لا تهملي تناول الموز بعد اليوم

الفجر الطبي


فاكهة إستوائية، تُزرع في أكثر من 170 بلداً حول العالم، وتؤدي دوراً أساسياً في إقتصاد عدد منها. تلك الفاكهة التي تحتل مكانة متقدّمة على “السفرة”، هل تعرف كل فوائدها الغذائية وحتى النفسية والجمالية؟


من القلب إلى الدماغ:

للموز فوائد صحيّة عدّة، ويعود ذلك إلى غناه بالألياف والفيتامينات، مما يجعله خياراً مثالياً لمواجهة أمراض عدة.

الحديد: بسبب احتوائه على مستويات عالية من الحديد، فهو قادر على تحفيز انتاج “الهيموغلوبين” (بروتين يحتوي على عنصر الحديد الذي تحمله كريات الدم الحمراء) في الدم، وبالتالي يساعد في علاج من يعاني فقراً في الدم.

البوتاسيوم: يضم نسبة عالية من البوتاسيو في الموز، ولكن نسبة الملح فيه منخفضة، مما يجعله مثالياً لمكافحة ضغط الدم. أضف إلى ذلك، أن المستوى العالي للبوتاسيوم، قادر على تحفيز القدرة الدماغية عند الطلاب للإستيعاب أكثر.


الألياف: يحتوي الموز على مستوى عالٍ من الألياف، لذا فإن إدخاله في الحمية الغذائية يسهم في إعادة عمل الأمعاء الطبيعي، كما يساعد في التغلب على مشكلة الإمساك من دون اللجوء إلى أدوية مسهّلة.


الفيتامين B: فيتامين يساعد في تهدئة النظام العصبي.


الكربوهيدرات والفيتامينات الأخرى: لتتفادى إلتهام كمية كبيرة من الطعام في الوقت الذي تكون فيها متوتّراً، لا بدّ من السيطرة على مستويات السكر في الدم من طريق تناول وجبات خفيفة وعالية بالكربوهيدرات والفيتامينات المغذية، كل ساعتين. وهنا، قد يكون تناول موزة من الحلول الجيدة.


المزاج وأشياء أخرى:

بعض مكوّنات الموز قد يشكِّل حافزاً لتحسين المزاج وتنظيم دقّات القلب وغيرها.

“التريبتوفان”: بسبب إحتوائه على كميات كبيرة من مادة “التريبتوفان”، التي تتحوّل الى “سيروتونين” وهو الناقل العصبيّ المسؤول على السعادة، يمكن أن يؤدي الموز دوراً مهماً في معالجة الاكتئاب والحدّ من الاضطرابات العاطفيّة الموسميّة (SAD).

الفيتامين B6 أيضاً: كاف لتعديل مستويات السكرّ في الدمّ الأمر الذي يمنع تقلبات المزاج، وخصوصاً تلك المصاحبة للدورة الشهريّة.

البوتاسيوم: هو المعدن المسؤول عن تنظيم دقات القلب، وارسال كميات الاوكسيجين اللازمة الى الدماغ وتوفير توازن كميات الماء في الجسم. وكلما زاد التوتّر، زادت سرعة الأيض (metabolism) وانخفض تالياً مستوى البوتاسيوم. وبتناول الموز يعود المستوى الى طبيعته، مما يخففّ التوتّر.


بشرتك وشعرك:

ترطيب البشرة: بإمكانك تقطيع الموز وهرسه ومدّه على البشرة الجافّة، لمدة 15 الى 20 دقيقة. سوف تمتصّ بشرتك الزيوت والفيتامينات الموجودة فيه. إغسلي وجهك بعد ذلك بمياه فاترة ثم باردة، وتجنبّي أي إحتكاك مع العينين.

تخلصي من البشرة المدهنة: امزجي حبّة موز مع ملعقتين من عصير الليمون. الأحماض في هذا الخليط كفيلة بخفض نسبة الزيوت في البشرة، في الوقت التي يعمل الفيتامين C الموجود في الموز، على المحافظة على توازنها في المستقبل.

علاج للشعر الجاف: لمكوّنات الموز، وتحديداً الزيوت والبوتاسيوم، أثرها الجيّد على فروة الرأس. اطحني حبتين من الموز مع حبة افوكا ولبن، ثّم مديّ المزيج على فروة رأسك لمدّة 20 دقيقة قبل غسلها بالماء البارد.

تكافح الكلف: استعملي المزيج السابق نفسه في قناع مضاد لعلامات الشيخوخة. ذلك أن الموز والافوكا يحتويان على Vitamin E المعروف بأنه يكافح التجاعيد ويمنع الكلف.

تزيل الجلد الميت: للمحافظة على بشرة ملساء في جميع الفصول، استفيدي من الموز مع مزيج من الشوفان، عصير جوز الهند، فيسهم هذا الخليط في تقشير البشرة.

ترطّب كعب الرجلين: استعملي قلب الموز وادهنيها على اسفل القدمين، خصوصاً في فصلّي الخريف والشتاء، لازالة أي جفاف أو جلد ميت في تلك المنطقة.


فوائد كثيرة أخرى

فضلاً عمّا سبق، توصّلت دراسات حديثة إلى الإضاءة على دور الموز في تحديد جنس المولود، وتحسين قدرات الرجال الجنسية والمساعدة في مقاومة الخلايا السرطانية. وهذا ما توضحه الأسطر الآتية:


الربو عند الأطفال:

قال باحثون من جامعة “Imperial College London” إن تناول الأطفال موزة واحدة (أو عصير التفاح) يومياً، يخفض من خطر إصابتهم بالربو. ووجدوا أن الأولاد الذين تناولوا موزة يومياً إنخفض لديهم خطر الإصابة بأعراض الربو ومشكلات التنفّس بنسبة 34%. كذلك تبيّن أن الأطفال الذين يشربون عصير التفاح يومياً ينخفض لديهم خطر الإصابة بهذه الأعراض بنسبة %47.



الخلايا السرطانية:

أثبتت بحوث علمية يابانية، أن الموز الناضج أو المنقّط يحتوي على مادة TNF (Tumor Necrosis Factor أو عامل نخر الورم) التي تحتوي على خصائص مضادة للسرطان. وهي تحمل قدرة على مكافحة الخلايا غير الطبيعية. وكشفت البحوث أن الثمرة كلّما كانت ناضجة أكثر، كلّما أعطت نوعية أفضل لمضادات السرطان. وقد خرج أستاذ جامعي في طوكيو بهذه الخلاصة، بعد قيامه بتحديد الفوائد الصحية لمجموعة من الفواكه المتنوعة على حيوانات المختبر، مستخدماً الموز والعنب والتفاح والبطيخ والأناناس.


في الختام، يبقى أن نحذّر من مضار تناول الموز بكميات كبيرة، بهدف الاستفادة القصوى من منافعه، ذلك أن الإفراط في تناوله قد يكون مضرّاً جداً، لذا يبقى السر في الاعتدال.



أصله وإنتشاره:

يقال إن أصل الموز من ماليزيا. ويشير علماء إلى أنه أول فاكهة زرعها الإنسان، ويقال أنه زُرع حتى قبل الأرز، وتحديداً في بابوا غينيا الجديدة (دولة تقع في النصف الشرقي من جزيرة غينيا الجديدة).

أولى الكتابات التي وثقّت وجود فاكهة الموز كانت البوذية في القرن السادس قبل الميلاد، الأمر الذي يؤكّد أنها كانت قد وصلت الى الهند في تلك الفترة. وقد ذُكر أيضاً في مخطوطات قديمة عدة كالهندوسية والصينية والاسلامية واليونانية والرومانية.


غير أن الموز الذي كان يرمز اليه في تلك الكتابات والمخطوطات كان لونه أحمر وأخضر. وهو يختلف عن الموز الموجود اليوم، الذي اكتشفه المزارع الجامايكيJean Francois Poujot سنة 1836.


سنة 327 قبل الميلاد، اكتشف الكساندر الكبير وجيشه، الموز، خلال احدى حملاتهم في الهند، ونقلوه معهم الى الغرب، ومن ثمّ ساهم المحاربون المسلمون في استقدامه الى مدغشقر وفلسطين.

الصين هي أول دولة نظمّت زراعة الموز، وانطلقت تجارتها سنة 1870 بفضل رجال اعمال اوروبيين واميركيين. وتبقى الهند الدولة المنتجة الأولى للموز في العالم.