سيناء..كشف تفاصيل مؤامرة إسرائيلية لترحيل آلاف الفلسطينيين إلى العريش

عربي ودولي

سيناء حلم يراود الإسرائيليين..وثائق
سيناء حلم يراود الإسرائيليين..وثائق بريطانية تفضحهم بعد 52 ع

سيناء مستعدون لبذل ملايين الأرواح للدفاع عنها، بهذه الكلمات أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن سيناء في قلوب جميع المصرية قيادة وشعبًا وأن أي محاولات لجرها نحو صراعات إقليمية غير مقبول بالنسبة لملايين المصريين، وهو الأمر الذي كشفته وثائق ومستندات وضعتها إسرائيل منذ 52 عامًا من أجل تهجير الفلسطينيين نحو سيناء.

وكشفت الوثائق، التي اطلعت عليها بوابة “الفجر”، أن إسرائيل وضعت خطة سرية قبل 52 عاما لترحيل الآلاف من فلسطينيي غزة إلى شمال سيناء، فمازالت سيناء حلم يراود الإسرائيليين إلا أنه بعيد المنال حسبما أكد رئيس الوزراء في تصريحاته اليوم الثلاثاء من قلب سيناء، قائلًا إن جميع المصريين لديهم استعداد للدفاع عن سيناء ضد أي خطر يواجهها.

سيناء حلم يراود الإسرائيليين..وثائق بريطانية تفضحهم بعد 52 عامًا

سيناء حلم مازال يراود الإسرائيليين

سُئل العسكري والسياسي الإسرائيلي الراحل موشيه ديان ذات مرة عن قاعدة شرم الشيخ البحرية، التي أنشأتها إسرائيل في شبه جزيرة سيناء بعد احتلالها في حرب يونيو/ حزيران عام 1967، فقال إنها أهم من السلام مع مصر.

وفي النهاية، لم يُجدِ اعتراض ديان نفعا، وانسحبت إسرائيل من سيناء كلها، على مراحل، انتهت يوم 25 أبريل/نيسان عام 1982. لكن شبه الجزيرة الاستراتيجية لن تفارق خيال الإسرائيليين، كما تكشف وثائق بريطانية.

وتقول الوثائق إن الإسرائيليين لن يجدوا العوض عن سيناء التي هي "حلم" يراودهم.

هدم المستوطنات الإسرائيلية في سيناء

وثائق سرية تكشف مؤامرة إسرائيلية بشأن سيناء

فبعد احتلال الجيش الإسرائيلي غزة، إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية، في حرب يونيو/حزيران عام 1967، أصبح القطاع مصدر إزعاج أمني لإسرائيل. وباتت مخيمات اللاجئين المكتظة بؤر مقاومة للاحتلال. فمنها انطلقت عمليات مقاومة ضد القوات المحتلة والمتعاونين معها. 

ووفقًا لوثلئق نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية وأسوشيتد برس، فإنه عندما احتلت إسرائيل غزة، كان في القطاع 200 ألف لاجىء، من مناطق فلسطين الأخرى، ترعاهم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" و150 ألفا آخرين هم سكان القطاع الأصليون الفلسطينيون. 

وحسب تقديرات البريطانيين، فإنه خلال الفترة بين عامي 1968 و1971، قُتل 240 فدائيا عربيا (فلسطينيا) وأصيب 878 آخرون، بينما قتل 43 وأصيب 336 جنديا من قوات الاحتلال الإسرائيلية في غزة.

وأعلنت الجامعة العربية حينها إصرارها على وقف الأنشطة الإسرائيلية ضد اللاجئين الفلسطينيين في غزة، وقررت "تبني إجراءات عربية مشتركة لدعم المقاومة في القطاع".

كانت بريطانيا مهتمة بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة غزة. وردا على استجوابات برلمانية، أبلغت الحكومة البريطانية مجلس العموم بأنها "تتابع بدقة التطورات في القطاع". وقالت: "نرقب التحركات الإسرائيلية الأخيرة باهتمام خاص، ومن الطبيعي أن ننظر بقلق إلى أي عمل من جانب السلطات الإسرائيلية من شأنه الإضرار برفاهية ومعنويات السكان اللاجئين العرب (الفلسطينيين) في المنطقة".

سيناء حلم يراود الإسرائيليين..وثائق بريطانية تفضحهم بعد 52 عامًا

 تحركات إسرائيلية لتهجير آلاف الفلسطينيين إلى العريش

في تلك الأثناء، رصدت السفارة البريطانية في تل أبيب تحركات إسرائيلية لتهجير آلاف الفلسطينيين إلى العريش التي تقع شمالي شبه جزيرة سيناء المصرية، وتبعد قرابة 54 كليومترا عن حدود غزة مع مصر.

وحسب تقارير السفارة، فإن الخطة شملت "النقل القسري" للفلسطينيين إلى مصر أو أراض إسرائيلية أخرى، في محاولة لتخفيف حدة العمليات الفدائية ضد الاحتلال والمشكلات الأمنية التي تواجه سلطة الاحتلال في القطاع.

وفي أوائل سبتمبر/أيلول عام 1971، أسرّت الحكومة الإسرائيلية للبريطانيين بوجود خطة سرية لترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مناطق أخرى على رأسها العريش المصرية.

أهمية سيناء للإسرائيليين

وأبلغ وزير النقل والاتصالات الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريس ( زعيم حزب العمل ووزير الدفاع والخارجية ورئيس الحكومة ورئيس الدولة في إسرائيل لاحقا) المستشار السياسي للسفارة البريطانية في تل أبيب بأنه "حان الوقت لإسرائيل كي تفعل أكثر في قطاع غزة وأقل في الضفة الغربية".

وفي تقرير بمناسبة الاستعدادات لإعادة العريش، كبرى مدن سيناء، إلى مصر يوم 25 مايو/أيار عام 1979، قالت السفارة البريطانية في تل أبيب إن "أهمية سيناء لإسرائيل كانت، وتظل، استراتيجية".

خلص التقرير إلى أن سيناء بالنسبة للإسرائيليين "تعني أشياء كثيرة". وأضاف أنها "ساحة قتال ضار، غير أنها في أوقات أخرى ملعب مترامي الأطراف لجيش الدفاع الإسرائيلي، وحلم سياحي وذخيرة طبيعية ومشروع تجريبي زراعي. وهي أيضا نقطة التقاء تجمع البدو بالجمال. وفوق كل هذا هي امتداد لحدود إسرائيل الضيقة يوفر متنفسا روحيا من ضغوط الحياة". 

إسرائيل تتآمر على ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء منذ 50 عامًا..وثائق بريطانية تفضحها

رد الحكومة المصرية على المخططات الإسرائيلية في سيناء

بعد تسريب خطط منسوبة لجهات إسرائيلية تتضمن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أن تهديد بلاده ومحاولة النيل منها عبر التاريخ أتى من هذه المنطقة.

وأضاف في مؤتمر صحافي من شمال سيناء، اليوم الثلاثاء، أن مصر مستعدة لبذل ملايين الأرواح كيلا يقترب أحد من أي ذرة رمل بهذه المنطقة.

كذلك أوضح رئيس الوزراء المصري أن بلاده لن تسمح أبدا أن يُفرض عليها أي وضع ولن يسمح بحل أو تصفية قضايا إقليمية على حسابها.

تنمية سيناء

وأضاف مدبولي خلال زيارة إلى سيناء برفقة وفد مصري كبير أن القيادة السياسية المصرية اتخذت قرارًا استراتيجيا يتضمن تنمية سيناء بعد دحر الإرهاب.

وذكر أن الحكومة قررت تنفيذ خطة شاملة واستراتيجية لتعمير سيناء وإقامة مشروعات كبيرة فيها.

كما أشار إلى أن "هذه الخطة ستحمي سيناء من الطامعين فيها، ولذلك بدأت الحكومة منذ العام 2014 وبعد إطلاق المشروع القومي لتنمية سيناء في توفير البنية التحتية والأساسية لتعمير سيناء وتوطين المصريين فيها، وربط المنطقة بمدن ومحافظات مصر، وتنفيذ مشروعات بأكثر من 600 مليار جنيه، وتنفيذ خطة إعادة تسكين أهالي سيناء".

إقرأ أيضا: مدبولي: نفذنا أكثر من 1000 مشروع تنموي في شمال سيناء باستثمارات 283 مليار جنيه

رئيس الوزراء يوجه رسالة لشباب مصر بشأن سيناء: "نموت عليها كلنا" (فيديو)