شاهد..عمليات الولادة القيصرية في غزة دون تخدير

تقارير وحوارات

حرب غزة لم ترحم النساء
حرب غزة لم ترحم النساء الحوامل.. إجراء عمليات قيصرية دون تخد

تستيقظ غزة كل يوم على مشهد إنساني مروع، لا يمكن أن يتخيله بشر، على الرغم من حجم الدمار والموت، إلا أن حجم الجرائم في غزة فاق كل الحدود، لا يزال النساء والأطقال الحلقة الأضعف في هذه المأساة، حيث تتكسف يوميًا معاناة الأطفال والنساء في كل هذا الجحيم.

ولم يعد مكان لحامل ولا طفل ولا رضيع ولا حتى رجل شديد في غزة المنكوبة، بعدما كشفت منظمة "أكشن إيد"، الثلاثاء، أن العمليات القيصرية للنساء يتم إجراؤها في مستشفيات قطاع غزة دون تخدير، أو أدوية مسكنة.

حرب غزة لم ترحم النساء الحوامل.. إجراء عمليات قيصرية دون تخدير

عمليات قيصرية دون تخدير في غزة

وفي غزة، قد لا تجد النساء الحوامل مفرًا من إجراء عمليات قيصرية دون تخدير، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على حياتهن. ليتوقف إطلاق النار فورًا حتى يتمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه من توفير خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة للآلاف من النساء الحوامل في غزة.

وأوضحت المنظمة غير الحكومية في تقرير صدر، الثلاثاء، بشأن الوضع الكارثي الذي تمر به مستشفيات القطاع بسبب العدوان المتواصل منذ 39 يوما، أن الطاقم الطبي العامل في مستشفى العودة، الذي يديره شريك منظمة أكشن إيد الدولية، قد أجرى 16 عملية قيصرية نهاية الأسبوع الماضي، في ظل ظروف قاسية وصعبة للغاية، إذ قاموا بتوليد ما بين 18 و20 طفلا يوميا، على الرغم من نقص الإمدادات الطبية الحيوية مثل التخدير.

وأشارت إلى أن المنشآت والمناطق المحيطة بها تتعرض لهجوم مكثف منذ يوم الجمعة، وخروج 22 من أصل 35 مستشفى في قطاع غزة عن الخدمة، بما في ذلك أكبر مستشفيين وهما الشفاء والقدس، بسبب القصف أو نفاد الوقود، وأصبح الناس محاصرين داخلها دون ماء أو طعام أو كهرباء بسبب استمرار القصف في المناطق المحيطة بها.

حرب غزة لم ترحم النساء الحوامل.. إجراء عمليات قيصرية دون تخدير

لا مكان آمن للأطفال حديثي الولادة 

وأكدت أن الطاقم الطبي يستنفد محاولاته وطاقته لإبقاء 36 طفلا حديث الولادة على قيد الحياة، إذ توفي ما لا يقل عن 32 من مرضى المستشفى خلال الأيام القليلة الماضية، مع استحالة دفن الجثامين.

وأكدت أن الأطباء في قطاع غزة يعملون على توليد الأطفال، في مستشفى العودة الوحيد الذي يستطيع العمل في شمال غزة، رغم الصعوبات، بالاعتماد على البطاريات.

وأشارت إلى أن الأطباء يتفانون في دعم النساء الحوامل الهاربات من القصف من شمال قطاع غزة ومدينة غزة، في محاولة للبحث عن العلاج، وإيجاد مكان مناسب للولادة، بسبب إجبار جميع المستشفيات الأخرى في المنطقة على إغلاق أبوابها.

وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة أكشن إيد فلسطين رهام جعفري إن "آلاف النساء في غزة يخاطرن بحياتهن من أجل الولادة، ويخضعن لعمليات قيصرية وعمليات طارئة دون تعقيم أو تخدير أو مسكنات، ولا بد أن تتمتع النساء برعاية صحية جيدة والحق في الولادة في مكان آمن، وبدلا من ذلك، يتم إجبار النساء على إحضار أطفالهن إلى العالم وسط ظروف جهنمية تماما".

وأضافت: "تفتقر المستشفيات إلى الغذاء والماء والكهرباء والوقود، ويتوقف عدد متزايد منها عن العمل بشكل كامل. إلى متى سيتواصل تراكم الجثامين، وكم عدد الأطفال المستضعفين الذين سيتم فقدانهم قبل أن تنتهي هذه المعاناة؟ إن وقف إطلاق النار الفوري هو وحده الذي سيضمن دخول ما يكفي من الوقود والإمدادات الطبية إلى قطاع غزة وإيصالها إلى المستشفيات حتى تتمكن من البدء بتقديم الرعاية المنقذة للحياة مرة أخرى".

وأكدت أن المستشفيات ليست أهدافا، ولا ينبغي أبدا أن تكون أهدافا. تتمتع هذه الملاذات الآمنة بوضع محمي بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب احترام ذلك.

وأكشن إيد هي منظمة دولية غير حكومية تأسست عام 1972 هدفها الأساسي العمل ضد الفقر والظلم في جميع أنحاء العالم.