أما الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادي، فأكد أن سبب ارتفاع أسعار الكتب الخارجية هو اهتمام وزارة التربية والتعليم بالكتب الإلكترونية أكثر من الكتب المدرسية، فبدأ رواج الكتب الخارجية التي تقدم شرحًا مبسطًا للطلاب مع تدريبات تساهم في فهم المادة.

وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن من بين أسباب ارتفاع أسعار تلك الكتب هو ارتفاع عناصر الإنتاج الخاصة بها ارتباطًا بحالة التضخم العامة ولكن الارتفاع فاق كل معدلات التضخم، مشيرًا إلى أنه لا يمكن وضع تسعيرة جبرية لتلك الكتب ولن يتم السيطرة على سوق تلك الكتب إلى من خلال تقديم منتج علمي من الوزارة ينافس تلك الكتب.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن مواجهة هذا الأمر يتمثل في مراجعة ما تقدمه وزارة التربية والتعليم من شرح وتطبيقات إلكترونية والتي يجب عليها إعادة النظر في المادة التعليمية التي تقدمها في الكتب المدرسية لتكون كافية فلا يحتاج المعلم الذي يقدمه شرحه للطلاب إلى الكتب الخارجية لإيصال المعلومة.

 

خبير اقتصاد: مدرسين يساهمون في رفع أسعار كتب بعينها.. وهذه طرق مواجهة الأزمة

ويرى الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي، أن مصر من أهم الدول التي تأثرت بارتفاع الأسعار في العالم وهو ما طال الكتب الخارجية التي شهدت ارتفاع في الأسعار بشكل كبير بسبب قصور أداء الكتب المدرسية في العملية التعليمية وهو ما أدى إلى الاعتماد على الكتب الخارجية.

وأردف الخبير الاقتصادي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أنه يمكن مواجهة ظاهرة ارتفاع أسعار الكتب الخارجية من خلال إعادة هيكلة الكتاب المدرسي والاعتماد عليها بشكل كبير، وكذلك تطبيق رقابة صارمة من وزارة التربية والتعليم والجهات الرقابية الأخرى على سوق بيع الكتب الخارجية، متوقعًا أن أسعار الكتب الخارجية ستشهد زيادة أكثر خلال الفترة المقبلة.

وتابع: "هناك بعض المدرسين يشاركون في زيادة أسعار الكتب الخارجية وذلك بالترويج لكتب بعينها لتحقيق أرباح من وراء منتجي تلك الكتب".