في يوم الجمعة.. تعرف على قصة أهل الكهف

تقارير وحوارات

الكهف
الكهف

 


ركز القرآن الكريم على تنظيم أحداث الأمم السابقة وتوضيحها لأمة الإسلام، مع التركيز على الدعوة والمواعظ والإقناع.

ويقدم القرآن القصص بشكل منظم، يتناول أنماطًا متنوعة من القصص، بدءًا من ذكر الأنبياء ومعجزاتهم ومصائر شعوبهم، وصولًا إلى الحوادث الكبرى والقصص العظيمة مثل قصة قارون وأصحاب الكهف.

كما يتعامل القرآن مع أحداث بعث النبي محمد ودعوته وغزواته بأسلوب متكامل، يبرز موضوعيته ومصداقيته من خلال عرض القصص بشكل نقي وموضوعي.

ويسهم هذا النهج في كشف أصول الشرائع وتوضيح الحقائق المرتبطة بالتاريخ الديني للأمم والرسل.

وصف القرآن الكريم أصحاب الكهف بأوصاف محببة تعكس قيم الإيمان بالله وحدهم.

كانت قصتهم تتعلق بالهروب من ملك كافر اعتنق الوثنية، حيث انعزلوا في كهف خارج المدينة للحفاظ على دينهم.

يشير القرآن إلى أنهم كانوا فتية آمنوا بربهم، وتضافرت الروايات حول دينهم بأنهم كانوا يتبعون دين عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.

كان عددهم سبعة وثامنهم كلبهم، وذلك وفقًا للتفصيل الوارد في القرآن.

خرج الفتية إلى الكهف بسبب رفضهم للعبادة الوثنية المفروضة من قبل الملك دقنيوس وشعبه.

و كانوا من أبناء الأكابر أو الملوك، صغار العمر، وكان الملك يقمع أتباع دين عيسى ابن مريم بالإعدام.

ورفض الفتية الانقياد للأصنام واستهتاروا بأمورها، وتم استدعاؤهم وطُلِب منهم التخلي عن دينهم، ولكنهم أبوا وثبتوا على إيمانهم.

وقرر الملك قتلهم، لكنه أعطاهم مهلة للرجوع عن دينهم قبل تنفيذ الحكم.

كما قرر الفتية الانسحاب والفرار إلى كهف في جبل بنجلوس على أطراف المدينة.

وهناك، عبدوا الله وقضوا وقتهم في الدعاء والذكر، واستخدموا طريقة للتسلل إلى المدينة للحصول على الطعام دون أن يشعر أحد بوجودهم، وكانوا يتناوبون في هذا الدور للحفاظ على هويتهم ودينهم.

عند عودة الملك دقنيوس إلى المدينة، أخبرت الناس عن وضع الفتية في الكهف.

وقرر الملك بناء جدار حول الكهف ليموتوا داخله، وفي تلك الفترة، أعاق الله حاسة السمع لديهم أثناء نومهم.

بعد ذلك، بعث الله ملكًا على دين عيسى ابن مريم، وكانت مهمته فتح الكهف، وأرسل أصحاب الكهف لشراء الطعام، ولكن كلما مروا بأحد المعالم أُنكِرَ عليهم واجتمع الناس للتساؤل عن حالتهم.

وتم تقديم القضية إلى الملك الذي قرر متابعتها إلى الكهف لشهادة الأحداث، وصل الملك هناك ليجد أصحاب الكهف قد ماتوا، وأقيمت عليهم كنيسة ومسجد للصلاة فيه.

مناسبة قصة أهل الكهف في القرآن الكريم تتعلق بتثبيت رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتصديق لدعوته. عندما بعث كفار قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط للاستفتاء من أحبار اليهود حول النبي، تأخر الوحي خمسة أيام قبل أن ينزل على النبي بالإجابة.

وفي تلك الفترة، قدموا ثلاثة أسئلة، وكانت أحد هذه الأسئلة حول قصة أهل الكهف. وعندما نزل الوحي، جاءت سورة الكهف لتحكي قصة أهل الكهف وتوضح معاني الصبر والاعتزاز بالدين. كما أن الآية "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ" نزلت في هذا السياق لتشدد على الدعم الإلهي وتوجيه الناس إلى البحث عن الحقيقة.