كواليس فشل انقلاب جديد داخل بوركينا فاسو

تقارير وحوارات

بوركينا فاسو
بوركينا فاسو

في محاولة انقلابية جديدة في دولة من دول القارة الأفريقية، تعرضت بوركينا فاسو لمحاولة انقلاب ولكن تم السيطرة عليها وإفشالها، وبهذا كانت على وشك الانضمام إلى النيجر ومالي والجابون.


محاولة انقلاب في بوركينا فاسو

فقد أذيعت عدة أنباء تؤكد على فشل محاولة الانقلاب داخل بوركينا فاسو، والسيطرة على الأوضاع داخل البلاد، إلا أن الشباب رفضوا فض الاعتصام حتى غدًا، لتتضح لهم الصورة كاملة بالوضع.

فيما حذر الشباب أي شخص يحاول القيام باغتيال النقيب تراوري، لأنه إذا فعل هذا لن يتمكن من الجلوس على كرسي الرئاسة يومًا واحدًا، مؤكدين أن الشعب ليس أداة يلعب بها كما يتوهمون، فالشعب هو الوحيد القادر على دعم أو إفشال أي انقلاب.

من هو تراوري وكيف أصبح رئيسًا؟

قام هذا الضابط الشاب بانقلاب عسكري في بوركينا فاسو،  وأطاح برفيقه السابق، اللفتينانت كولونيل بول-هنري داميبا في 30 سبتمبر الماضي، بعد أن اتهم داميبا بعدم الوفاء بتعهده بالقضاء على التمرد الإسلامي التي تشهدها بوركينا فاسو منذ عام 2015.

وولد تراوري عام 1988، ما يجعله أصغر زعيم دولة في إفريقيا، ويضعه في مصاف قائدي الانقلاب الآخرين في إفريقيا حاليًا، الزعيم الغيني الكارزمي الكولونيل مامادي دومبويا الذي ولد عام 1981، وزعيم مالي الكولونيل أسيمي غويتا المولود في عام 1983.

وقال تراوري لمسؤولي حكومة بوركينا فاسو: أعلم أنني أصغر من معظمكم هنا، إننا لم نكن نريد ما حدث، لكن لم يكن أمامنا خيار.

وقد اكتسب الكابتن تراوري خبرته العسكرية الأولى من خلال محاربة الجهاديين في مالي، حيث كان يخدم ضمن قوة الأمم المتحدة هناك، ويقال إنه أبدى شجاعة في مواجهة هجوم معقد شنه المسلحون عام 2018 في منطقة تيمبوكتو التي تشتهر بمبانيها العتيقة.

وفي العام التالي، شارك في عملية عسكرية أطلق عليها اسم حركي هو أوتابوانو في شرق بوركينا فاسو المضطرب على مدى سبعة شهور.

كما خدم أيضا في سرية للجيش ببلدة ماركوي في منطقة الساحل الشمالية، وشارك في عدة عمليات هناك.

لكن تراوري ليس جنرال حرب يحمل أوسمة عسكرية، فهو فقط ضابط برتبة كابتن درس في أكاديمية عسكرية محلية والتحق بالجيش في عام 2009، وتلقى تدريبات في سلاح المدفعية بالمغرب.

اختار المجال العسكري بعد أن أكمل دراسته في مدينة بوبو-ديولاسو، ثاني أكبر مدن بوركينا فاسو، ووصفته بعض التقارير بأنه كان تلميذا خجولا ومتحفظا إلى حد ما، ولكن في الوقت نفسه ذكيا للغاية.

انقلابات في إفريقيا

شهدت بوركينا فاسو محاولة انقلاب فاشلة، بعد انقلاب الجابون وقبلها النيجر ووقعت محاولتان في بوركينا فاسو في عام 2022، بالإضافة إلى محاولات انقلاب فاشلة في غينيا بيساو، وغامبيا، وجزيرة ساو تومي وبرينسيبي.

ففي عام 2021، وقعت ست محاولات انقلابية في إفريقيا، نجحت أربع منها، وأصبح العدد الإجمالي لمحاولات الانقلاب في إفريقيا ثابتًا بشكل ملحوظ بين عامي 1960 و2000، بمعدل نحو أربع محاولات سنويًا.

وفي عام 2020، تم الإبلاغ عن انقلاب واحد فقط في مالي، وشهد عام 2021 عددًا أعلى من المتوسط بشكل ملحوظ، وكانت قد تعرضت تشاد، ومالي، وغينيا، والسودان، والنيجر لانقلابات أو محاولات انقلابية.

وفي عام 2022، حدث خمس محاولات في لكن محاولتين منها فقط نجحتا في بوركينا فاسو.

ومنذ عام 1969، شهد السودان أكبر عدد من الانقلابات ومحاولات الاستيلاء على السلطة، إذ بلغ عددها 16 محاولة، ستة منها ناجحة.

وفي عام 2019، أقيل الرئيس عمر البشير بعد أشهر من الاحتجاجات، وهو الذي نال السلطة في انقلاب عسكري عام 1989.

وكانت قد شهدت بوركينا فاسو في غرب إفريقيا، أنجح الانقلابات نجح منها تسعة انقلابات وفشل واحد.

واشتهرت نيجيريا بالانقلابات العسكرية التي أعقبت الاستقلال، حيث شهدت ثمانية انقلابات بين يناير 1966 واستيلاء الجنرال ساني أباتشا على السلطة في عام 1993.

و بعد عام 1999 استقر النظام في البلاد، حينما انتقلت السلطة فيها خلال انتخابات ديمقراطية.

وتميز تاريخ بوروندي بـ11 انقلابا منفصلًا، كان معظمها مدفوعا بالتوترات بين مجتمعات الهوتو والتوتسي.

وشهدت سيراليون ثلاثة انقلابات بين عامي 1967 و1968، وآخر في عام 1971.

وشهدت خمس محاولات انقلاب أخرى بين عامي 1992 و1997.

و في عام 1966 وقع في غانا ثمانية انقلابات عسكرية خلال عقدين من الزمن، وبعدما أزيحت حكومة كوامي نكروما من السلطة، وحدثت في العام التالي محاولة أخرى فاشلة من صغار ضباط الجيش.

وفي عام 2011 شهدت مصر الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في ثورة شعبية، وبعدها عزل الرئيس محمد مرسي على يد الجيش.

في عام 2021 قام قيس سعيد في تونس بالإطاحة بمجلس نواب الشعب

وفي عام 2013 محاولة انقلاب ليبي على رئيس الوزراء علي زيدان من الموالين لمعمر القذافي

وفي أكتوبر 2013 محاولة انقلاب ليبية ثانية بقيادة عبد المنعم الحور على رئيس الوزراء علي زيدان

أبريل وأكتوبر 2014 حدث انقلاب فاشل على رئيس الوزراء علي زيدان في الأول، ورئيس الوزراء عبد الله الثني في الثاني بقيادة اللواء خليفة حفتر.

وفي أكتوبر 2016 تم انقلاب فاشل على رئيس الوزراء فايز السراج من رئيس الوزراء الأسبق خليفة الغويل.