النفط يتوقف عن التراجع..السيناريوهات المتوقعة لأسعاره وسط مخاوف حرب غزة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

أسعار النفط، ارتفاع جديد تشهده أسعار النفط، اليوم الثلاثاء الموافق 31 أكتوبر، بعدما تخلى عن مكاسب الحرب، فيما اقتراب خام برنت من 88 دولارًا للبرميل.

وتشهد أسعار النفط صعودًا، اليوم الثلاثاء، بعد الهبوط الحاد الذي منيت به على وقع الإشارات التي تبين أن الحرب بين إسرائيل وحماس ستظل تحت السيطرة مع توقعات بتراجع الطلب.

صعود أسعار النفط بعد فترة هبوط حاد بسبب الحرب

ارتفاع أسعار النفط اليوم الثلاثاء الموافق 31 أكتوبر 2023

ارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 83 دولارًا، بعدما خسر قرابة 4% يوم الاثنين ماحيًا جميع المكاسب التي حققها بعد هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل. بينما اقترب سعر خام برنت -الذي ينظر له كمؤشر عالمي لسوق النفط- من 88 دولارًا للبرميل.

لم يتسبب الغزو البري لغزة في اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقًا حتى الآن، حيث يمكن أن يهدد انتشار الحرب إمدادات النفط الخام، رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبعد وقف إطلاق النار، حسب “بلومبرغ”.

أسعار النفط تشهد شهر من التقلبات بسبب غزة

شهد النفط الخام شهرًا من التقلبات مؤخرًا، حيث تذبذبت الأسعار بسبب الحرب وتباين مؤشرات الطلب. وأصبح كل من خام غرب تكساس الوسيط وبرنت في طريقهما للحد من الانخفاضات التي سجلاها في أكتوبر الجاري، مع تلاشي علاوة المخاطر الناجمة عن الصراع، وتجدد المخاوف من شبح التباطؤ العالمي.

كما أن البيانات الواردة من آسيا، يوم الثلاثاء، أبرزت هذه المخاطر بشكل واضح، حيث انكمش نشاط التصنيع في الصين مجددًا.

ويعتقد يب جون رونغ، المحلل الاستراتيجي للسوق في مؤسسة "آي جي إيشا" (IG Asia)، أن البعض "يرى أن الصراع ربما ما يزال تحت السيطرة"، وهو ما قد يحد من علاوة مخاطر الحرب. مضيفًا أن البيانات الصينية تكشف عن مخاطر سلبية على الأوضاع الاقتصادية.

صعود أسعار النفط بعد فترة هبوط حاد بسبب الحرب

تراجع فوارق عقود النفط

يشير تراجع الفارق في خام غرب تكساس الوسيط (الهامش بين أقرب عقدين) إلى أن أوضاع السوق على المدى القريب أصبحت أقل ضيقًا.

هذا الفارق -الذي تركز عليه الأسواق بشكل واسع النطاق- عاد وتقلص مجددًا إلى 63 سنتًا للبرميل في حالة باكورديشن، انخفاضًا من دولارين تقريبًا للبرميل في نهاية سبتمبر الماضي.

من بين مؤشرات الطلب التي جرى رصدها في الأيام الأخيرة كذلك، توقع استطلاع أجرته بلومبرغ أن السعودية لن ترفع سعر النفط الرئيسي للعملاء بعدما ظل ثابتًا منذ 6 أشهر، في ظل ضعف هوامش التكرير. وفي السياق ذاته، ذكرت شركة "أويل كيم" (OilChem) أن شركات التكرير الصينية قد تقلل من وتيرة تشغيلها بسبب هوامش الأرباح الضعيفة.

في أماكن أخرى، من المتوقع أن يشهد استهلاك النفط في ألمانيا انخفاضًا حادًا هذا العام، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية الواقع مقرها في باريس. ويتزامن ذلك مع اختفاء علاوة سعر البنزين بالسوق الفعلية الفورية في الولايات المتحدة مقارنة بالعقود المستقبلية، وذلك للمرة الأولى منذ شهر تقريبًا بسبب الطلب الأقل من المعتاد.

المخاوف من حرب غزة

وقال جيوفاني ستونوفو، محلل السلع الأساسية في بنك “يو بي إس”: “المخاوف من تحول الحرب إلى صراع إقليمي أوسع نطاقًا- مع احتمال تعطيل إمدادات النفط- تزيد من المخاطر الصعودية على أسعار الخام. نرجح صعود الأسعار في بداية الأسبوع، رغم عدم الإبلاغ عن أي انقطاع في الإمدادات حتى الآن”.

وعلى مدى عدة أسابيع، أدى اندلاع الصراع إلى تقلبات حادة في التداولات خلال اليوم. كما قفز أحد مقاييس تقلبات سوق النفط، والذي يقيس وتيرة تحركات الأسعار، إلى أعلى مستوياته منذ يونيو خلال الجمعة الماضي.

إقرأ ايضا: ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف الإمدادات بسبب حرب غزة وإسرائيل

النفط يهبط أكثر من 3% وسط انحسار مخاوف من إمدادات الشرق الأوسط

رهانات على صعود النفط

قد تؤدي المناوشات المتزايدة في لبنان، والتي بدأت خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلى زيادة قلق المتداولين. أما السيناريو الأسوأ بالنسبة لأسواق النفط فهو وقف الحركة البحرية في مضيق هرمز، وهو ممر مائي حيوي للنفط الخام.

وركزت رهانات الأسواق المالية بشدة على النفط بسبب احتمالات توسع الصراع خارج نطاق إسرائيل وغزة. وأقبل المتداولون على عقود الخيارات التي يمكن أن تستفيد من قفزة الأسعار فوق 100 دولار للبرميل خلال الأسابيع الأخيرة.

قال مايكل تران، المحلل في “آر بي سي كابيتال ماركتس” (RBC Capital Markets): “التقلبات المرتبطة بتداول عقود النفط الفورية كانت على أوجها مؤخرًا. وما يزال هناك احتمال لارتفاع الأسعار على المدى القريب في حالة انتشار الصراع”.