بين الإرهاب وموجات اللاجئين.. الجزائر تعلن مبادرة جديدة لحلحلة أزمة النيجر

عربي ودولي

بوابة الفجر

منذ بداية أزمة النيجر والوسطاء يحاولون بقدم وساق من أجل حلها حقنًا لإراقة الدماء، ومنع المزيد من الزعزعة الناجمة عن الصراعات، لذلك تسابق الجزائر الزمن لإفشال أي مخطط للتدخل العسكري في النيجر، خوفًا من تداعيات هذا التدخل، لا سيما فيما يتعلق بملف الإرهابيين وموجات اللاجئين، والذي من شأنه أن يعطل مشروعها الاقتصادي المتمثل في الغاز.


مبادرة جزائرية 

وفي سياق متصل، قال أحمد عاطف وزير الخارجية الجزائري، إن الجزائر تقترح مبادرة جديدة لحلحلة الأزمة السياسية في النيجر تتضمن فترة انتقالية مدتها ستة أشهر بقيادة مدني، وذكر أنه سيتم عرض المبادرة على المجتمع الدولي لحشد الدعم لها.

وأضاف عاطف أن الجزائر تؤكد أن الرئيس المعزول محمد بازوم هو الرئيس الشرعي للبلاد والدعوة إلى تمكيينه وممارسة مهامه من جديد، ولعبت الجزائر دورًا كببرًا في مختلف الانقلابات التي شهدتها النيجر، وأن الجزائر صد أي تدخل عسكري ولن تفتح مجالها الجوي لهذه التدخلات.

علاقات اقتصادية كبرى

وتجمع الجزائر بالنيجر حدود يصل طولها إلى ألف كم، ومصالح اقتصادية وأمنية مشتركة باعتبارها دولة جوار، لذلك فأن أي قلق في النيجر سيؤثر بشكل كبير على الجزائر.

وأفصحت وزارة الخارجية في الجزائر عن موقفها الرسمي تجاه الأزمة، حيث أنها تتابع الوضع بقلق بالغ، وأدانت الجزائر الانقلاب.

ودعت الجزائر إلى التمسك بالمبادىء الأساسية التي توجه العمل الجماعي للدول الإفريقية داخل الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك الرفص القاطع للتغيرات غير الدستورية للحكومات، ونوهت أن المنطقة تواجه أزمات متعددة ذات حدة غير مسبوقة.

وجمع الجزائر والنيجر في إبريل الماضي اتفاقًا لتيسير دوريات مشتركة على الحدود، وذلك لمواجهة التهديدات الأمنية التي تشمل الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية، وجاء هذا الاتفاق مع تناني أنشطة المنظمات الإرهابية في المنطقة، وقيام مثل هذا الصراع قد يعطل هذه  المصالح أو يهددها.

مشروع اقتصادي مُهدد

وتخشى الجزائر من أن تؤدي عملية الانقلاب في النيجر إلى نشر الاضطرابات فيها، خاصة وأن الأمور في النيجر قد تنزلق إلى منحدر يصعب التنبؤ به، مما قد ينطوي أيضًا على تداعيات أمنية مثل تصاعد الإرهاب في جوار النيجر، لا سيما مالي وبوركينا فاسو.

وأثارت مسألة الهجرة غير النظامية قلق الجزائر، لأن أي اضطرابات في النيجر قد تكون بابًا لموجات جديدة من المهاجرين، لذلك فأن الجزائر لا تريد أن ترى نفسها في وضع مؤسف يهدد استقرارها ويسمح بتدفق المهاجرين إلى أراضيها، وتوجس الجزائر خيفة من أن تمتد عملية شد وجذب بين أطراف دولية لديها حساباتها التي لا تراعي مصالح النيجر أو مصالح دول المنطقة بشكل عام.

وعلى الصعيد نفسه، فإن هناك مشروع ضخم نحو العمق الإفريقي يمر بالجارة الجنوبية، النيجر، وهناك مصالح عُليا بين الطرفين تتمثل في اتفاق شركة " سوناطراك" الجزائرية وحكومة النيجر للتنقيب عن البترول شمالي الأخيرة، وأن المشروع الضخم الذي تراهن عليه الجزائر وكل دول المنطقة، هو أنبوب  الغاز عابر للصحراء، ويمتد من نيجيريا مرورًا بالنيجر وصولا بالجزائر، ومنها إلى أوروبا.

وتدخل الجزائر مصالحها في عين الاعتبار، مشيرة إلى أن من يأتي في السلطة إلى النيجر لديه حسابات، ولا يمكن أن يتصور أن يذهب قادة الإنقلاب نحو اختيارات قد تسقط هذه المصالح الكبرى بين البلدين.