محمد حيزة يكتب: الحرب والجنس والحب والسلام

مقالات الرأي

أصحاب الأرض لازال
أصحاب الأرض لازال يجمعهم الحب ـ أرشيفية

الحرب والجنس والحب والسلام

ما الفرق بين دم البكارة، وبين الدم العربي المراق في كل مكان من أصقاع المنطقة العربية بدويلاتها الـ22؟، كلاهما واحد!، لم نعد نعلم لأيهما نثور، وباتت المفاهيم تطاردنا، ومع ذلك ما زلنا كعرب نحتمي خلف أول متراس للبهجة.

ألم يسأل أحد فينا نفسه، من يضمد في نشوة الحرب وغى الجنس، ومن عساه يقيد الحب إذا ما لمعت في أعيننا نظرة السلام.

الإجابة لن تكون في أدمغتنا نحن كعرب، بل الإجابة عند الصواريخ التي تمطر رؤوسنا كل يوم، فكم من صاروخ قطع نشوة سرير، أو أطفأ بعرق الخوف حرارة قبلة كانت توشك أن تتقد على شفتين عربيتين شغفهما الألم الساطع في تاريخنا حبا.

لا شك عندي ولست مختصا بذلك، ولكني عالم إنسانيات بطبيعتي الإنسانية لا بدراستي الأكاديمية، ولا بحياتي المهنية، أن اللجوء للجنس في حالات الخوف هو حالة طبيعية جدًا، فالحصول على الممنوع أثناء الخوف من الموت مبرر بحكم الطبيعية البشرية، وكلما كان الموت على الأبواب، كانت الحياة تزدهر وتحلو.

في كثير من الأوقات يحدثنا حكامنا عن السلام، لم يحدثونا عن الحب، كثيرة هي مؤتمرات السلام، وقليلة هي قمم الحب، فقط تنعقد قمم الحب بين الركام نعم عزيزي القارئ، سل ركام غزة وحجراتها المنهارة عن العشق والعشاق أين ذهبوا، وكيف أضع يدي في يد عدو وأسالمه وقد سلبتني تلك اليد حبي ذات يوم.

فكم من قصة حب قتلها أعدائنا، وكم من سرير كنا نمارس عليه الحياة حرقته قنابله!.. هل هذه اليد الآثمة جديرة بالسلام؟

إلى هنا لا تسعفني الكلمات لأجل التتمة..

ولكن لحظة...

لعل أحدكم يسألني حدثتنا عن الجنس والحب والسلام لماذا لم تتكلم عن الحرب..

باختصار يا قارئي العزيز، لا أحب أن أزيد حوادث التصادم بين كلماتي وعينيك في طريق قلبك الذي شقته الهموم العربية، فنحن كعرب لم نعد أهل حرب، بينما كنا نظن أننا فحول الجنس، وشعراء الحب، وأئمة السلام، حتى أتى عدونا فحرمنا الجنس، وحرق شعرنا، وأصبحنا بيد صواريخه الطولى متسولي سلام..

 فلم عساي أكلمك عن الحرب ونحن لا نعلم عنها إلا أنها إرث ـ وقف ـ، لم نجدده فنصبح أبطاله، ولم نحافظ عليه فنصبح أشاوسه، فقط تمر الحرب علينا مرور الكرام إذا ما تلونا الأنفال أوالتوبة أو إذا ما تعمقنا وقرأنا في "كونتراتو" المواريث:

يا عَبلَ لَو أَنّي لَقيتُ كَتيبَةً           سَبعينَ أَلفًا ما رَهِبتُ لِقاها

وَأَنا المَنِيَّةُ وَاِبنُ كُلِّ مَنِيَّة           وَسَوادُ جِلدي ثَوبُها وَرِداها

 يا عَبلَ إِنّي في الكَريهَةِ ضَيغَمٌ         شَرِسٌ إِذا ما الطَعنُ شَقَّ جِباها

وَالخَيلُ تَعلَمُ وَالفَوارِسُ أَنَّني         شَيخُ الحُروبِ وَكَهلُها وَفَتاها