اللجان تنتفض.. أزمة مرشح "الوفد" للرئاسة تعمق جراح بيت الأمة

أخبار مصر


مع اقتراب موعد إعلان الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية المقبلة، قررت بعض الأحزاب السياسية خوض الماراثون الرئاسي، من بينها حزب الوفد، بعدما أعلن الدكتور عبد السند يمامة، رئيس الحزب، ترشحه لخوض الانتخابات، في مواجهة الرئيس السيسي.

وأكد يمامة، أن التقدم لخوض الانتخابات "هو الشيء الطبيعي من الناحية السياسية، بل من الناحية الدستورية".

وفى المقابل، أعلن فؤاد بدراوي، عضو الهيئة العليا للحزب، إصراره على الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، ممثلا عن حزب الوفد، وحذر من خطورة الإصرار على منع الهيئة العليا من الاجتماع، وعدم مشروعية تعطيل الاحتكام للهيئة الوفدية، لتسمية مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية".

وأثار قرار ترشح عبد السند يمامة، انقساما كبيرًا داخل اللجان العامة لـ "الوفد" بجميع المحافظات، ما بين مؤيد، ومعارض.

لجنة الوفد ترفض يمامه

ومن جانبها، أعلنت لجنة الوفد بالإسماعيلية، مؤخرا، رفضها ترشح يمامة،  لانتخابات رئاسة الجمهورية باسم الحزب، وتمسكها بضرورة إتباع الإجراءات اللائحية.

وأضافت في بيان رسمي لها: من لا يحترم لائحة الحزب وأعضائه، لن يحترم دستور البلاد ولا مواطنيها، ومن كمم أفواه الأعضاء وعاقبهم على حرية الرأي والتعبير بالفصل من الحزب، وهم الذين سبقوه إليه ودعموا وصوله لرئاسته، فماذا يقدم للمواطنين غير القمع إن قدر له الفوز كما يظن.

وتابعت: كما نرفض تمامًا وننفي ما جاء على لسان رئيس اللجنة العامة بالإسماعيلية أشرف علي الدين، بأن أعضاء الوفد بالإسماعيلية، تدعم حملة ترشح رئيس الحزب لهذه الانتخابات، فالمقر مغلق ولم يتم الاجتماع أو الاتفاق على ذلك.

وسبقتها في ذلك اللجنة العامة للوفد بأسوان، الأمر الذي دفع رئيس الحزب، إلى إصدار قرار بوقف صلاح فخري رئيس اللجنة، وإحالته إلى لجنة النظام للتحقيق معه.

مخالفة اللائحة

من جانبه، أوضح فؤاد بدراوي عضو الهيئة العليا  للوفد والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن القضية الأساسية تكمن في مخالفة المادة (١٩) مكرر من لائحة النظام الداخلي للحزب، حيث تنص على أنه:  "في حالة ترشح أحد أعضاء الهيئة العليا للرئاسة، يتم دعوة الجمعية العمومية للحزب، لاختيار المرشح.

وتابع بدراوي: "للأسف الشديد، عبد السند يمامة، ضرب بعرض الحائط هذه المادة، إذ لم يقم بهذا الإجراء، حيث اكتفى بعقد اجتماع للهيئة العليا، بشكل غير رسمي وبسرية تامة، مؤكدًا أن الهيئة العليا، ليس من صلاحياتها في كل الأحوال تسمية مرشحا للحزب.

وأردف بدراوي:  يمامة، يزعم أنه حصل على تأييد كامل من أعضاء اللجان في المحافظات كافة، وكذلك أعضاء الهيئة العليا، فلماذا يخشى دعوة الجمعية العمومية؟.

وأكد، أن جميع اللجان العامة بكافة المحافظات، لم تجتمع بعد، لاتخاذ قرارها، بشأن هذا الأمر، باستثناء محافظتين فقط، هما الإسماعيلية وأسوان، حيث أعلنا بشكل رسمي رفضهم، لقرار ترشح يمامة.

وشدد، بدراوي، على أنه لا يقبل هدم قواعد وأصول أيديولوجية الحزب، حفاظا على تاريخه ورموزه.

فيما أكد فيصل الجمال، أمين الصندوق السابق لحزب لوفد، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن قرار ترشح عبد السند يمامة باطل، فطبقا للائحة الداخلية، يتم دعوة الهيئة العليا في حال وجود مرشح واحد أما في حالة وجود أكثر من مرشح، يتم دعوة الهيئة الوفدية، "الجمعية العمومية".

وأشار، إلى أن يمامة، عقد اجتماع الهيئة العليا، داخل نادي اجتماعي،  بجوار منزله، اسمه "سيزون"،  حيث حصل على توقيع، أعضاء الهيئة بالكامل، على أربع مراحل، وذلك مقابل عزومة عشاء.

رجل عنيد

وعن السيناريو المتوقع الفترة المقبلة، قال الجمال: عبد السند، رجل عنيد لن يحترم اللائحة، إذ يدعي أنه  أنه مدعوم من قبل أجهزة أمنية، وأنا أشك في منطقية هذا الإدعاء، متابعا: الكثير من الوفديين، يصفون قرار ترشحه بـ" الفضيحة"، إذ ليس لديه كاريزما، أو خبرة كافية، فهو يصلح فقط، للترشح، لمنصب مدير مدرسة.

واستطرد: “أرى أيضا أن فؤاد بدراوي، لا يصلح للترشح للرئاسة، فهو لا يختلف عن يمامة، مشددا، على أنه لا يمانع في ترشح أي شخص، بشرط الالتزام باللائحة الداخلية”.

وأكد، أن هناك لجنتين بالكامل ترفض ترشح يمامة، أما بالنسبة لباقي اللجان في المحافظات، فهناك أكثر من 50% من أعضائها رافضين قرار ترشحه.

وعلى النقيض، أفاد رئيس اللجنة العامة للوفد بمحافظة المنوفية عصام الصباحي، في تصريحات خاصة لـ " الفجر" أن أبناء الحزب في المحافظات ينتظرون فتح باب الترشح، لدعم مرشح الوفد،  في الاستحقاق الانتخابي، مشيرا إلى أنه تم استطلاع أراء أبناء المنوفية، حيث أسفر عن دعم وتأييد كامل لعبد السند يمامة.

وبدوره رفض المتحدث الرسمي باسم الحملة الانتخابية، د. ياسر الهضيبي، التعليق على ما أثير حول مخالفة الحزب اللائحة الداخلية، قائلا: هذا شأن داخلي للحزب، لا أريد التعليق عليه.

دعم الرئيس السيسي 

وأفادت مصادر داخل الحزب، أن هناك جبهة كبيرة داخل "الوفد" تؤيد ترشح الرئيس السيسي للرئاسة، خاصة في ظل النتائج السيئة، التي حققها رئيسه الأسبق، د.نعمان جمعة، عندما  خاض السباق الرئاسي، سنة 2005، حيث أدت هزيمته الساحقة، إلى سحب الثقة منه من رئاسة الحزب حينها.

ويذكر، أنه في وقت سابق، أعلن عدد من أعضاء الهيئة العليا لـ حزب الوفد، تراجعهم عن ترشيح عبد السند يمامة، وذلك لحين انعقاد الهيئة الوفدية للحزب، لكي يخرج القرار بإجماع وفدي كما تنص اللائحة الداخلية.

وأكدوا، أن عبد السند يمامة، ليس مرشحا جادا، متسائلين: هل يعقل أن يظهر مرشح رئاسي في وسائل الإعلام، ثم يقول: “كلنا مع الرئيس السيسي”.