بعد اتفاق الأسرى.. ما رؤية العالم تجاه إسرائيل التي لا تقهر؟

الفجر السياسي

حرب قطاع غزة
حرب قطاع غزة

بعد 48 يومًا من استمرار الحرب في قطاع غزة بدءًا من هجوم السابع من أكتوبر، مارس فيهم الاحتلال الإسرائيلي كافة الجرائم الوحشية والانتهاكات للقوانين والمواثيق الدولية، وارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال والمدنيين بالقطاع، تبدأ اليوم،الجمعة، أولى عمليات إطلاق سراح الأسرى في اطار اتفاقية الهدنة بين إسرائيل وحماس، والذي يتضمن إطلاق سراح 50 من النساء والأطفال المحتجزين في غزة، مقابل إطلاق سراح 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين في سجون إسرائيل دون سن 19 عامًا، بضغوط مصرية قطرية، فهل أثبتت عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من أحداث تحطيم نظرية "الأمن الإسرائيلية" التي تغنت بها إسرائيل سنوات عديدة؟، هو ما أوضحه خبراء وأساتذة العلوم السياسية في التقرير التالي.

 

جهود مصر في الوصول لهدنة


وفي هذا الصدد، قال اللواء رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر سعت بشكل رئيسي في الوصول إلى الهدنة الإنسانية وإعادة القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات، مؤكدًا أن الموقف المصري ودعمه للقضية الفلسطينية ثابت ومحوري منذ بدء عملية طوفان الأقصى ورفضه لعملية التهجير القسري وتصفية القضية الفلسطينية دون الوصول لحل عادل وسلمي.

 

هزيمة نتنياهو


وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، إن وقف إطلاق النار وإخراج الأسرى بضغوط مصرية أمريكية قطرية هو بمثابة هزيمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بينامين نتنياهو"، وانتصار للمقاومة الفلسطينية، مؤكدًا أن عملية طوفان الأقصى أثبتت وهن نظرية الأمن الإسرائيلي والقبة الحديدية الذي لا يقهر والتي تحلَّت بها إسرائيل على مدار سنوات.

 

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن الدبلوماسية المصرية ناجحة في مساندة القضية ونجحت بشكل رئيسي في تغيير لغة الخطاب الأوروبي وتوجيه نظر العالم إليها، لافتًا إلى أن ما حدث من قتل للنساء والأطفال المدنيين ما هي إلا محاولات من جانب إسرائيل للضغط على حماس وإضعاف الجبهة الفلسطينية، موضحًا أنها لم تحقق نجاحات تُذكر وما تم  من استهدافات للمنشآت والمباني والمنازل وعلى رأسها المنشآت الصحية واقتحام المستشفيات وضربها هو مجرد محاولات لإرضاء الشارع الإسرائيلي في محاولة منه للوصول للأسرى لكنه فشل ذريعًا في ذلك.


الفشل العسكري والأمني


وأوضح اللواء رضا فرحات، أن ما تردد على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي من وجود أسرى وأنفاق، وأن حماس تستخدم المستشفيات والمدارس كدروع بشرية، كل هذا مخالف للواقع وتغطية للفشل الذريع والفشل العسكري والأمني والاستخباراتي للأجهزة الإسرائيلية.

 

 

فيما قالت الدكتورة نادية حلمي، أستاذة العلوم السياسية، إن ما تم من هدم للمستوطنات واختطاف للأسرى في عملية "طوفان الأقصى" هو تحطيم لأسطورة الجيش الإسرائيلي، ومفاجأة غير متوقعة أربكت حساباته وأثبتت فشل الاستخبارات الإسرائيلية وهو ما يمكن وصفه بـ "الفشل التاريخي".

 

هشاشة الجيش الإسرائيلي


وأكدت في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن المقاومة الفلسطينية انتصرت في مواجهة الجيش الإسرائيلي، لافتة إلى أنه على الرغم ما تمتلكه إسرائيل من تكنولوجيا متطوره إلا أنها لم تنجح في الوصول إلى أسراها، مؤكدة أن هذه الأزمة واندلاع المظاهرات التي طالبت بتحرير أسراها هزت الداخل الإسرائيلي.

 

حل الدولتين السبيل الوحيد


وأشارت أستاذة العلوم السياسية، إلى أن ما حدث خلال عملية طوفان الأقصى من استغلال الهشاشة الواضحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي هو ما جعله يرتكب المجازر في حق سكان قطاع غزة دون تفرقة بين الأطفال والكبار، لافتة إلى أن كافة الدول العربية وعلى رأسها مصر وجهت انتقادات حادة اعتراضًا على ما ارتكبه جيش الاحتلال من مجازر في حق الفلسطينيين وانتهاك للقانون الدولي، مؤكدة أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو حل الدولتين لتحقيق السلام.