سوريا..

حظر تجول واشتباكات مسلحة.. ماذا يحدث في دير الزور؟

تقارير وحوارات

دير الزور
دير الزور

تشهد مناطق دير الزور شرقي سوريا، اشتباكات دامية بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، والعشائر العربية الموجودة في المدنية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، الأمر الذي دفع المجلس العسكري في دير الزور إلى إعلان حظر للتجوال في المدينة.

وتتألّف قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، تتمركز على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور.

بداية القصة 

بدأ الصراع عندما أوقفت قوات سوريا الديمقراطية الأحد الماضي قائد "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل، المعروف بأبي خولة، في مدينة الحسكة.

وأثار توقيف هذا القيادي توتّرًا تطوّر إلى اشتباكات مسلّحة أوقعت حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان 54 قتيلًا على الأقلّ، وفق حصيلة جديدة أوردتها مساء الجمعة.

وأوضح المرصد أنّ غالبية هؤلاء القتلى هم من أنصار أبي خولة، لكن في عداد هذه الحصيلة أيضًا ستّة قتلى مدنيين.

تعليق واشنطن 

وقالت السفارة الأميركية في دمشق في منشور على منصة "إكس" أمس الجمعة إنّ الولايات المتّحدة "تشعر بالقلق العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة" في دير الزور وتدعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد.

وأضافت "نجدّد تأكيدنا على تخفيف معاناة الشعب السوري، بما يضمن الهزيمة النهائية لتنظيم داعش من خلال التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية".

وكانت القيادة الوسطى للجيش الأميركي "سنتكوم" قالت الخميس إنّها "تواصل مراقبة الأحداث من كثب في شمال شرق سوريا وتؤكد التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان هزيمة دائمة لداعش".

تعليق قوات "قسد" 

نفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن تكون الاشتباكات الدائرة في دير الزور حربًا بينها والعشائر العربية.

وأكدت القيادة العامة لتلك القوات المدعومة من الولايات المتحدة، في بيان اليوم السبت أن محاولات تصوير الأمر على أنه قتال مع العشائر، لا يهدف إلا لخلق "الفتنة".

و شددت على أن الاشتباكات الجارية هي مع مسلحين موالين لتركيا وعناصر تابعة لجهات أمنية للنظام، مضيفة "على عكس ما يقال ليس هناك أي خلاف بين قسد وعشائر المنطقة ونحن على تواصل دائم معهم".

وأضافت أن "عملية تعزيز الأمن تمت بناء على طلب أبناء دير الزور وشيوخ ووجهاء العشائر وهم مطلعون على مجرياتها"

تعليق المرصد السوري

أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الاشتباكات التي اندلعت الأسبوع الماضي هي بين قسد ومسلحين موالين لقائد مجلس دير الزور العسكري، لافتًا إلى أن عدد القتلى بلغ 54
كما رجح في اتصال مع العربية، استمرار القتال، معتبرًا أن الوضع يتجه إلى التصعيد.

يشار إلى أن الأوضاع في دير الزور انفجرت بعد أن أوقفت قوات سوريا الديموقراطية الأحد الماضي، قائد "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل، المعروف بأبي خولة، في مدينة الحسكة. ما أثار توتّرًا تطوّر إلى اشتباكات مسلّحة أوقعت العشرات من القتلى.

فيما لم يصدر أيّ تعليق من سوريا الديمقراطية حول ملابسات توقيف الخبيل، لكنّها أعلنت شنّ "عملية لتعزيز الأمن" في مناطق سيطرتها ضدّ تنظيم داعش وما وصفتها بـ "عناصر إجرامية متورطة في الاتجار بالمخدرات ومستفيدة من أعمال تهريب الأسلحة".

دير الزور على صفيح ساخن

قال محمد هويدي، الخبير في الشأن السوري، أن منطقة دير الزور أصبحت علي صفيح ساخن وذلك بسبب تصعيد قوات سوريا الديمقراطية تجاه العشائر.

وأضاف محمد هويدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن شيخ قبيلة "العانيين" أعلن الحرب غلي قوات سوريا الديمقراطية وهذا يدل على أن مدينة دير الزور سوف تشهد حالة من عدم الاستقرار خلال الفترة القادمة بالإضافة إلى زيادة التصعيد.

و أشار الخبير في الشأن السوري، إلي أن الوضع سوف يزيد سوء في منطقة دير الزور إذا لم تتدخل قوات التحالف الدولي لوقف الصراع.

إنشاء الدولة الكردية

أوضح غسان يوسف المحلل السياسي السوري، أن الصراع في دير الزور بسبب العنصرية التي تتعرض إليها العشائر العربية الموجودة في مدينة دير الزور.

وأضاف غسان يوسف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هناك بعض الأسباب كانت هي السبب في إشعال الحرب في دير الزور وأبرزها هي محاولة قوات سوريا الديمقراطية في فرض الهيمنة والسيطرة على المدينة وذلك بعد وقوف العشائر العربية مع "أبو خولة".

وأكد المحلل السياسي السوري، أن قوات سوريا الديمقراطية تحاول الآن الاستقلال بالمدينة عن الدولة السورية وإنشاء الدولة الكردية المستقلة وهذا الأمر يرفضه عدد كبير من المواطنين في المدينة.