خلال حربها مع غزة.. كيف حاولت إسرائيل كسب تعاطف الرأي العام العالمي تجاهها؟

تقارير وحوارات

اسرائيل
اسرائيل

 

 

دمار شامل، وقصف متتابع، وانتهاكات لكافة القوانين الدولية تلك هي نتائج الحرب الحالية في قطاع غزة والتي شنها الاحتلال الاسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، والتي استهدفت تدمير كافة مناحي الحياة في غزة، والقضاء على جميع المقيمين بها بلا استثناء لأحد.

اندلعت الحرب منذ أكثر من شهر، ومنذ اندلاع الحرب لم تتوانى إسرائيل في إظهار سكان غزة وكأنهم وحوش، فهي تتسابق في كافة المجالس الدولية على إظهار برائتها، وكان من أبرز محاولاتها التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الاسرائيلي أمام نواب الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي  

ألقى وزير الخارجية الإسرائيلي كلمة أمام نواب الاتحاد الأوروبي في بروكسل، صرح فيها بأن الهجمات التي وجهت لإسرائيل لم تأت من حركة حماس فقط وإنما وجهت لها من عدد من الجهات أهمها الدعم الذي حصلت عليه من إيران.

وأشار  وزير الخارجية الإسرائيلي أن يوم 7 من أكتوبر الماضي، هو أسوء الأيام التي مرت على إسرائيل  ، قائلًا:«هذه ليست فقط حرب دولة إسرائيل. إنها حرب العالم الحر».

وبرر كوهين الهجمات المتتالية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه أمر ضروري للقضاء على حركة حماس، وللدفاع عن حقها، قائلًا: «نحتاج لكسب هذه الحرب من أجل ضمان ألا يكون الغرب هو التالي بما أن الإرهاب يشبه السرطان»


سياسي: "إسرائيل تقدم رواية مجتزئة لما يجري في فلسطين"

يرى الدكتور أيمن سمير الخبير السياسي أن إسرائيل تحاول إظهار برائتها وكسب تعاطف دول العالم معها من خلال تقديم رواية مجتزئة لما يجري ف فلسطين، فهي تحاول تقديم ما جرى وكأنه بدأ يوم 7 من أكتوبر الماضي فقط، ولا تريد التعرض لما مر من 75 عام من احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وأشار الدكتور أيمن سمير في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن إسرائيل تحاول إظهار نفسها بكونها دولة ضحية، تعاني من الهجوم الإرهابي، وذلك من خلال نشرها لبعض المشاهد التي تعرضت لها يوم طوفان الأقصى، ووصفها لنفسها بواحة الديموقراطية في الشرق الأوسط، وتعيش في بحر من الكراهية، وأنها تقوم بتلك الجرائم للدفاع عن وجودها، وذلك كله بهدف تضليل الرأي العام الدولي وكسب أنصار وداعمين لها في دول الغرب، هذا فضلًا عندعم الاعلام الغربي لها.

وأوضح الدكتور أيمن سمير أن الرد على الأكاذيب الت ي تدّعيها قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال إظهار المعاناة التي عاش بها الفلسطينيين منذ صدور وعد بلفور، وكم من اتفاقية سلام رفضتها إسرائيل، وأبرزها المفواضات التي استمرت لـ9 أشهر ربعاية جون كيري وباءت بالفشل وذلك في أبريل عام 2014.

سياسي: "اسرائيل تحاول توظيف الراي العام الدولي لصالح عملياتها العسكرية"

يعتقد الدكتور رمضان قرني أن السياسة الإسرائيلية لجأت إلى العديد من الوسائل لبناء وتشكيل رأي عام عالمي داعم لها، من خلال عدد من الآليات، أهمها توظيف الرأي العام الدولي لصالح عملياتها العسكرية، وهو ما ظهر بشكل كبير في الإعلام الامريكي والبريطاني والفرنسي، والتي أظهرت بشكل كبير دعمها لما يقوم به الاحتلال في قطاع غزة.

وقال الدكتور رمضان قرني  فخلال حديثه مع "الفجر" إن إسرئيل حاولت حشد الرأي العام العالمي والحكومات الدولية لصالحها من خلال إظهارها أن سبب ما تقوم به في غزة هو فقط مواجهة تنظيم حماس، وذلك من خلال دعوتها إلى ضم حماس إلى التنظيم الدولي لمحاربة داعش، وساعدتها في ذلك أمريكا وبريطانيا ومعظم دول الغرب.

واستطرد قرني أن إسرائيل لأول مرة خالفت سياستها في اظهارها عدد الإصابات التي تقع فيصفوف جيشها، في محاولة منها تلهيب الرأي العام ضد ما تقوم به حركة حماس، مؤكدًا أن اسرائيل تعلمجيدًا أن هناك عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تنمتمي للمحيط العربي، ولذلك فهي تقوم بتكثيف حملاتها الإعلامية خاصة باللغة العربية لكسف تعاطف العرب معها.

وتابع قرني: أن إسرائيل تحاول تطويق أي دعاية فلسطينية من قبل حركة حماس، وذلك من عقب ما أصدره الكنيست الإسرائيلي بمنع تداول ما تنشره وتتناوله حركة حماس، في محاولة لغلق الباب أمام الشعب الفلسطيني لنشر معاناته، في محاولة للتأثير على الرأي العام العالمي.